الخرطوم: قال وزير المالية السوداني إبراهيم البدوي إن بلاده تحتاج إلى ما يصل لخمسة مليارات دولار دعما للميزانية لتفادي انهيار اقتصادي وإنها ستدشن إصلاحات بعد الإطاحة بعمر البشير.
ويعاني السودان من أزمة منذ خسر معظم ثروته النفطية مع انفصال جنوب السودان في 2011.
وقال وزير المالية في الحكومة الانتقالية التي تشكلت في أغسطس آب إن البلاد تملك احتياطيات نقد أجنبي تكفي فقط لتمويل الواردات لعدة أسابيع.
لكن بعض المواطنين السودانيين أعربوا عن استيائهم إزاء الأوضاع الاقتصادية قائلين إن تغيير النظام لم يحقق مطالبهم بتحسين الاقتصاد.
وقال أحد سكان الخرطوم يدعى عوض علي: “بتوقع إن الحكومة لما الناس طلعت الشارع والشباب طلع الشارع تمنينا الوضع يتغير ولكن الوضع مشي للأسوأ يعني… ناس واقفة للعيش (الخبز) يعني الواحد نفس يتغدى وما لجي”.
وقال خباز يدعى حافظ محمد: “ضغوط شديدة يعني السوق أسعار جنونية شديدة.. يعني حتى السلع إلي إحنا شغالين مش مقضي أي حاجة. يعني لازم تشتغل يومين تلاتة عشان تقدر تصرف على نفسك”.
وقال ولي الدين محمد وهو صاحب متجر: “القوة الشرائية بالنسبة للمواطن ضعيفة جدا. لأن الوضع الاقتصادي في الزمن الراهن هو غير مقبول. فأي مواطن بييجي يسأل عن السلع… كانت قبل أسبوع بسعر واليوم بسعر. لأن الشركات الحقيقة كل يوم بسعر”.
وقال البدوي إن السودان تلقى بعض الدعم لواردات الوقود والقمح لكن نحو 65 بالمئة من شعبه البالغ تعداده 44 مليونا يعاني من الفقر ويحتاج إلى تمويل تنموي بقيمة تصل إلى ملياري دولار بجانب ملياري دولار من المأمول الحصول عليها من صناديق تنموية عربية.
وفي استعراض تفصيلي لخطط الإصلاح للمرة الأولى، قال البدوي إنه ستكون هناك حاجة لزيادة رواتب موظفي القطاع العام وجرى إنشاء شبكة دعم اجتماعي للتجهيز لإلغاء صعب لدعم الوقود والأغذية.
وتسببت احتجاجات استمرت لأشهر ضد زيادات أسعار الوقود والخبز ونقص السيولة في إطلاق شرارة انتفاضة ضد البشير الذي أطاح به الجيش في أبريل نيسان. والاحتجاجات مستمرة منذ ذلك الحين، مع سقوط قتلى في اشتباكات مع قوات الأمن.
وقال البدوي في مقابلة يوم الخميس (7 نوفمبر تشرين الثاني): “الآن لدينا ثورة”. وردا على سؤال عن مقدار دعم الميزانية المطلوب لعام 2020، قال: “بعض التقديرات تقول ما يتراوح بين ثلاثة وأربعة مليارات (دولار)، ربما حتى خمسة مليارات دولار”.
وتتولى الحكومة المدنية التي ينتمي إليها البدوي السلطة لمدة تزيد عن ثلاث سنوات بموجب اتفاق لتقاسم السلطة مع الجيش. وقال البدوي إنها حصلت على ما يزيد قليلا على نصف الدعم البالغ ثلاثة مليارات دولار لواردات الوقود والقمح والذي قدمته السعودية والإمارات في أبريل نيسان.
وقال البدوي إن من المقرر عقد اجتماع للمجموعة المانحة “أصدقاء السودان” في ديسمبر كانون الأول وإن الحكومة اتفقت مع الولايات المتحدة على أنها قد تبدأ التواصل مع المؤسسات الدولية بينما تظل في قائمة للدول التي تُوصف بأنها راعية للإرهاب.
ومن شأن ذلك الوصف أن يجعل السودان غير مؤهل من الناحية الفنية للحصول على إعفاء من الدين أو تمويل من صندوق النقد والبنك الدوليين. وحذف اسم السودان من القائمة يحتاج إلى موافقة من الكونغرس.
(رويترز)