لبنان: نقاش قطع الطرقات يعود بعد مقتل شخصين والمتظاهرون يتعرضون للمزيد من الشيطنة

حجم الخط
0

لندن-“القدس العربي”: شهد لبنان خلال الأيام الأخيرة، عودة الجدل حول مسألة قطع المتظاهرين للطرقات، بعد وقوع حادث سير مروّع في منطقة الجيّة بالجنوب، حيث كان المتظاهرين والجيش يقومون بقطع الطريق، وقتل على إثره شخصان بعدما اصطدمت سيارتهما بحاجز اسمنتي على الأوتوستراد الساحلي. وفي الليلة ذاتها، وفي حادث منفصل، قامت مجموعات من الشبّان بمهاجمة المتظاهرين الذين كانوا يقطعون طريق جسر “الرينغ” في وسط بيروت.

ووصف بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي المتظاهرين بقطّاع الطرق، معتبرين أنهم السبب وراء الحادث الذي راح ضحيته حسين شلهوب وسناء الجندي.  ووصف البعض ضحايا الحادث بشهداء قطع الطرقات كما حمل البعض قائد الجيش اللبناني جوزيف عون المسؤولية عن الحادث “لتلكؤه بفتح الطرقات”.

وقالت ابنة حسين شلهوب، وهي الناجية الوحيدة من الحادث إن سيارتهم تم رميها بشيء يشبه “القذيفة” ما أدى لفقد السيطرة عليها واحتراقها لاحقا.

وقال الصحافي علي هاشم، عبر حسابه على موقع “تويتر”: “حياة أسرة حسين شلهوب تغيّرت إلى الأبد، غيرتها مجموعة قطعت الطريق على مواطنين عاديين، مواطنون أيضا لديهم وجعهم ومطالبهم وأصبح اليوم ألمهم مضاعفاً، هل ننتظر ليصبح لكل لبناني ثأرا لدى الآخر؟! هناك حاجة حقيقية اليوم في ظل تشكل إرهاصات أزمة جديدة، أمنية، هناك حاجة لفتح كوة بأسرع وقت”.

كما غرد النائب جميل السيد محذرا من لعبة قطع الطرقات قائلاً: “لعبة قطع الطرقات قذرة وخطرة حيثما تحصل، وستؤدّي إلى لعبة الدم إن لم يقُم الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية بدوْرٍ حاسم في منع الإحتكاك بين المواطنين، والمطلوب من قائد الجيش أن ينفّذ القرار الذي أعلنه منذ أسبوع بمنع أي كان من قطع الطرقات، وكُلّ تردُّد في هذا المجال هو خيانة وطنية”.

أما عالم الدين الشيعي، جعفر فضل الله، فقال: “اسمهم قطّاع طرق، ولا شيء غير ذلك. أي تسمية أخرى تعطي تبريرًا لما يجري، تجعل صاحبها شريكًا في الدماء التي تسقط، والنيران التي باتت تلتهم الأبرياء، وفي إرهاب الآمنين”.

وقال مغرّد آخر: “من بعد علي علاو، حسين شلهوب وزوجته ضحايا جدد لقطاع الطرق بعد ما قاموا الزعران برمي الحجار على الزجاج ويلي أدى لتدهور السيارة واشتعالها على طريق برجا. الدم برقبتكم يا زعران ليوم الدين”.

 في حين قال مغرّد آخر: “اللي صار قضاء وقدر، الله يرحمهم وبدل ما تحكوا وتتهموا وتحلّلوا ترحّموا عليهن وتركوا القضاء يبين كل شيء”.

وقال الناشط ذو الفقار حركة: “قلناها ألف مرة حاصرو بيوت الزعماء قطعو المرافق الحيوية شلّو مؤسسات حيتان المال بس ما تسكرو الطريق ع مواطن نازل يفتش عا لقمة عيش ولادو أو رايح عا شي مستشفى أو طالع ع ضيعتو التسكير عا بعضنا عم يأذينا ويحلل دمنا ويخلي السلطة تولع ارغيلة وتتفرج علينا وتترك حمام الدم ماشي لمصلحتها!”.

