التايمز: هذا ما تمثله ليبيا لأردوغان

إبراهيم درويش
حجم الخط
9

 لندن – “القدس العربي”:

نشرت صحيفة “التايمز” تقريرا مشتركا لمراسلها في الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر ومراسلتها في إسطنبول حانا لوسيندا سميث عن الخطط التركية لنشر قوات في ليبيا. وقالا فيه إن الحكومة التركية تعجل بإرسال قوات عسكرية لمساعدة حكومة طرابلس مما يهدد باندلاع حرب بالوكالة في الشرق الأوسط.

وقالت الصحيفة إن الخطة قدمت يوم الإثنين إلى البرلمان ومن المتوقع تمريرها في الأسبوع المقبل، وستفتح الطريق أمام أنقرة لنشر قوات عسكرية تدعم حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا. وسيضع نشر القوات تركيا وقطر ضد روسيا والإمارات العربية المتحدة ومصر التي تعارض حكومة الوفاق وتدعم القوات المنافسة لها في شرق ليبيا.

وتقول الصحيفة إن الانقسام يشبه ما حدث في دول أخرى دمرتها الحروب الأهلية منذ بداية الربيع العربي عام 2011، خاصة سوريا التي دعمت فيها روسيا حكومة بشار الأسد والتي استطاعت السيطرة على معظم مناطق المعارضة. ويخطط الرئيس رجب طيب أردوغان لاستخدام القوة العسكرية التي يدعمها في سوريا في مغامراته. وأكد باحثون وناشطون سوريون لديهم صلات في العاصمة الليبية طرابلس أن مقاتلين سوريين تدعمهم تركيا وصلوا فعلا إلى عاصمة البلاد للمشاركة في الحرب الأهلية.

الانقسام في ليبيا يشبه ما حدث في دول أخرى دمرتها الحروب الأهلية منذ بداية الربيع العربي عام 2011

وتعيش ليبيا حالة من الحرب الأهلية منذ سنوات. ومنذ الربيع العربي الذي أطاحت فيه القوى المعارضة لمعمر القذافي. وتبع ذلك حكومات هشة هرب بعض رؤسائها من البلاد. وتقاسمت القبائل والميليشيات نفط البلاد ومعبرا للمهربين والمهاجرين إلى أوروبا. وسيطر خليفة حفتر على معظم مناطق الشرق والجنوب وتحرك نحو طرابلس في نيسان/أبريل، ووعد الجنرال بانتصار سريع وحاسم. ولم يستطع تحقيق ما يريده من وعد بتوحيد البلاد وطرد “الإرهابيين الإسلاميين”. ولم تكن حكومة الوفاق الوطني قادرة على وقف حصاره على طرابلس، وتحول الصراع إلى حرب بالوكالة تدعم فيها مصر والإمارات العربية حفتر. وأرسلت موسكو فرقة من كتيبة واغنر، جيش المرتزقة الروسي، وبدأوا بحرف مسار الحرب لصالح حفتر حسب بعض المحللين. وقدمت التكنولوجيا التي قدمتها الإمارات مساعدة لمنع طائرات بركتار التركية المسيرة والتي أرسلتها أنقرة لمساعدة حكومة الوفاق الوطني.

وتقول الصحيفة إن الخطة السرية التركية لإرسال التركمان السوريين للقتال في ليبيا كشف عنها موقع “بلومبيرغ نيوز” وأكدتها مصادر من المعارضة السورية. وقالت الصحيفة إن المقاتلين السوريين يحصلون على رواتب عالية ووعدوا بالجنسية التركية حسبما قال المصدر. ويعتقد أن ما بين 100- 300 سوري وصلوا إلى طرابلس حيث سيصل عدد المقاتلين إلى 500 مقاتل. وتم تجميعهم من المقاتلين التابعين لفصائل الجيش السوري الحر والذين تم تجنيدهم إلى جيش شبه رسمي ويسيطرون على مناطق تقع ما بين الفرات وبلدة أعزاز. وهم بمثابة المنطقة العازلة بين الأكراد والقوات السورية من جهة والقوات التركية. ونفت الحكومة السورية المؤقتة التي تنتمي إليها الجماعات المقاتلة وإن بطريقة غير رسمية أن تكون أرسلت قوات إلى ليبيا.

ويرى جلال الحرشاوي، من معهد كلينغنديل في هيغ والذي كان في ليبيا، أنه يؤكد وبشكل مستقل وصول السوريين. وقال إنهم كانوا الرد التركي على وصول المرتزقة الروس. وقال الحرشاوي إن أردوغان منخرط في لعبة معقدة مع الرئيس فلاديمير بوتين. وقال إن كلاهما مشترك في معاداته للغرب وأمريكا ويعني أنهما يتنافسان في الشرق الأوسط لكن التعاون بينهما أهم. وتعلم أردوغان من بوتين طريقة استخدام الخيارات الرسمية والرد الدبلوماسي القاسي والقوات الوكيلة والحرب الدعائية لدعم المصالح التركية بالمنطقة. ويدعم الطرفان قوات مختلفة في سوريا ولكنهما ينسقان فيما بينهما.

وقال الحرشاوي: “بعد ما حدث في شمال سوريا علينا أن نتعامل مع وعد أردوغان في ليبيا بجدية”. وأضاف: “نحن بحاجة للتأكيد على القيمة الإستراتيجية لتركيا من أجل روسيا وقيمة هذه لتركيا. وهناك أمر عسكري حقيقي يحدث ولكنه لن يكون واضحا أو ينظف الفوضى”. وببروز الرئيس الروسي كمنتصر في سوريا فإن الرئيس أردوغان يبحث عن مناطق جديدة للتأثير. وفي ليبيا كما في سوريا، دعم الرئيس التركي جماعة يرى أنها متقاربة معه أيديولوجيا.

وتتقارب أنقرة مع حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الإسلاميين وتعترف بها الأمم المتحدة، حيث جاءت تركيا وحدها. ويرى الكاتب أن أردوغان يرى في ليبيا مسرحا يمكن أن يبقي فيه على حلم الإخوان المسلمين حيا. وبعد خسارة الحركة تأثيرها في مصر وسوريا وأماكن أخرى فإن ليبيا قد تسمح له باستعادة تأثيره. أما الأمر الآخر فهو يرى في الفوضى التي تشهدها ليبيا فرصة لتحقيق طموحاته في منطقة شرق المتوسط حيث يحاول تأكيد حصة بلاده من الغاز الطبيعي. ويسمح اتفاق الملاحة البحرية الذي وقعته تركيا مع ليبيا الشهر الماضي بممر بحري تركي. وسيكون بمثابة نقطة للتحرش بالسفن التي تقوم بعمليات التنقيب عن الغاز قرب قبرص وإرسال سفن التنقيب التركية إلى المنطقة. وتمثل ليبيا منطقة مهمة لفحص التكنولوجيا التركية والأسلحة مثل الطائرات بدون طيار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ساموري:

    مايرده اردغان هي ثروات ليبيا وبس هو يريد النفط و الغاز و يريد السيطره على المواني و الدولة فقط لا غير ويصبح الليبين عبيد عن العصملي. لا اسلام ولا نصرة المظلوم و الوقوف مع العرب يهم هذا العلماني و الكل يعرف كيف كان يتاجر بقضية اللاجئين السورين ومن ليبيا سيبتز الدول الاوربيه اكثر و اكثر بقضية المهاجرين الافارقه…………………..

    1. يقول عبدالله:

      كلام منطقي و صحيح

  2. يقول عصام:

    نعم السيسي وبن زايد و حميدتي هم من يريدون الازدهار للأمة.

  3. يقول ابو ياسين:

    حلال على السيسي و ماكرون و بوتين حرام على اوردوغان ؟ هذا الأخير يدعم على الأقل حكومة شرعية معترف بها دوليًا ضد مرتزق جيء به من امريكا في جنح الظلام بتمويل من عيال زايد لضرب الاستقرار بعد اتفاق الصخيرات .
    تحياتي للعقلاء .

  4. يقول ابن مصر:

    m شكرا القدس العربي هذا كلام صحيح

  5. يقول محمد على مصرى وافتخر:

    اردوغان سوف تكون نهايته على يد الليبين
    سوف يتوحل فى المستنقع الليبي وسوف يخرج
    ذليل منكسر
    وسوف تتحول احلامه الى كابوس
    الجيش الوطني الليبي المدعم من مصر يسيطر
    حاليا على ٩٠٪؜ من الاراضى الليبية ويحاصر طرابلس
    وسوف يدخل طرابلس فى الوقت المناسب له
    اما المرتزقة والخونة داخل طرابلس كلها ايّام
    وسوف يكونوا تحت قبضة الجيش الوطني الليبى
    الجيش المصرى على اهب الاستعداد لدعم الأشقاء
    فى ليبيا فى حالة تدخل اردوغان عسكريا فى ليبيا
    اردوغان بياع كلام وهذه نهايته ونهاية احلامه بعودة
    العثمانيين فى السيطرة على الدول العربية
    نحن فى عام ٢٠٢٠ وليس فى العصور الوسطى

  6. يقول صفي الدين مبارك موريتانيا:

    لماذا نسكت عن التدخل السافر للامارات و السيسي في ليبيا و نتنمر حين يعلن اردوكان دعمه للشرعية. نحن نعلم جيدا ان السيسي عدو للشعوب العربية عدو للحرية عدو لدود للشرعية انقلابي علي كل ما يمت للاسلام بصلة. عداء استساغه من معلمه ابن زايد حامي الصهيونية.
    اما الجامعة العربية فالاحرى بها ان تلفظ انفاس نفاقها و عجزها و تماهيها مع اعداء العروبة و الاسلام. الم تكن الامارات اليوم هي سبب مشاكل الشرق الاوسط بل مشاكل العالمين العربي و الاسلامي في مختلف بقاع الارض؟ الامارات تدافع عن الشرعية في اليمن و تحاربها في ليبيا. يا للمهزلة و السفولية.

    1. يقول محمد على مصرى وافتخر:

      صفى الدين مبارك
      هو اردوغان يعتبر زعيم مثالى لك
      وسيادتكم ما رأيك فى قراراته مثل فتح بيوت دعاره
      فى تركيا مقننه وتعتبر احدى مصادر الدخل للدولة التركية الاسلامية
      وسيادتكم ما هو رأيك فى ان عاصمة تركيا إستانبول
      الدولة الاسلامية هى عاصمة الشاذين الجنسيين من كل العالم ويتم عمل مهرجانات عالمية ياتى شواذ العالم
      للاحتفال وما ادراك ما يحدث فى هذه الاحتفالات
      التى تحميها الشرطة التركية وبالطبع تحصل
      تركيا على منافع من امتلاء فنادقها بهولاء الشواذ
      كل عام
      هل هو ذالك الاسلام الذى يريد ان ينشره اردوغان
      وسيادتكم تهلل له
      يا للعار

    2. يقول ساموري:

      الليبين يحلون مشاكلهم بأنفسهم او بتدخل عربي عربي فماعلاقة العصملي الطامع؟

إشترك في قائمتنا البريدية