الرياض: تترقب البورصة السعودية وأسواق المنطقة، إدراج وبدء تداول سهم عملاق النفط العالمي “أرامكو” السعودية، يوم الأربعاء الموافق 11 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
ويتوقع خبراء أسواق المال أن يحقق إدراج “أرامكو”، جذباً لسيولة أجنبية تراوح بين 1.4 مليار دولار و2.4 مليار دولار، بالتزامن مع ضم الشركة إلى مؤشرات الأسواق الناشئة.
على الجانب الآخر، يرى الخبراء أن إدراج الشركة قد يؤثر سلبا، ولو بشكل طفيف، على بعض أسواق المنطقة نتيجة خفض الصناديق الأجنبية لوزن هذه البورصات لصالح السوق السعودية.
ومن المقرر يضم “أرامكو” لمؤشرات “فوتسي راسل” بعد خامس أيام تداولها، فيما ستنضم لمؤشر “مورغان ستانلي” للأسواق الناشئة (MSCI)، يوم 16 ديسمبر الجاري.
وأعلنت شركة السوق المالية السعودية “تداول”، مشغل البورصة المحلية، أنه سيتم إدراج وبدء تداول أسهم “أرامكو”، اعتبارا من الأربعاء، على أن تكون نسبة التذبذب اليومي لسعر السهم “±10 في المئة”.
وأضافت “تداول” في بيان، الجمعة، أنه سيتم في اليوم الأول فقط للإدراج، تمديد فترة جلسة مزاد الافتتاح لشركة “أرامكو” السعودية لمدة 30 دقيقة إضافية.
وبالتالي، تبدأ فترة جلسة مزاد الافتتاح الأربعاء، في تمام الساعة 9:30 صباحا وتنتهي في الساعة 10:30 صباحا بالتوقيت المحلي.
وفي وقت سابق الجمعة، أعلنت شركة “سامبا كابيتال”، تغطية اكتتاب شركة “أرامكو” بنسبة 465 في المئة، عبر جمع 446 مليار ريال (119 مليار دولار).
وقالت الشركة التي تدير الاكتتاب، إنها حددت السعر النهائي للطرح بـ32 ريالا (8.5 دولارا)، بعد أن كان النطاق السعري بين 30 و32 ريالا في بداية عملية بناء سجل الأوامر للمؤسسات.
وبلغت حصيلة الاكتتاب 96 مليار ريال (25.6 مليار دولار)، نتيجة طرح 1.5 في المئة من أسهم الشركة، بما يعادل 3 مليارات سهم.
ويتجاوز اكتتاب “أرامكو” الطرح الأولي لشركة “علي بابا” الصينية، ويصبح أكبر اكتتابات العالم.
وطرحت “أرامكو”، أكبر شركة نفط في العالم، 1.5 في المئة من أسهمها في سوق الأسهم المحلية، أي 3 مليارات سهم، منها 0.5 في المئة للأفراد (مليار سهم)، و1 في المئة للمؤسسات.
تدفقات أجنبية
يقول مازن السديري، رئيس الأبحاث في شركة “الراجحي” المالية السعودية، إن إدراج شركة أرامكو في البورصة المحلية سيجذب أموال ضخمة للسوق المحلية.
ويضيف السديري أنه من المتوقع بلوغ التدفقات الأجنبية نتيجة انضمام شركة “أرامكو” لمؤشري “مورغان ستانلي” و”فوتسي” للأسواق الناشئة، نحو 1.4 إلى 2.4 مليار دولار.
ويذكر أن وزن الشركة سيكون بحدود 9.7 في المئة في مؤشر البورصة السعودية، و0.5 إلى 0.6 في المئة في مؤشر “مورغان ستانلي” للأسواق الناشئة.
ويزيد: “تأثر أسواق المنطقة لن يكون كبيرا، وسيكون تناسبيا منخفضا بسبب خفض أوزان بعض هذه الأسواق لصالح زيادة وزن البورصة السعودية بعد إدراج شركة أرامكو”.
ويوضح السديري، أنه بخلاف العامل السابق، فإن المستثمرين الكبار في أسواق المنطقة طويلي الأجل، لن يحدثون تغيّرا كبيرا في تحويل استثماراتهم من أسواق المنطقة إلى السعودية.
حدث تاريخي
من جهته، يقول محمد الشميمري، خبير أسواق المال، إن إدراج وبدء تداول سهم “أرامكو” السعودية يعتبر حدثا تاريخيا للبورصة المحلية وأسواق المنطقة.
ويضيف: “مما لا شك فيه أن الإدراج سيكون معززا للسيولة في البورصة السعودية وأسواق المنطقة”.
ويتابع: “الكثير من الصناديق تستهدف أن تكون أرامكو السعودية ضمن محفظتها الاستثمارية كشركة قوية لديها مخزون نفطي يكفي لأكثر من 54 سنة قادمة، ولديها محفزات حالية ومستقبلية”.
ويذكر الشميمري أن سعر الاكتتاب مغرٍ، “لذا تمت تغطيته بسهولة، ومن المتوقع أن نشهد صعودا استثماريا أكثر منه مضاربي، عبر تمركز مؤسسات مالية وصناديق بعيدا عن التذبذب السعري الكبير في ظل الحجم الكبير لأسهم الشركة”.
(الأناضول)