وقالت الصحافية فيفيان عقيقي، عبر صفحتها على فيسبوك: “السيارة بالجية اللي توفى فيها رجل وشقيقة زوجته ونجت بنته، اصطدمت بقاطع حاطه الجيش ليفصل بين المتظاهرين والسيارات، وهو بعيد عن المتظاهرين اللي مسكرين الطريق بنحو 650 متراً. يمكن هل قاطع ما نحط لو ما في تسكير طرقات، ويمكن لو في اضاءة كان انقشع. بس الأكيد إنو هل حادث يضاف لألوف الحوادث السابقة اللي بتتحمّل مسؤوليتها سلطة ما عندها حسّ المسؤولية تجاه الناس سواء مؤيدين أو معارضين”.

وأضافت أن “الأسوأ من هيدي الحادثة المحزنة والأليمة، هني اللي عم يستغلّوا الحادثة بكل وقاحة وبرودة ونازلين ع بيت الضحايا يصوروا فيديوهات بوقت الناس منهارة، والهدف طبعاً لا إنساني ولا أخلاقي، أساساً ما ممكن توقّع يكون في هيك اعتبارات من ناس بتهلّل للبلطجة والهمجية وبتلاقيلا ألف مبرّر. إنما الهدف هو تحريضي محض على انتفاضة انطلقت ومستمرّة ضد الفاسدين اللي عم ينحموا بسواعد البلطجية”.

أما في بيروت، فكان الاعتداء المتظاهرين الذين أغلقوا جسر الرينغ، واتهم المتظاهرون المجموعات التي تهجمت عليهم بأنهم تابعين لحزب الله وحركة أمل، إلا أنه قام الحزبان بنفي ذلك. ومع ذلك، اعتبر المعتدون أنفسهم ممثلين لهذين الحزبين، وللطائفة الشيعية. كما قامت مجموعات أخرى، بالاعتداء على المتظاهرين في مدينة صور، وحرق خيامهم.

وقال مغرد: “بعد ما حصل في منطقة الرينغ يتأكد ان الثورة أقوى بكثير مما توقعنا وتوقعوا، وقوتها انها سكنت ضمير اللبنانيين. وهذا ما لا يمكن للعنف الذي يمارسه البعض ان يقتلعه من القلوب والعقول”.

في حين قال مغرد آخر: “لنصوب الأمور من جديد: احزاب السلطة وتحالفاتها وحكوماتها المشتركة أوصلت البلاد إلى الافلاس بالتوافق. الوطن انتهى اقتصادياً وهذه الأحزاب وجماهيرها مزعوجين من قطع الطرق! قتلوا المريض والآن مزعوجين من طريقة أخذ الخاطر! هزُلت”.

كما أكد غيره أن “لبنان عند مفترق الطرق! اليوم نكتب مستقبلنا، مستقبل لبنان. بناء دولة ليس بالأمر السهل! بناء وطن وفصل الأديان عن السياسة والسلطة هو أكثر صعوبة! يجب ان لا نكون بفارغ الصبر. الطريق ما تزال طويلة وسيكون لدينا العديد من الأعداء! الاستمرار بالطريقة السلمية هي الوسيلة الوحيدة!”.

واعتبر البعض من الناشطين أنه قد يكون بات الوقت للتخلي عن قطع الطرقات كآلية ضغط، بحكم أنها عملياً لا تضغط على السلطة بالقدر الذي تستغله الأخيرة لضرب سمعة الانتفاضة وتصويرها على أنها ضد الشعب.

وفي حين اتجه الحديث، كما يحصل دائماً في لبنان بعد أحداث من هذا النوع إلى احتمالات نشوب حرب أهلية، ورد الناشطون على ذلك بسلمية موقفهم، وعدم ردّهم على عنف الذي تعرضوا له.

وقال الصحافي أحمد محسن، عبر صفحته على “فيسبوك” إنه “ليس هناك أي معنى للحديث عن حرب أهلية من الماضي لأنها انتهت. وليس هناك أي معنى للحديث عن حرب أهلية قد تحدث في المستقبل. المعنى الوحيد هو للحديث عن الحاضر، عن حرب في غاية الشراسة تحدث الآن من الأوليغارشية وأدواتها، على بقية اللبنانيين”.

وتابع:” لا تحدث الحرب بوجود طرف واحد. على الأقل تحتاج إلى طرفين. ما نعرفه أن ثمة طرف جاهز وحاضر، لكن ما هو واضح أيضاً أنه ليست هناك أي رغبة من أي أحد بأن يحترب معه أو ضدّه. ما يحدث الآن ليس بحثاً عن الحرب، بل مجرد طرف يحاول اختراع أو ايجاد أي خصم يقبل أن يخوض حرباً ضدّه. وهذا بؤس ما بعده بؤس”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية