رغم الوضع الاقتصادي السيء 230 مليون شيكل انفقت على الأضاحي

حجم الخط
1

رام الله «القدس العربي»: لم يكن هذا العيد طبيعياً في فلسطين، فما جرى في قطاع غزة والضفة الغربية قبل ذلك من عدوان إسرائيلي، واغتيالات بحق الفلسطينيين، نغص على الناس فرحة العيد، لكن هذا العيد كذلك الحال، تميز بوصول حجاج من قطاع غزة إلى المسجد الأقصى لأول مرة بعد أربعة عشر عاماً من الغياب عنه، وتميز بالمبالغ الكبيرة لأضاحي العيد رغم الوضع الاقتصادي السيىء،
في غضون ذلك شهدت المعابر الفلسطينية حركة نشطة في مغادرة وعودة المحتفلين بالعيد خارج
الوطن.
وكانت غالبية الحجاج الغزيين الذين وصلوا الى المسجد الأقصى، من كبار السن اي من تزيد أعمارهم عن 60 عاما، وكثير منهم يزور الأقصى للمرة الأولى في حياته، ما جعل الزيارة تأخذ طابعاً خاصاً، فكانت الدموع حاضرة، خلال تجوالهم في ساحات ومرافق المسجد الأقصى، لأنها الزيارة الأولى، وأداء الصلاة فيه لأول مرة كذلك.
وعلمت «القدس العربي» أن حوالى 300 مواطن من غزة وصلوا المسجد الأقصى، لكن وصولهم لم يكن بالأمر السهل، فقط احتجزتهم شرطة الاحتلال عند باب الأسباط «أحد أبواب القدس العتيقة المؤدية للمسجد الأقصى»، وشرعوا بالتدقيق في هوياتهم وتصاريح الزيارة الخاصة بهم، قبل أن يصطحبهم حراس المسجد في جولة بالمساجد والساحات، وتقديم المصاحف كهدية تذكارية في زيارتهم الأولى.
وتأتي هذه الزيارة على وقع ما كشفت عنه مصادر عبرية، متعلقة بوجود مخطط إسرائيلي، تقوده وزارة السياحة الإسرائيلية، لإدخال اليهود والسماح لهم باقتحام المسجد الأقصى عبر باب القطانين «أحد بوابات الأقصى الرئيسية»، بالإضافة إلى باب المغاربة.
وذكرت المصادر العبرية أن الدخول للأقصى لغير اليهود مرتبط بالدخول حصريا، من باب المغاربة القريب من حائط البراق، فيما تم طرح هذا المخطط بداية العام الجاري، وعارضته أذرع الأمن الإسرائيلية، إلا أن الموضوع ما زال قيد البحث، وهو ما سيثير ضجة كبيرة، قد تتطور إلى أكثر من ذلك في حال الإعلان رسمياً عن البدء بمثل هذا الإجراء.
يذكر أن عشرات المستوطنين وجنود الاحتلال، يقتحمون المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، خمسة أيام في الأسبوع تمتد من الأحد وحتى الخميس.
وفي القدس المحتلة كذلك، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي والشرطة، فرض إجراءات أمنية مشددة، بسبب الأعياد اليهودية، ولمنع وصول الفلسطينيين إلى القدس والمسجد الأقصى للسبب ذاته، فيما العديد من الشوارع وسط مدينة القدس المحتلة، مغلقة منذ امس الاول وحتى أمس، بسبب سباق السيارات «فورمولا 1»، وأوردت الإذاعة العبرية، أن من بين الشوارع المغلقة شارع الملك داود وطريق الخليل وطريق بيت لحم وأغرون وكيرن هايسود وجابوتنسكي، مؤكدة أن تشويشات ستطرأ على حركة الحافلات العامة في المناطق المذكورة، إلا انه سيتم بالمقابل تكثيف رحلات القطار الخفيف.
وفي شأن متصل بالعيد، أعلنت وزارة الزراعة الفلسطينية، أن تكلفة أضاحي عيد الأضحى وصلت في الضفة الغربية وحدها إلى ما يقدر 230 مليون شيكل، وهو رقم قريب من مبلغ الأضاحي في عام 2013 الماضي.
أما في مدينة أريحا شرق الضفة الغربية، فقد أكدت مصادر فلسطينية لـ «القدس العربي»، أن استراحة أريحا ومعبر الكرامة باتجاه الأردن، تشهد حالة اكتظاظ كبير منذ اليوم الأول من عطلة العيد، وشهدت قاعات المغادرين في ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، أزمة خانقة بسبب أعداد المسافرين المغادرين إلى الجانب الأردني من معبر الكرامة، حيث غادر ما يقرب ثلاثة آلاف فلسطيني خلال الساعات الأولى من النهار.
وبحسب المصادر فإن الطواقم الأمنية والمدنية العامة العاملة على معبر الكرامة، عملت بكامل طاقاتها على تسهيل إجراءات سفر المواطنين وتقديم وسائل الراحة لهم، رغم أن المعبر مفتوح حتى العاشرة والنصف ليلا، في ما دعت إدارة المعابر جميع المواطنين، للتحقق من أوراقهم الثبوتية الخاصة بهم لتسهيل إجراءات سفرهم، وفق ما أفادت المصادر في مدينة أريحا.

فادي أبو سعدى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ناديا + الاردن:

    ماذا لو وزعت قيمة الاضاحي نقدا على العائلات الكبيرة العدد ليستفاد منها باقي ايام الشهر بدل من وجبة لا تغنى ولا تسمن .

إشترك في قائمتنا البريدية