بعد الفيديو الذي انتشر قبيل الانتخابات للسيدة بن لمان صوفيا الجزائرية المقيمة في ليون الفرنسية وهي تعتدي لفظيا على بعثة التلفزيون الجزائري أثناء تواجدها هناك لتغطية الانتخابات. وبعد إعلان التلفزيون رغبته في مقاضاتها. ها هي تخرج في فيديو آخر ومن ورائها علما الجزائر وفلسطين، حتى لا يلومها أحد ولا يشكك في نواياها.
لكن خروجها هذه المرة لتطليق زوجها أو خلعه. زوجها بوعون لخضر، المعروف على الساحة الفنية بالشاب عراس، والذي يؤدي اللون الغنائي السطايفي.
تطلب وأمام 43 مليون جزائري، أن يطلقها، وكأن الجزائر كلها تراها. وبعد ست عشرة سنة زواج، منذ 2003 . راحت هكذا هباء كما قالت. تطلب من زوجها أن يطلقها ثلاث مرات، وأن يظهر على المباشر ويقول لها «بولمان صوفيا» راكي طالقة طالقة طالقة. راكي مطلقة مطلقة مطلقة في الثلاث. لأنه انتخب. والانتخاب يعني خيانتها وخيانة الوطن، فهي ترى أن من انتخب هو ضد الحراك وضد الوطن. صحيح أن هذا الزوج طيب، لكنه ربما استدرج من العسكر أو ممن يحيطون به من سكان العلمة في سطيف، والذين نعتتهم بأبشع الصفات. باستثناء ناس العلمة «الرجّالة الصحاح»، على حد تعبيرها.
ولا تدري من غير موقفه وغسل مخه فانتخب. لذلك فالعشرة انتهت بينهما. بلمان صوفيا المولودة في 1970 اعتبرت نفسها مطلقة من بوعون لخضر المولود في 1968.
أخذت ورقة وكتبت عليها أنا فلانة في قائمة «الهجالات». أي المطلقات. تناشد زوجها أن يظهر ولن تقول شيئا غير لائق فقط ليطلقها لوجه الله طلاقا في الثلاث!
ويبدو – حسب أقوالها – أنهما لم يتفقا على مسألة الانتخاب هذه، مما سبب حربا بينهما. كما وصفت زوجها الفنان بأنه جبان، رعديد، وهي لا يمكنها البقاء مع الخواف. ثم تقوم بإعطاء تفاصيل عن حياتها الشخصية وعن والديها المنفصلين وأصلهما وكيف أعاد كل منهما حياته.
القصة وما فيها أن صوفيا كأنها بهذا الموقف تعبر عن الحراك، وما دخل عليه من تطورات. فبينما انتفض الشعب لمزيد من الحريات والاختلاف واحترام وجهات النظر، انتقل إلى تجريم المختلفين وأصبح حزبا واحدا يطهر الحياة من الخونة والمجرمين ومن ليست لهم مبادئ ممن أرادوا الانتخاب.
معقول أن يتم الحجر على البشر وقناعاتهم السياسية. وهم يعلمون أن الجزائري – بدافع «التغنانت» والتطاول على رجولته – يقلب الآية والوضع.
معقول أن تتكاتف الأغلبية على الأقلية المنتخبة. هل هذه هي شيم الأقوياء. الحراك يبقى شامخا إن قبل باللعبة السياسية، كما قبل في الكثير من الاختلافات الثقافية وحتى الدينية، وكسر الكثير من التابوهات، فلا يصل إلى وجهة نظره في مسألة الانتخابات ويتعنت ويتصلب في مواقفه ومرونته.
العنصرية في تونس من اللون إلى اللهجة
أثارت النقاشات الحادة جدا بين الإعلامية عربية حمادي والفنانة مريم الدباغ جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد ظهورهما في برنامج «بوليميك» على قناة «التاسعة»، والذي جمعت فيه عربية حمادي تهما كثيرة وانتقادات لمريم الدباغ ابتداء من تصريحاتها العام الماضي لقناة التاسعة بأن «تونس ماعادش فيها رجال»، في حديثها عن الزواج وتأخر سن الارتباط، ونعت من لم تتزوج في سن معينة بأنها «بايرة» أي «عانس» وأنها لا تكترث للمسألة، حتى وإن بلغت خمسين سنة من عمرها. وما دام التونسي يتزوج مبكرا من أجل الانجاب. فهناك في بلجيكا أو كندا بنوك للحيوانات المنوية وفي الإمكان إنجاب الأولاد وفي أية مواصفات يريدها الآباء، وحتى العيون الزرقاء.
هذه التصريحات أثارت وقتها سخط التوانسة، وكانت قد فتحت الفنانة المثيرة للجدل والانتقاد والسخط قوسا لتقول إنه لا داعي لأخذ الكلام من جانبه السلبي (ما تاخذوش كلامي بالخايب). وكذلك عبارة «يزّينا من ڤلّي وڤلتلك متاعك»، إشارة إلى التباين والتفاضل بين اللهجات في تونس وفي غيرها من البلدان. وبروز لهجة القاف كلهجة أهل المدن والحواضر والحضر.
والقضية أخذت حيزا كبيرا وردود أفعال أكبر بين مؤيد لعربية وآخر لمريم، وبين متقززين من مستوى النقاشات وبذاءتها، وأنه تحول إعلامي للنقاشات الأساسية ونسيان المشاكل المتفاقمة، التي يتخبط فيها التونسيون، وكذلك تهويل إعلامي للتغطية على حجم الفساد، الذي ينخر مؤسسات المجتمع.
وكانت الممثلة لبنى السديري في العام الماضي قد أثارت قضية العنصرية اللهجوية والجهوية، وخاصة المتعلقة بمنطقة جندوبة في الشمال الغربي لتونس، وأنها عانت من العنصرية بسبب ذلك من طرف زملائها في العمل، وكذلك لم تتزوج بحبيبها بسبب رفض والدته لها لمجرد أنها علمت بأنها أصيلة جندوبة.
وكان ذلك في برنامج «اضحك معنا»، الذي يقدمه الإعلامي نوفل الورتاني، والذي حظي بمتابعة كبيرة جدا وصلت إلى نسبة أكثر من 51 في المئة، حسب ما نشره موقع «ميديا سكان» وقتها. فبعد جدل عنصرية اللون، التي شملت تونس وكل البلدان المغاربية، لا سيما بعد تدفق اللاجئين من بلدان الساحل، جراء ما يعيشونه من ظروف قاسية، وبتجذر عقلية البنية القبلية والنظام التقليدي في أعتى الواجهات «الحداثية» لدى النخب والسياسيين والإعلاميين وغيرهم، وبقاء النظرة الدونية للسمر والسود!
جدير بالذكر أن تونس قد سنت قانون تجريم للعنصرية في كل أشكالها، والذي صوت عليه نواب الشعب بالأغلبية في العام الماضي، والذي ينص على القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري ومظاهره، حماية لكرامة الذات البشرية وتحقيقا للمساواة بين الأفراد.
ويفصل القانون في معنى وطبيعة العنصرية، الذي يشمل كل تفرقة او استثناء أو تفضيل يقوم على أساس العرق أو اللون أو النسب أو الأصل القومي أو الاثني أو غيره. وبهذا تكون تونس الدولة العربية الوحيدة الرائدة في هذا الشأن.
العرب يصنفون النخلة: دون الجزائر
تناولت وسائل الإعلام الجزائرية نبأ إعلان تصنيف اليونسكو للنخلة كتراث لامادي في فتور ودون النبس بكلمة عن مآل ملف الجزائر حول الموضوع. بل اكتفت باجترار الخبر، دون تعليق واستفهام. بينما أسهبت وسائل الإعلام المختلفة في المغرب وتونس في ادراج النخلة على القائمة التمثيلية للتراث اللامادي للإنسانية، تحت عنوان «نخيل التمر، المعارف والمهارات والتقاليد والممارسات».
وبهذا تكون تونس قد سجلت عنصرا ثانيا بعد تصنيف فخار سجنان، بينما المغرب، وبالإضافة إلى النخلة، صنفت موسيقى كناوة كتراث لامادي للإنسانية، كما جاء ذلك عبر تدوينة نائلة التازي، رئيسة فدرالية الصناعات الثقافية والابداعية ومديرة مهرجان كناوة وموسيقى العالم في الصويرة.
وبهذا يكون المغرب قد سجل تسعة عناصر لحد الآن، منها موسم طانطان (2005) عادات وممارسات ودراية بشأن شجرة الأرغان وفضاء جامع الفنا الثقافي (2008).
جاء هذا بعد اللقاء السنوي لمنظمة اليونيسكو، والتي انعقدت هذه المرة في العاصمة الكولومبية بوغوتا بين 9 إلى غاية 14 الشهر الجاري. فكان أن رست العلامة على المشترك العربي للنخلة.
والمفارقة أن بلد كالجزائر، بالرغم من استثماره في الملف من خلال مؤسسات وزارة ثقافتها، ورغم حماسها لتصنيف المزيد من العناصر، حدث ما لم يكن في الحسبان. لم تظهر الجزائر في القرار الأخير لليونيسكو، مع أنها كانت تنفذ التعليمات بكل ما أوتيت من أموال ومؤسسات.
يبقى السؤال ملحا على الهيئات الجزائرية، التي كانت ساهرة على الملف أن تعطي تفسيرا لما حدث، من باب الإعلام ومن باب احترام واحات الجزائر الكبيرة و»دقلة نورها» الذائعة الصيت، ومن خلال احترام الجماعات، التي ارتبطت بثقافة النخلة ووحدت مسار حياتها في حياة النخلة.
ومن المفارقات أيضا أن يدخل اليمن الجريح في هذا التصنيف، أليس كان الأولى إيقاف نزيفه والمجاعات التي تفتك بالبشر والشجر وحتى الحجر فيه. ستكون بادرة أمل لو كان ذلك بعد إيقاف الحرب العبثية المزمنة المشتعلة فيها!
وهكذا يبقى العرب يتهافتون على تصنيف العناصر التراثية، دون الاكتراث لمصير الإنسان الذي يعتبر بحق أهم كنز على الاطلاق، وباعتباره ساقطا ومغيبا في السياسات الثقافية في البلدان العربية!
٭ كاتبة من الجزائر
بما أني لست من جزائر الأحرار فأنا في المنتصف! أنا مع الحراك ومع إعطاء فرصة للرئيس الجديد!! لعل وعسى يتم التغيير على يديه!!! ولا حول ولا قوة الا بالله
محتار للي طلبت الطلاق أمام الجزاءريين!
رينا يستر
اشكرك جزيل الشكر استاذه مريم على تالقك في كتابة المقال…تحيا الجزائر حرة مستقلة
مقال رائع اتمنى لك المزيد من التألق وهذه السيدة صوفيا حالة شاذة النساء الجزائريات حرائر
اشكرك استاذة على هذا المقال الرائع….انا مع إعطاء فرصة للرئيس الجديد لعل وعسى و الانتخاب حرية شخصية … لما تطلق زوجها بمجرد انه قرر الانتخاب … اخر الزمان ….. اما الجزائر الحبيبة فهي مشهورة بتمورها و دقلة نور فلما صنفت النخلة دون الجزائر ؟؟؟؟!!!!!!
شكرا أستاذة على هذا المقال الدسم بما اني مغربي لن اكون شوفنيا واقول باحقية المغرب في تسجيل بعض مكونات الحضارة اللامادية لكن يمكن أن نتساءل لماذا الجزائر لم تنجح في ذلك انت ادرى مني بذلك لكن الجزائر البلد العريق في الحضارة لا يعطي تثمينا لتراثه الحضاري فالمدخل الاول هو تسويق هذا المنتوج الحضاري والجزائر لم تأخذ تشجيع السياحة بمأخذ الجد يضاف الى ذلك الجزائر لا تقوم بحماية تراثها من الاندثار مثلا عدد الحرفيين المقبلين على الصناعة التقليدية في الجزائر في تناقص مستمر اما بخلاف المغرب الذي يطور هذا القطاع ويفتح معاهد لصقل مواهب الصناع ويقدم لهم الدعم ويضمن لهم المشاركة في المعارض الاجنبية يكفي ان نقارن استاذتي الكريمة بين مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء الذي شيده الحرفيون والصناع التقليديون كل قطعة فيه شاهدة على ما ابدعته يد الصانع المغربي بخلاف مسجد الجزائر الاعظم الذي منح الى الصينيين لا دراية لهم بفن العمارة الاسلامي في المغرب العربي فنرى أن الاخراج النهائي للمسجد كان مخالفا لفن العمارة الجزائري التراثي