خطاب المملوك

حجم الخط
0

ثلاثة خطابات تتعلق بقضيتنا في الجمعية العمومية الحالية في نيويورك. خطاب الملك، اوباما، الذي لديه تحالف دولي بتصفية تهديد الارهاب الحالي؛ خطاب العبد، أبو مازن، الذي خرج يزبد ضد سياسة الاحتلال لحكومة اسرائيل؛ و لنتنياهو، الذي تتطلب سياسته مزيدا من الضحايا.
خطاب الملك كان خطاب نصر، ليس بعد على داعش بل على اقامة التحالف الدولي، ولم يغب عنه قول واضح في الموضوع الاسرائيلي: «الولايات المتحدة لن تتخلى ابدا عن المساعي للسلام. لا يمكننا أن نسمح لانفسنا بالتراجع عنها… طالما كنت رئيسا سنصر على مبدأ الدولتين اللتين تعيشان الواحدة الى جانب الاخرى بسكينة وبأمان».
خطاب العبد ابو مازن كان خطابا استفزازيا: «في غزة كان قتل شعب مقصود» وباقي تعابير الغضب. مسبقا عرف ابو مازن بان طلبه الحصول على توصية من مجلس الامن للجمعية العمومية لقبول فلسطين كدولة عضو في الامم المتحدة، لن يحظى في هذا الوقت بالاغلبية (9 من اصل 15 عضو في المجلس). ولهذا فقد سار باتجاه ترميم مكانته بين الجمهور الفلسطيني – الذي يؤيد هذه الصيغ. اما السياسة العملية فبقيت مثل سياسة اوباما: المطالبة بحدود 1967 حسب جدول زمني. هذا المطلب مقبول بتقديري من نصف مواطني اسرائيل. وأنا أدعو كل معهد استطلاعات لان يطرح سؤالا بصيغة «هل توافق على اتفاق سلام في حدود 67 تبعا لجدول زمني؟» ولا شك عندي ماذا سيكون الجواب. سؤال آخر هو بالطبع: «هل تؤمن بان السلام الحقيقي هو ضمانة للامن؟»، هو المقياس الحقيقي للوعي المسموم لدى مواطني اسرائيل وهو المقرر.
في مكتب رئيس الوزراء سارعوا للرد على أقوال ابو مازن بان «هكذا لا يتحدث من يريد السلام»، نتنياهو نفسه «سيدحض في الامم المتحدة أكاذيب ابو مازن»، ووزير شؤون الاستخبارات يوفال شتاينتس فصل فقال: «هو يقترح علينا انتحارا جماعيا». افترض أن شتاينتس قال ذلك استنادا الى تحليل اقوال ابو مازن في دوائر الساحة الفلسطينية لدى شعبة الاستخبارات، الموساد، الشاباك، مركز الليكود ومركز الحاخام. وهو محق. لا يوجد أي سبيل لتصفيتنا، الا اذا قتلنا نحن أنفسنا («انتحار جماعي»)، وهذا بالضبط ما تفعله حكومة اليمين اليوم.
خطاب رئيس الوزراء في الامم المتحدة هو خطاب معروف («سأدحض أكاذيب أبو مازن؟) ومحدد مسبقا. دوره تقليص الاحتمال للتسوية. المبادرة السعودية سبق أن رفضها والعناوين الرئيسة في اسرائيل أعدها قبل سفره («اسرائيل اليوم»): «اسرائيل هادئة، العالم غير معني بالفلسطينيين». العناوين الرئيسة بالفعل تعود اليوم الى قاطعي الرؤوس، وهذا صحيح عندما يكون الحديث يدور عن العناوين الرئيسة. هذا ليس صحيحا في المسيرة ولا في الواقع اليومي. من يهتم بالذات جدا بالفلسطينيين هم سكان القدس المشتعلة، وسكان غلاف غزة المنطفئة، وكذا الجيش الاسرائيلي وجهاز الامن، الشرطة والمحاكم والسجون وبعض من المواطنين القلقين وعديمي الوسيلة – وباختصار، كل مواطني اسرائيل معنيون بالفلسطينيين، باستثناء عالم العناوين الرئيسة وحكومة اليمين في اسرائيل.

معاريف الاسبوع 29/9/2014

ران أدلست

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية