نواكشوط- “القدس العربي”:
يشتد الجدل في موريتانيا هذه الأيام حول واقع التعليم وخطط إصلاحه، فبينما تنتقد النقابات وضعية المدرسين وحالة المباني، تؤكد الحكومة أنها ورثت قطاعا تعليميا يحتاج لإصلاحات وأنها ماضية في تنفيذها.
وفي هذه الأثناء، أكد أحمد محمود بيداه الأمين لنقابة التعليم الثانوي بموريتانيا “أن أساتذة التعليم الثانوي ماضون في إضرابهم حتى تستجيب الحكومة لعريضة المطالب التي قدموها للوزارة والتي تشمل أمورا بينها زيادة معتبرة لرواتب وعلاوات الأساتذة، وسن علاوات جديدة، وتوفير سكن لائق للأساتذة في مواقع عملهم”.
وقال في تصريحات للصحافة الخميس “إن الإضراب الذي ينفذه أساتذة المرحلة الثانوية منذ التاسع ديسمبر الجاري قد نجح بنسبة معتبرة”، مبرزا “أن الأساتذة عاقدو العزم على مواصلته إلى أن حين حصولهم على حقوقهم غير منقوصة”. وأوضح الأمين العام “أن حالة مؤسسات التعليم غير مقبولة: فهناك ثانويات بلا نوافذ وبعضها بلا أبواب، وهناك أخرى بلا مرافق عمومية وبدون كهرباء ولا ماء وبدون مكاتب إدارية”.
وتحدث بيداه عن اكتظاظ الفصول بشكل غير مقبول، فبدلا من العدد المقبول في كل فصل وهو ثلاثون تلميذا، نجد أن فصولا كثيرة في الثانويات تستقبل مئة طالب وبعضهم يضطر للجلوس على الأرض أثناء الحصص الدراسية”، حسب قوله.
وناشدت ﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻠﺔ ﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻱ في موريتانيا قبل أيام “ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺎﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻣﻦ ﺃﺯﻣﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﻧﻘﺔ ﻗﺒﻞ ﻓﻮﺍﺕ ﺍﻷﻭﺍﻥ”.
ودعت النقابة “وزﺍﺭﺓ ﺍﻟﺘﻬﺬﻳﺐ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻭﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﺠﺎﺩ ﻭﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﻘﺎﺑﺎﺕ، من أجل إيجاد حل ﻟﻸﺯﻣﺔ التي يشهدها القطاع ﻭﺭﻓﻌﺎ ﻟﺤﺎﺟﺰ الإﻫﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺘﻐﺎﻓﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺸﻜﻼﺕ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻠﻘﻄﺎﻉ”.
وترفض وزارة التعليم الثانوي التشخيص الذي تتحدث عنه النقابة مؤكدا “أن الحكومة زادت ميزانية التعليم الثانوي للعام الجاري بنسبة 32% مقارنة مع العام الماضي، كما أن التجهيزات والمباني المدرسية في حالة جيدة”.
وأكد الوزير في تعليق سابق على إضراب الأساتذة “أن الحكومة ماضية في تحسين أداء التعليم الثانوي حيث اكتتبت 3000 أستاذ للعام الدراسي الجاري”.
وكانت الحكومة قد صادقت مؤخرا على بيان يتضمن خطة إصلاحية للتعليم بمختلف قطاعاته.
ونص البيان على نقاط استعجالية ينبغي إنجازها من ضمنها تكوين المدرسين للرفع من قدراتهم وتحسين ظروف منتسبي التعليم الأساسي وإعداد خريطة مدرسية شاملة.
وأكد وزير التعليم الأساسي وإصلاح التهذيب الوطني آدما بوكار سوكو “أن البيان يجعل مصلحة التلميذ أولوية، كما يهتم بمشاكل المعلم وبالشراكة مع الفاعلين، من أجل تغطية تربوية تعيد الهيبة للمدرسة الجمهورية الموريتانية”.
ودعا الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني في خطاب افتتح به السنة الدراسية الجارية “القائمين على قطاع التعليم في البلاد للنهوض بالمدرسة الجمهورية، لكونها “كفيلة بصيانة اللحمة الوطنية وإعطاء كافة أبناء الشعب الفرصة في التمدرس دون تمييز وبعدالة ومساواة”.
وقال “إنه حريص على دعم قطاع التعليم وأن حكومته ستدعم محاولات إصلاحه”.
وكان الرئيس الموريتاني قد تحدث عن خطة لإصلاح التعليم ضمن برنامجه الانتخابي، وخصص للتعليم ثلاث حقائب وزارية في حكومة ما بعد انتخابات الرئاسة.