إسطنبول- “القدس العربي”:
عبّرت تركيا رسمياً وشعبياً عن رفضها القاطع لـ“صفقة القرن” التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من واشنطن، الثلاثاء، وشدد عشرات المسؤولين الأتراك على رفضهم القاطع للصفقة، فيما أكد الرئيس رجب طيب أردوغان أنها “غير مقبولة على الإطلاق”.
وقال أردوغان في حوار صحافي في طريق عودته من جولته الإفريقية، الأربعاء: “مدينة القدس من مقدّسات المسلمين، ومن غير الممكن قبول صفقة القرن المزعومة”، واعتبر أنها “في الأساس خطة لتجاهل حقوق الفلسطينيين وإضفاء شرعية على الاحتلال الإسرائيلي”، كما شدد على أنها لن تخدم السلام ولن تجلب الحل.
وبينما اعتبر أردوغان أن “الخطة تهدف إلى أن تفرض على الفلسطينيين أمرا واقعا جديداً”، أضاف: “حتى لو كانت بعض الدول العربية تدير ظهرها (للفلسطينيين)، فإننا سنستمر في اللجوء إلى المؤسسات الدولية للدفاع عن حق الفلسطينيين وعن القدس”.
من جهته، أكد الناطق باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، رفض بلاده لخطة ترامب، مبيناً أنها خطة أحادية الجانب تتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني، وقال: “نرفض هذه الخطة الأحادية التي تتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني والقانون الدولي”، مضيفاً: “الأراضي الفلسطينية ليست للبيع. لا يمكن تحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط، دون تحقيق العدالة في فلسطين. ولا يمكن لخطة غير عادلة أن تُكتب لها الحياة”. معتبراً أن الخطة “تقضي على حل الدولتين وترسّخ الاحتلال إلى الأبد”.
في السياق ذاته، اعتبر الناطق باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا عمر جليك أن خطة ترامب هي خطة احتلال وليست خطة سلام، وقال: “خطة السلام المزعومة هي خطة احتلال تتجاهل كافة المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني وتعد الفلسطينيين بآلية لتشكيل إدارة تحت الاحتلال وبتوجيه من إسرائيل”، مضيفاً: “سنواصل السعي من أجل إقامة دولة فلسطين على الأراضي الفلسطينية وعاصمتها القدس”.
وكان أول رد رسمي تركي صدر عن وزارة الخارجية، التي أكدت الثلاثاء أن الخطة الأمريكية “ولدت ميتة”، وجاء في بيانها: “هذه الخطة، إنما هي خطة ضم ترمي لقتل حل الدولتين واغتصاب أراضي فلسطين”، مشددة على أنه “لا يمكن شراء الشعب الفلسطيني وأراضيه بالمال” وأن “القدس خط أحمر بالنسبة لتركيا“.
وجاء في البيان: “لن نسمح بالخطوات الرامية لشرعنة الاحتلال والظلم الذي تمارسه إسرائيل، وسنقف دائما إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق وسنواصل العمل من أجل فلسطين مستقلة على الأراضي الفلسطينية، ولن ندعم أي خطة لا تقبلها فلسطين”.
شعبياً، تظاهر مئات الأتراك في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء أمام السفارة الأمريكية في العاصمة أنقرة والقنصلية الأمريكية في مدينة إسطنبول، ورفعوا شعارات رافضة لصفقة القرن، مطالبين بتحركات شعبية ورسمية عربية وإسلامية للوقوف في وجه إسرائيل والإدارة الأمريكية.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي عبر عشرات آلاف الأتراك عن رفضهم لصفقة القرن، وكتبوا تحت وسوم (هاشتاق) “القدس” و”الحرية لفلسطين” تغريدات عبروا فيها عن غضبهم من الخطة الأمريكية حول فلسطين، وسط دعوات واسعة لتظاهرات أكبر خلال الأيام المقبلة.
كلام في منتهى الوضوح والحزم. نتمنى ان يلحقه إجراءات تعزز الموقف الفلسطيني