العراق: «ثوار أكتوبر» يواصلون التصعيد… ومليونية الصدر ضد الوجود الأمريكي اليوم

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: من المقرر أن تنطلق صباح اليوم الجمعة، «التظاهرة المليونية» التي دعا إليها زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، قبل نحو أسبوعين، وأيدتها أغلب القوى السياسية الشيعية وقادة «الحشد الشعبي»، للتعبير عن رفض تواجد القوات الأجنبية ـ الأمريكية خصوصاً، على الأراضي العراقية، وفيما يجري الإعداد لتأمين التظاهرة على قدمٍ وساق، يستمر «ثوار أكتوبر/تشرين الأول» في العاصمة بغداد ومحافظات الوسط والجنوب، بقطع الطرق الحيوية تعبيراً عن احتجاجهم على تسويف مطالبهم من قبل الأحزاب الحاكمة.
وأكد الصدر، أمس، أن «الوقت حان للوطن ودقت ساعة الاستقلال والسيادة». وكتب على صفحته الشخصية في موقع «تويتر» قائلاً، «حان وقت الوطن ودقت ساعة الاستقلال والسيادة فهل أنتم عاشقون للوطن؟ نعم يا عشاق الوطن هبوا لنصرة المعشوق فهو يستصرخكم ولا تنقضوا العهد إن العهد كان مسؤولا».

عراق مستقل

وأضاف «فأبشروا بعراق مستقل يحكمه الصالحون لا فساد فيه ولا غزاة فهمم العشاق تزيل الطغاة».
في الشأن ذاته، كشف صلاح العبيدي، المتحدث باسم الصدر، عن هدفين لتظاهرة الجمعة «المليونية».
وقال لوكالة الأنباء العراقية الرسمية، إن «تظاهرة الجمعة المقبلة (اليوم) لديها مطلبان: الأول رفض الوجود الأمريكي بعد الاعتداءات على العراقيين، والثاني محاربة الفساد والفاسدين».
وأشار إلى أن «الصدر أول من أيّد تظاهرات تشرين وطالب بإنهاء الفساد والدعوة لانتخابات مبكرة»، مؤكداً أن الصدر «حدد تعليمات لتظاهرات الجمعة بعدم رفع أي شعار سوى العلم العراقي، ومن لم يقتنع بالتعليمات عليه أن لا يشارك في التظاهرة».
ونفى الأنباء التي تحدثت عن أن الدعوة لتظاهرة الجمعة جاءت بضغط من إيران، مبينا أن «الصدر كان في إيران وأيّد تظاهرات تشرين في يومها الأول، وكذلك كان في إيران عندما رفض عمليات القتل التي حصلت والقمع بالرغم من أن الجميع يعرف أن الجهة الإيرانية وبعض الأطراف العراقية كانت لا تريد اعتصامات تشرين».
وزاد الصدر «أراد من خلال تظاهرة الجمعة المقبلة أن يثبت لجميع الأطراف كيف يمكن أن تكون المليونية وإثبات القدرة على الحضور».
ولفت إلى أن «فكرة تظاهرة الجمعة كانت لدى الصدر قبل الضربة الأمريكية في مطار بغداد»، موضحاً أن الصدر «لديه قراءة تفصيلية للشارع وما يجري من اعتصامات».
وأكد أن «دعوة الصدر لتظاهرة الجمعة ومن التحق بها من الفصائل، لا أحد يستطيع أن يمنع عراقياً من المشاركة فيها»، مبيناً أن «الوجود الأمريكي مسيء للوضع العراقي». ويعمل نواب تحالف «سائرون»، الممثل السياسي للتيار الصدري في مجلس النواب مع القوات الأمنية لتأمين التظاهرة المليونية.
وقال النائب عن «سائرون»، سعد مايع الحلفي، في بيان صحافي أمس، «بعد الدعوة التي وجهها مقتدى الصدر بتنظيم تظاهرة مليونية سلمية موحدة تندد بالوجود الأمريكي وانتهاكاته، عقد أبناء الشعب العراقي العزم على التوجه يوم الجمعة المقبل (اليوم) بحشود غفيرة ليعبروا عن رفضهم لانتهاكات القوات الغازية لسماء العراق وأرضه وسيادته».
ودعا «القيادات الأمنية إلى بذل أقصى الجهود الممكنة وتسخير الإمكانيات المتاحة من أجل تأمين هذه التظاهرة المليونية والتي سيشارك بها أبناء الوطن الرافضين للظلم والاستكبار».

قوات الأمن تحذّر من مجاميع خارجة عن القانون والجيش يتهم مندسين بقتل المتظاهرين

وأكد على «أهمية توفير الأجواء الملائمة في ساحات التظاهر في العاصمة بغداد وبقية المحافظات وبالأخص في ساحة التحرير، وتظاهرات السيادة يوم غد الجمعة (اليوم) ليمارس المواطنون حقهم الدستوري والقانوني بكل حرية واحترام». كما عدّ زميله في التحالف، النائب سلام الشمري في بيان صحافي، التظاهرة المليونية بأنها «تعبير حقيقي عن الموقف الوطني الجامع لقرار البرلمان ووحدة الشعب ضد التواجد الأمريكي».
وأضاف أن التظاهرة «ستكون الأولى من نوعها بتاريخ البلاد التي تجمع جميع أطياف الشعب موحدين ضد التواجد الأمريكي على البلد منذ عام 2003 من أجل السيادة الوطنية الكاملة المستقلة وفشل المشروع الأمريكي لإسقاط النظام وتقسيم البلد على أسس قومية وطائفية». واعتبر أن التظاهرة تحظى بـ«تأييد ودعم جديد منقطع النظير لقوى المقاومة في مواجهة أي قوة عالمية مهما كانت سطوتها الدولية».
وشدد على أن «المطالبة الشعبية بخروج الأمريكان خطوة مهمة تضاف لخطوات سابقة لنجاح أي مشروع إصلاحي ضد الفساد والمفسدين انتصارا للشعب ومطالبه المشروعة».
ومن المقرر أن تنطلق التظاهرات الصدرية في منطقة الجادرية وسط العاصمة بغداد، بعيداً عن ساحة التحرير، الميدان الأبرز لمتظاهري أكتوبر/ تشرين الأول، الذين أبدوا رفضهم في أوقات سابقة، لأن تكون «تظاهرة السيادة» في مناطق الاعتصام التي يرابط فيها المحتجون منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

«توخي الحذر»

في الطرف المقابل، يواصل المحتجون إغلاق جسر (محمد القاسم) السريع، والمنطقة المحيطة به (ساحة قرطبة، ساحة الطيران، تقاطع الخلاني)، مع استمرار عمليات الكرّ والفرّ، مع قوات الأمن التي تشتبك بين الحين والآخر مع المتظاهرين، مستخدمة الرصاص الحيّ وقنابل الغاز.
وصباح أمس الخميس، دعت قيادة عمليات بغداد، المتظاهرين السلميين لتوخي الحذر من تغلغل مجاميع خارجة عن القانون.
وقالت القيادة في بيان صحافي مقتضب: «نهيب بالمتظاهرين السلميين كافة بتوخي الحذر من تغلغل مجاميع خارجة عن القانون»، مشددة على أهمية أن «يكون التظاهر في المناطق المؤمنة في ساحة التحرير لتتمكن القوات الأمنية من حمايتهم».
كذلك، أعلنت خلية الإعلام الأمني (رسمية)، أمس، عن إصابة منتسب برمي رمانة يدوية من قبل المتواجدين فوق سريع محمد القاسم.
وقالت في بيان إن «مجموعة من المتواجدين فوق جسر سريع محمد القاسم أقدمت على رمي رمانة يدوية على دورية تابعة إلى الفوج العاشر والمرابطة أعلى الجسر بالقرب من مرآب النهضة في بغداد».
وأضافت أن «ذلك أدى إلى إصابة أحد المنتسبين بجروح»، مشيرة إلى «نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج».
كذلك، اتهم الجيش العراقي، «مندسين» بقتل المتظاهرين خلال الاحتجاجات بهدف «إلصاق التهمة» بقوات الأمن.
وقال اللواء عبد الكريم خلف المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، ونقلها التلفزيون الرسمي، «لدينا مقاطع فيديو تبين البنادق والأسلحة التي تستخدم من المندسين لقتل الناس بغرض تأجيج الوضع وزرع الفتنة وإلصاق التهم بالقوات المسلحة».

اعتصام البصرة

وإلى أقصى جنوب العراق، حيث أصيب عدد من المتظاهرين، أمس، بنيران مسلحين مجهولين في ساحة اعتصام البصرة.
مصادر صحافية أكدت أن «مسلحين يستقلون سيارة مدنية، فتحوا النار على ساحة اعتصام البصرة في فلكة البحرية وسط المحافظة»، مبينة أن «الحادث أسفر عن وقوع إصابات في صفوف المعتصمين».
ويواصل المحتجون قطع الطريق المؤدي إلى مديرية تربية البصرة، فضلاً عن إغلاق أبواب المديرية أمام الموظفين والمراجعين، فيما شهد تقاطعا «التجاري والعسكري» انتشاراً أمنياً منذ ساعات الصباح الأولى لمنع المحتجين من قطع الطريق أمام الموظفين.
وحسب موقع «المربد البصري» فإن «الشوارع الفرعية القريبة من ساحة الاعتصام والمؤدية إليها مازالت مغلقة لليوم الرابع على التوالي»، لافتاً في الوقت عيّنه إلى أن «المدارس الأهلية والحكومية في تلك المنطقة والقريبة من ساحة الاعتصام كذلك ما زالت مغلقة حتى إشعار آخر».
وأغلق المحتجون تقاطع التجاري وسط البصرة وشارع الأندلس القريب من ساحة الاعتصام.
في الموازاة، انطلقت مسيرات موحدة لطلبة جامعة البصرة في ساحة اعتصام البحرية تندد بعمليات الاغتيال التي طالت المتظاهرين مؤخراً، وفيما هتف الطلبة المحتجون بالإجراءات التصعيدية السلمية المتخذة بعد انتهاء مهلة الناصرية، أكدوا استمرارهم بالاضراب عن الدوام.
وطالب المشاركون في المسيرات السلطات المختصة بإكمال قانون الانتخابات المصادق عليه وتحديد موعد لانتخابات برلمانية مبكرة بالاضافة إلى تكليف رئيس وزراء مستقل غير جدلي لحكومة مؤقتة.
وفي ذي قار، استمر المعتصمون بإغلاق جانبي الطريق الدولي السريع، الذي يربط محافظات الوسط بالجنوب، الأمر الذي أدى إلى تكدّس مئات الشاحنات.
وفي حين أغلق المحتجون في النجف، الطريق الرابط بين المحافظة والعاصمة بغداد، بالإضافة إلى إغلاق طريق النجف ـ الكوفة السريع أيضاً، واصل محتجو الديوانية إغلاق الطريق السريع الرابط بين المحافظة والعاصمة بالاتجاهين.
ويشهد العراق احتجاجات غير مسبوقة منذ مطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تخللتها أعمال عنف خلفت 510 قتلى فضلاً عن آلاف الجرحى، معظمهم من المحتجين، وفق إحصاء للأناضول، استنادًا إلى مصادر حقوقية وطبية وأمنية.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية