النظام السوري يبدأ عملية «القصاص من جبل الأكراد» في اللاذقية

حجم الخط
0

اللاذقية ـ «القدس العربي» بدأ النظام السوري في الساعات الماضية عملية عسكرية أطلق عليها اسم «القصاص من جبل الأكراد»، حيث حاول التقدم على كافة محاور القتال الممتدة على مسافة تتجاوز أربعين كيلو مترا في جبل الأكراد في ريف اللاذقية.
ونفذ الطيران المروحي والحربي أكثر من أربع وعشرين غارة على مناطق القتال وشملت الاشتباكات كلا من مناطق «النبي يونس، وجبل النوبة، ودورين، وكتف الجلطة».
وقال ناشطون لـ»القدس العربي»، ان هذه العملية على جبل الأكراد جاءت بشكل مفاجئ، إلا ان قوات المعارضة استطاعت التصدي لعناصر النظام السوري وكبدتهم خسائر فادحة في الأرواح، دون ان يحقق النظام السوري أي نتيجة تذكر لصالحه في هذه المعركة».
وبين الناشط الإعلامي علي، ان خسائر النظام كانت كبيرة، حيث ان جثث مقاتليه مازالت في مناطق الاشتباك، وبلغت أكثر من عشرين جثة، مبينا ان النظام السوري يحاول التقدم في جبل الأكراد الجبل الذي ارّق النظام في الفترة الماضية، ولكنه لم ينجح ولم يحقق أي تقدم يذكر بل لم يستطع ان يسحب جثث قتلاه.
بدوره، قال أحد قادة المعارضة المسلحة فضل عدم ذكر اسمه في تصريح خاص لـ«القدس العربي»، ان هناك جثثا كثيرة مازالت في منطقة بالقرب من قرية دورين، مضيفا ان هناك أكثر من 30 جنديا للنظام السوري تم حصارهم بالقرب من النبي يونس لم نستطع القضاء عليهم لكن نيران مقاتلينا أصابتهم جميعا وقد شاهدوهم وهم يسحبون جرحاهم من أرض المعركة.
يشار إلى ان هناك حالة انشقاق لعسكري كان يقاتل في صفوف قوات النظام أثناء الاشتباكات وقد انضم إلى لواء التوحيد وهو يقاتل في صفوف قوات المعارضة. في سياق متصل، أشار ناشطون إلى وجود تدقيق أمني كبير على مداخل مدينة اللاذقية على حاجزي «المواصلات» وحاجز «الجامعة» في مداخل المدينة الرئيسية الوحيدة.
وبينت خولة من مدينة الحفة، انها توقفت على حاجز المواصلات ساعتين بسبب التدقيق والتفتيش «الرهيب» على حد وصفها، فهم يقومون بتفتيش السيارات بشكل دقيق كما يفتحون أغطيتها ويستعملون العصا الالكترونية الكاشفة للأسلحة على الداخلين إلى المدينة. ويرجح ان سبب التدقيق على مداخل المدينة هو تخفيف الحواجز «الطيارة» التي عادة ما تنتشر وبكثرة في أرجاء المدينة، لكن النظام قام بسحب كافة عناصر الدفاع الوطني إلى جبهات القتال للقصاص من جبل الأكراد. وبحسب ناشطين، ان المعارك مازالت الاشتباكات مستمرة في ريف اللاذقية حيث يستخدم النظام السوري كافة الأسلحة الثقيلة دون تحقيق أي تقدم، ويبقى العامل الأكبر الذي تستغله لصالحها قوات المعارضة هو التحرك جيدا في المنطقة كون معظم المقاتلين من أبناء المنطقة، لكن العامل الأبرز الذي يخشاه قادة المعارضة المسلحة هو نفاد الذخيرة، الأمر الذي تسبب في الكثير من الهزائم في بقية المناطق في سوريا. وتأتي هذه العملية التي أطلقها النظام السوري ردا على الصواريخ التي تطلقها فصائل المعارضة على أماكن تمركز قوات النظام في القرى المؤيدة له. وتعتبر قرية مشقيتا أهم التجمعات التي تنطلق منها قوات المعارضة وباتت يوميا تتعرض لصواريخ المعارضة وكذلك قرية البهلولية. فيما يشهد جبل التركمان الطرف الآخر من ريف اللاذقية تحركات مريبة لقوات النظام السوري خصوصا في مناطق بيت فارس والميدان، لكن قوات المعارضة لا تستطيع ان تفتح أكثر جبهة لانها لن تستطيع ان التصدي للنظام بسبب نقص العتاد، كما ان الأخير لا يستطيع ان يفتح أكثر من جبهة بسبب نقص المقاتلين.

سليم العمر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية