مسقط: تشتهر سلطنة عمان بمياهها الصافية وصحرائها الشاسعة وسلسلة جبال صخرية وخضراء، لكنها معروفة أيضا باستقرارها السياسي في منطقة غالبا ما تعصف بها الأزمات.
وخسرت الدولة النفطية التي يبلغ عدد سكانها 4,6 مليون نسمة نصفهم من الأجانب، سلطانها قابوس بن سعيد، الذي حكمها منذ 1970، وهي أطول فترة حكم لزعيم عربي.
وقاد السلطان خلال حكمه، مسار تحديث السلطنة الخليجية، وحماها من النزاعات الاقليمية، متّبعًا سياسة خارجية معتدلة.
فبعدما لعبت دوراً في الاتّفاق حول الملفّ النووي الإيراني مع القوى العالميّة في 2015، من دون أن يؤثّر ذلك على عضويّتها في مجلس التعاون الخليجي بقيادة السعودية، برزت عُمان في الخليج كوسيط موثوق يعمل بتكتّم شديد.
في ما يلي بعض الحقائق الرئيسية عن عُمان التي تضخّ مليون برميل من النفط يوميًا:
– موقع استراتيجي –
تحد عُمان مضيق هرمز الاستراتيجي، مقابل إيران.
ويعد المضيف طريقًا مهمًا لإمدادات الطاقة العالمية، حيث يعبره نحو ثلث النفط المنقول بحرًا في العالم كل يوم.
وقد هدّدت إيران مرارًا بإغلاق المضيق بسبب التوتر مع دول الخليج، ولا سيما السعودية.
وفي وقت سابق من العام الحالي، قالت سلطنة عمان إنها وقعت اتفاقية مع الولايات المتحدة تسمح للسفن والطائرات الأميركية باستخدام موانئها ومطاراتها.
– سياسة خارجية معتدلة –
توجّهت الدول الغربيّة مرارًا إلى مسقط لتطلب منها العمل كوسيط، ليس في النزاعات الإقليميّة فحسب، لكن في القضايا الدولية أيضًا، بما في ذلك الاتّفاق النووي مع إيران في عام 2015.
وتوسّطت عمان أيضًا بين طهران وواشنطن لإطلاق سراح سجناء، بما في ذلك إطلاق سراح ثلاثة أميركيين سجنوا في إيران للاشتباه في كونهم جواسيس بعدما ضلوا طريقهم عبر الحدود العام 2009.
وحافظت مسقط على علاقات جيدة مع طهران، بينما بقيت في مجلس التعاون الخليجي، رغم العداوة العميقة بين السعودية وإيران.
وكانت الدولة الخليجية الوحيدة التي لم تشارك في حملة التحالف العسكري بقيادة الرياض ضدّ المتمرّدين الحوثيين اليمنيين.
وبعد أكثر من خمس سنوات على اندلاع الحرب بين الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية والمتمردين، لا تزال سلطنة عمان أرضًا محايدة حيث عقد الجانبان محادثات.
كما تستقبل عمان مجموعة من قيادات المتمردين، الذين غالبا ما يلتقون فيها سفراء دول غربية.
والأمر الأكثر إثارة للجدل هو أنّ السلطنة كانت أوّل دولة خليجيّة تستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تشرين الأول/أكتوبر 2018، رغم أنّ البلدين غير مقيدين بالعلاقات الدبلوماسية.
ومصر والأردن هما الدولتان العربيتان الوحيدتان اللتان أقامتا علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
– نظام خلافة فريد –
ما زالت هوّية مَن سيخلف السلطان في عمان مجهولة، علماً أنّ لا أولاد له.
وبحسب الدستور، يقوم مجلس العائلة المالكة، خلال ثلاثة أيام من شغور منصب السلطان، بتحديد مَن تنتقل إليه ولاية الحكم.
وإذا لم يتّفق مجلس العائلة المالكة على اختيار سلطان للبلاد، يقوم مجلس للدفاع بالاشتراك مع رئيسي مجلس الدولة ومجلس الشورى، ورئيس المحكمة العليا وأقدم اثنين من نوابه، “بتثبيت مَن أشار به السلطان في رسالته إلى مجلس العائلة”.
ويُعتقد أنّ الرسالة التي تحمل اسم خليفة قابوس موجودة في خزنة في قصر الحاكم.
ويُشترط فيمن يُختار لولاية الحكم في عمان التي تعتمد الشريعة الإسلاميّة أساسًا للتشريع، أن “يكون مسلمًا رشيدًا عاقلًا وابنًا شرعيًا لأبوين عمانيّين مسلمين”.
(أ ف ب)