الكوخ والمطرقة

مطرقتي ضاعتْ
والبيتُ لم يكتملْ بعدُ.

أنظرُ نحْوَ الأُفُقِ
وأُتمتمُ:
ـ الإشاراتُ الغامضة تُنسيني عمَلي!
أُديرُ ظَهري، وأمضي بضميرٍ مُشوَّشٍ.

ما كانَ مسرحي المحروث بالأَخْيِلة
باتَ خاناً مُهمَلاً تتزاوَجُ فيه الأشباحُ
/سرجٌ فوقَ
كفِّ الظَّلامِ/
الابتساماتُ أزهارٌ مُقفلةٌ بسردٍ مُقفلٍ
والدَّمعةُ برْكةٌ صفراء غرِقَتْ فيها برْكتان.

هاجسُ المَأوى خنجرٌ لا يغفو إلاّ في القلب.

كانَ البَحثُ يضعُ قناعَ الألاعيبِ
وكنتُ أضمُّ الأبعادَ الهاربةً إليَّ أكثر فأكثر
فتنزفُ جدرانُ منزلي ـ الذي ما أزالُ بانتظارِهِ ـ نهرَ غرباءٍ
يفيضُ في صالةٍ تتوهَّمُ أنَّها فندقٌ فخمٌ في العاصمة.

طريقةٌ مُجرَّبة لتحطيم خطَّة الدّيكور
مثل أنْ أُغرِّبَ الشَّيطانَ عن مكائدِهِ
كأنْ تطويَ الأريكةُ نفسَها، وتزحفَ
أو أنْ تهبطَ النّافذةُ، وتتمدَّدَ كصينيّة طعام
ولا يأكُل منها سوى السّرابُ.

سنختلفُ كثيراً
وستُباركُنا العزلةُ
آثمةٌ رموزُ المُؤلِّفينَ،
والتَّطهيرُ فكاهةٌ مُملّة قذفَها مجهولٌ ما من المدخنة.

قالتِ المُمثِّلةُ الرّاقصةُ فوقَ مَصطبةٍ تنزلقُ:
ـ لا شيءَ هُنا سوى دُخان مُتعرِّج
يرسمُ للفراغ حواجبَ لا تقبلُ التَّعديلَ
هكذا؛ تغوصُ نظَراتي في عُيونٍ
تغوصُ نظَراتُها في عُيوني
ولا تلتقي..

قالَ المُمثِّلُ المُنتفِخُ كحُوِيْصِلةٍ في رئتي:
ـ لا تنتظرِ الخاتمةَ كي تخونَ المكانَ
النَّسْلُ المُتحجِّرُ احتكَرَ المطارقَ والسّاعاتِ
لنْ يُصفِّقَ أحدٌ
لنْ يُحيِّي الفرقةَ أحدٌ
ستُسدَلُ السِّتارةُ
وتُضافُ الحبكةُ إلى قاموسِ بروفاتٍ لم تُعرَضْ قطّ.


عدتُ إلى حيثُ
لم أجدِ المطرقةَ كالعادة
أدرتُ ظَهري مُنتشٍ
رميْتُ ـ قبلَ أنْ أمشيَ ـ عودَ ثُقابٍ مُشتعلٍ إلى الخلف
على ما كانَ يُفترَضُ أنَّهُ كوخي.

٭ شاعر وناقد سوري

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية