يلعبون بالنار

حجم الخط
0

العبوتان اللتان انفجرتا امس (الثلاثاء) زرعهما حزب الله قرب الجدار الفاصل في منطقة هار دوف، داخل الاراضي الاسرائيلية. والتوقيت ليس مصادفا: فقد انفجرت ساحتا العبوتين في موعد قريب جدا من النقطة التي خطف فيها حزب الله الجنود بيني ابراهام، عمر سواعد وعدي افيتان في 7 تشرين الاول 2000 – بالضبط قبل 14 سنة.
لقد خطط حزب الله لتنفيذ عملية هامة امس ضد جنود الجيش الاسرائيلي الذين تحركوا بالضبط على ذات المحور الذي سارع اليه المخطوفون الثلاثة في العام 2000. وكأن وزير التاريخ جاء ليذكرنا بتكرار ذات الاخطاء التي أدت بالتدريج الى تدهور الوضع الامني على الحدود الشمالية، حتى الانفجار الكبير لحرب لبنان الثانية في 2006. ومع أن خلفية زرع ساحتي العبوتين أمس تختلف جوهريا عن الاسباب التي رافقت اختطاف الجنود الثلاثة، ولكن لكل تدهور توجد نقطة بدء.
ان ساحتي العبوتين اللتين انفجرتا امس كانتا سجل النهاية لقضية امنية استمرت لاسابيع طويلة وهددت الهدوء النسبي على الحدود الشمالية الذي بقي منذ 2006. ويجري بين اسرائيل وحزب الله قتال تحت السطح – وان كان في ظل خفيض نسبيا مقارنة في الماضي، ولكنه لا يقل عنفا.
لقد اتهم حزب الله اسرائيل بموت بعض من نشطائه الذين قتلوا في الاشهر الاخيرة، وبين الطرفين فتح حساب، وفي اسرائيل انتظروا ما سيأتي. وعليه، فان ساحتي العبوتين اللتين زرعتا هذا الاسبوع لم تفاجئا الجيش الاسرائيلي. والجنديان اللذان اصيبا ينتميان الى وحدة ازالة القنابل في سلاح الهندسة. وينبغي الافتراض بانهما اصيبا بينما كانا يمشطا مع مقاتلي غولاني جبهة هار دوف بحثا عن العبوات.
قوة غولاني هي الاخرى، التي اطلقت قبل ثلاثة ايام النار نحو جنود الجيش اللبناني واصابت احدهم فتحت النار لانها افترضت بان الشخوص المسلحين الذين لاحظتهم عندما تسللوا الى الاراضي الاسرائيلية هم رجال حزب الله يسعون الى زرع أو تفعيل عبوات. وفي نظرة الى الوراء تبين بان هؤلاء الجنود اللبنانيين كانوا في المنطقة لسبب آخر تماما، هو الاخر من شأنه أن يؤدي بعلاقات اسرائيل – حزب الله – الجيش اللبناني الى نقطة الغليان. في منطقة هار دوف يمر محور المهربين بين سوريا ولبنان. وعبر هذا المحور مر في الاشهر الاخيرة الاف اللاجئين الذين فروا من سوريا واستقروا في المنازل والخيام في منطقة قرية شبعا. ويجري الجنود اللبنانيون ونشطاء حزب الله دوريات واعمال مراقبة على الارض بهدف التأكد بانه لا يوجد بين اللاجئين الذين يدخلون مقاتلون من منظمة جبهة النصرة. وفي اطار هذه الجولات بدأ الجنود اللبنانيون ورجال حزب الله يجتازون خط الحدود الدولية (الخط الازرق) في الاماكن التي لا يوجد فيها جدار او حاجز والتسلل الى الاراضي الاسرائيلية. وتثير هذه التسللات حالة عصبية ونشاطات استخبارية معززة في اسرائيل.
كل هذه الاحداث تجعل هار دوف – بؤرة قتال تاريخية بين اسرائيل ومنظمات الارهاب منذ عهد فتح لاند – دملا لا يكف عن الانتفاخ ويهدد بالانفجار. وقبل بضعة ايام اطلق هناك الجيش الاسرائيلي النار نحو رعاة اقتربوا من الجدار وفوق المنطقة كانت تحوم كل الوقت طائرات صغيرة بدون طيار (احداها سقطت في مرج عيون) . وأمس، في الموعد الرمزي لـ 7 تشرين الاول، قرر حزب الله تفجير العبوتين.
لقد كانت الاصابة طفيفة: ففي الساحة الاولى اصيب جنديان بجراح طفيفة، اما الساحة الثانية فقد فعلت عندما كانت قوة من الجيش الاسرائيلي تتواجد بعيدا عنها. لا يمكن أن نعرف اذا كانت هنا مشكلة مهنية لدى رجال حزب الله أم انه في الطرف الاخر قرروا مسبقا الاكتفاء بالاشارة وعدم خلق حادثة اخطر تلزم اسرائيل بالانطلاق الى عملية عسكرية واسعة.
لقد ردت اسرائيل، مثلما فعلت في الماضي، باطلاق بضع عشرات القذائف نحو ما يعرف كاستحكامات لحزب الله. وكأنها تريد القول: تعالوا نغلق بذلك الحدث ولا نفتح جولة عنف جديدة.
ايا من الاطراف – لا الحكومة اللبنانية، لا حزب الله ولا اسرائيل – ليس له مصلحة في اشعال الحدود. وحزب الله قلق اكثر من تقدم قوات جبهة النصرة في البقاع اللبناني نحو بعلبك. وحسب أحد التقارير، فقد نصرالله في المعارك هناك 120 من مقاتليه في اثناء الاسابيع الاخيرة.
ولكن مثلما حصل في الجرف الصامد، فان فقدان السيطرة على الاحداث يجري احيانا بسرعة. قذيفة واحدة أو عبوة واحدة أكثر مما ينبغي – ومن شأننا أن نكون في فيلم آخر.

يديعوت 8/10/2014

اليكس فيشمان

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية