في خطوة لتعزيز صمود المرأة المقدسية في مواجهة جبروت الاحتلال الإسرائيلي ومحاولة تهويد المدينة المقدسة وإفراغها من سكانها الأصليين، افتتحت جمعية “البستان” في حي سلوان الملاصق للمسجد الأقصى، بازاراً شعبيا وتنمويا يهدف لتعزيز صمود وتمكين المقدسيات اقتصادياً، وذلك من خلال مساعدتهن في ترويج أعمالهن ومنتجاتهن المختلفة وبيعها في السوق، بالإضافة إلى تشجيع أبناء القدس للتسوق من المنتجات التي تعرضها المقدسيات، حيث خصصت الجمعية يوم السبت من كل أسبوع موعدا لافتتاح السوق أمام المتجولين.
ويضم السوق المقام على مساحة صغيرة نسبياً في قلب مدينة القدس، أربعين بسطة تعرض عليها منتجات مختلفة من أيدي رياديات ومبدعات مقدسيات، يصنعن المأكولات الشعبية والحرف المنوعة لبيعها للزبائن المتسوقين داخل البازار، وذلك للتغلب على ظروفهن الاقتصادية الصعبة بفعل تضييق الاحتلال المتواصل على حرية المقدسيين في الحصول على فرص عمل، وحتى منعهم، وفرض ضرائب باهضة على المحال التجارية التي يعتاشون منها.
وتقول الناشطة المقدسية والقائمة على البازار فاطمة خضر لـ”القدس العربي” إن فكرة إنشاء سوق وبازار البستان الأسبوعي، تقوم على دعم وصمود نساء القدس اقتصادياً نتيجة تردي أوضاعهن المعيشية، بالإضافة إلى إثبات وجود السكان في شوارع القدس خاصة شارع الاصفهاني المقام فيه السوق، وهو أحد أهم شوارع المدينة المقدسة والذي يشهد حالة نزوح مستمرة للمقدسيين نتيجة التغول الإسرائيلي وفرض مزيد من الغرامات والضرائب على منازلهم ومحالهم، فكان حسب الناشطة إقامة السوق في الشارع كي يعزز صمود المقدسيين في وجه المخططات الإسرائيلية.
وتضيف خضر في حديثها أن المقدسيين بشكل عام، يعانون من قلة الدعم سواء من الحكومة أو من المؤسسات الخيرية والدولية، ما عزز من تدهور الأوضاع الاقتصادية لدى كثير من العائلات، في حين أن هناك معارض تقوم مؤسسات خاصة على فتحها واستقطاب المنتجات وعرضها فيها، ولكن المشاركة من قبل المقدسيات فيها تتطلب حجزا مسبقا وتحتاج إلى تكلفة مالية باهظة، لذلك جاءت فكرة البازار بدون دفع أرضية أو فرض ضرائب وغيرها، تماشياً مع ظروفهن الصعبة ومحاولة فتح باب لكسب قوت يومهن.
وتقول المشاركة في البازار نسرين السلايمة إن عرض منتجها لأول مرة من مربى العسل الطبيعي داخل السوق، حقق لها دخلا ماليا وفيرا، بعد أن نال منتجها إعجاب المتسوقين، حيث تنتج السلايمة كميات كبيرة من العسل الطبيعي الخالي من السكريات والمواد الحافظة، ولذلك يشهد إقبالا كبيرا.
وتقول لـ”القدس العربى” إن نجاح عرض منتج المربى داخل البازار دفع أصحاب المحال التجارية في القدس، إلى طلبه نظراً لجودته العالية وطعمه اللذيذ، وبذلك حقق السوق بالنسبة للمشاركة السلايمة نقلة نوعية من خلال تحسين ظروفها الاقتصادية والمعيشية، بإنتاج كميات كبيرة من منتجها وتسويقه بشكل أكبر.
ويقول الناشط المقدسي والمشرف على سير عمل البازار محمد الأعور لـ”القدس العربى” إن ممارسات الاحتلال المستمرة في التضييق على المقدسيين وحجب مصادر دخلهم، دفع بجمعية “البستان” الخيرية إلى تلبية رغبة نساء القدس في إنشاء سوق أسبوعي شعبي وتنموي حر لهن، بهدف رفع معنوياتهن وتوفير مصادر دخل لعائلتهن حيث حقق هذا السوق نجاحاً من خلال تسويق منتجات كثيرة، في حين أن هناك جهودا مضنية تبذل لتوسيع مساحة البازار، واستقبال المزيد من من لديهن رغبة في عرض منتجات خاصة بهن وبيعها داخل البازار.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلى سياسة التضييق والخناق على الفلسطينيين في مدينة القدس ويواصل المستوطنون تحت غطاء الشرطة الإسرائيلية، العربدة في محال ومنازل المقدسيين بهدف تهجيرهم، وما يزيد الأمور صعوبة أيضاً منع المقدسيين من بناء منازلهم وهدم الكثير منها بحجة عدم الترخيص، تزامناً مع استمرار فرض ضريبة الأرنونا من قبل بلدية الاحتلال عليهم، وهي في حد ذاتها فاقمت من صعوبات ظروفهم المعيشية.