العراق: أكثر من 120 انتهاكاً ضد المتظاهرين منذ بدء الانتفاضة… وميسان تستجيب لـ«مليونية الجمعة»

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: أعلنت «مفوضية حقوق الإنسان» (رسمية)، أمس الأربعاء، توثيق 121 حالة اختطاف واغتيال رافقت الاحتجاجات، فيما دعت الحكومة والقوات الأمنية، إلى اتخاذ إجراءات فاعلة لحماية المتظاهرين والصحافيين.
وقال عضو المفوضية فاضل الغراوي في بيان صحافي، إن «محاولات الاغتيال والاختطاف والتعدي على المتظاهرين تعد انتهاكاً صارخاً لحق الإنسان في الحياة والأمان وتقييد لحرية الرأي والتعبير والتظاهر السلمي»، مبينا أن «المفوضية وثقت 49 حالة ومحاولة اغتيال و72 محاولة اختطاف طالت متظاهرين وناشطين ومدونين منذ اليوم الأول للتظاهرات (في مطلع تشرين الأول/ أكتوبر 2019)».
وأضاف أن «المفوضية من خلال فرقها الرصدية وثقت 50 حالة للتعدي على الصحافيين بالضرب والتهديد واستنشاق الغازات المسيلة للدموع، ومهاجمة العديد من القنوات الفضائية وتكسير المعدات ومنع الإعلاميين من أخذ دورهم في تغطية التظاهرات».
ودعا، الحكومة والقوات الأمنية إلى «اتخاذ إجراءات فاعلة لحماية المتظاهرين والصحافيين والمحافظة على حياتهم وملاحقة الجهات المجهولة التي تحاول تكميم الأفواه وتقديمهم للعدالة، وتعزيز ممارسة حرية الرأي والتعبير والتظاهر السلمي لكافة الجهات بعيداً عن أي أخطار تهدد حياة المتظاهرين والناشطين والصحافيين».
ويشهد الحراك الاحتجاجي في عموم مدن البلاد، مشاركة واسعة لأغلب شرائح المجتمع من بينها شريحة الفنانين التي هاجمت أخيراً، أسلوب «القمّع» الذي تمارسه السلطات تجاه المحتجّين.
وقالت نقابة الفنانين العراقيين في بيان صحافي أمس، «في حين يصل التوتر الأمني والسياسي إلى أشدّه، في طريقةٍ تشير إلى اعتباطية الكتل السياسية في تعاملها مع الاحتجاجات السلمية منذ الأول من تشرين/ أكتوبر، وحتى اللحظة، وفي وقتٍ يستمر القمع السلطوي لشبابنا في محافظات الوسط والجنوب، قتلاً وضرباً واعتقالاً وشيطنةً، نجدد موقف النقابة الراسخ في الوقوف مع الاحتجاج السلمي دون قيد».
ودعت «ما تبقى من ضمير للكتل السياسية من أجل الإسراع بتنفيذ مطالب المحتجين، التي تهدف إلى إصلاح للبلاد، في وقتٍ يحتاج العراق الى توحد أصواته لبناء دولة قوية ذات سيادة لا يجامل بشأنها أحدا».
وتابع البيان: «يا أحرار العراق ومحتجيه، نقف معكم لأنكم تصنعون معجزة العراق الحديث، مع مرور مئة عام على تأسيس الدولة العراقية، وأن موقفنا الأخلاقي الوطني منكم هو أقل دور نمارسه، في وقت تتعرض صفوفنا الوطنية التي هي أنتم، الى الطعن والمناورة السياسية والشيطنة الإعلامية»، مضيفاً: «ما ضاع بلدٌ أحراره مثلكم، وأن المستقبل معقود بساحات الاحتجاج، في المحافظات كلها».
وإلى أقصى الجنوب العراقي، حيث محافظة البصرة الغنيّة بالنفط، كشف ناشط مدني عن توجيه صدر مؤخراً من المحافظ (أسعد العيداني) إلى قوات الأمن في المدينة بـ«فض» التظاهرات، مؤكداً إن التظاهرات لن تنتهي.
وقال الناشط أحمد الوائلي لـ«القدس العربي»، إن «الأوضاع في البصرة تتمثل بالكرّ والفر بين القوات الأمنية والمتظاهرين»، مبيناً أن «قوات الأمن تحرق خيام المتظاهرين فيما يقوم المحتجون بإعادة بنائها».

ناشط مدني: محافظ البصرة يوجّه قوات الأمن بفضّ الاعتصامات

وأضاف: «هذا الحال يتكرر في كل يوم»، مشيراً إلى أن «هناك توجيهات من قيادة العمليات وقيادة الشرطة، بإشراف المحافظ (رئيس اللجنة الأمنية في البصرة)، بتفريق المتظاهرين».
لكنه أكد في الوقت عينه أن ذلك التوجيه «لم يجدِ نفعاً مع المتظاهرين، بل على العكس من ذلك. الأعداد تزداد والمسيرات الطلابية في زيادة أيضاً»، منوهاً بأن «مهما كانت عمليات القمّع للمتظاهرين ومهما ارتفعت حدّة الإجراءات الرامية لتفريقهم، غير أنهم يزدادون صلابة وقوة ويتمسكون بالحراك الاحتجاجي أثر. تفريق المتظاهرين بات مستحيلاً».
وبالفعل، أغلق متظاهرون غاضبون، أمس الأربعاء، أبواب شركة الموانئ في محافظة البصرة، وقاموا بنصب خيام الاعتصام أمامها تعبيراً عن بدء اعتصامهم. حسب مواقع إخبارية محلية.
وفي ذي قار، المدينة التي لا تزال عصيّة على السلطة رغم تعرضها إلى ممارسات قمعية شديدة، جدد المعتصمون في ساحة الحبوبي في مدينة الناصرية، مركز المحافظة، اعتصامهم وإضرابهم «لحين التغيير الشامل».
وتناقل ناشطون ومدوّنون على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة تُظهر أحد سرادق الاعتصام الذي بُنيَ بالطابوق، وأعلاه صورة كبيرة كُتب عليها «شباب أكتوبر مستمرون بالاعتصام لحين التغيير الشامل».
أما عن الأوضاع في محافظة ميسان الجنوبية، فدعت تنسيقيات ساحات التظاهرات في المحافظة إلى «مليونية يوم الجمعة المقبل» تحت هاشتاغ «فزعة» العمارة.
ويظهر مقطع فيديو لأحد ناشطي تظاهرات ميسان وهو يتحدث إلى جمع غفير من المتظاهرين قائلاً: «إلى المحافظات الشمالية والغربية والوسط والجنوب ساندوا إخوانكم المتظاهرين، فالذي يعيش على هذه الأرض هو عراقي، لنجعل من هدفنا واحداً».
وأضاف أن «رسالتنا تحت هاشتاغ – فزعة العمارة (مركز محافظة ميسان)، والتي سنجعلها مليونية الأحرار في يوم الجمعة، ليست مليونية أي أحد».
يشار إلى أن الفزعة بمعناها الدارج حسب لهجة المحافظات الجنوبية العراقية، هي الاستجابة السريعة لشخص طلب معروفاً، أو هو محتاج لوقفة ما، ويتم الوقوف معه دون مقابل وبسرعة وحميّة كبيرتين، وحسب الوضع الذي يمر به.
وفي الديوانية، ناشد معتصمو المدينة الأمم المتحدة بالتدخل لإنقاذ المتظاهرين من عمليات القتل والتصفية التي يتعرض لها الناشطون المدنيون.
وقال أحد منسقي اعتصام الديوانية عباس الشباني إنهم يطالبون بتدخل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومنظمات المجتمع المدني الدولية للتحقيق في استهداف المدنيين والمتظاهرين. حسب موقع «المربد».
في حين عاد الهدوء إلى مدينة الكوت مركز محافظة واسط، بعد يومٍ عصيب ومواجهات بين المحتجين والقوات الأمنية.
وحسب مصادر صحافية، فإن المناطق التي حدثت فيها مواجهات بين المحتجين والقوات الأمنية في مدينة الكوت أول أمس، شهدت صباح الأربعاء عودة الهدوء فيها، بالإضافة إلى إطلاق سراح المحتجين الذين تم القاء القبض عليهم خلال توترات أول أمس.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية