«داعش» يسيطر على «المربع الأمني» للأكراد في عين العرب… ويحاول الاستيلاء على المعبر الحدودي للمدينة

حجم الخط
0

عواصم ـ وكالات ـ انطاكيا ـ حلب «القدس العربي»: اشتباكات عنيفة لم تتوقف خلال الأيام الماضية داخل كوباني الكردية الحدودية مع تركيا، واشتد أوار المعارك هناك بعد أن قامت سيدة كردية بتفجير نفسها بعد نفاد ذخيرتها أثناء المعارك مع تنظيم الدولة، حيث أثارت هذه المرأة الحمية في النفوس ودفعت بالعديد من الشبان الأكراد للإنضمام إلى صفوف المقاتلين ضد «داعش».
كل طرف يتحدث عن انتصاراته وإنجازاته دون تحقيق نتائج حاسمة بالمطلق رغم اتساع دائرة القتال لتشمل مختلف أنحاء وشوارع عين العرب (كوباني). فالناطق باسم الإدارة التنفيذية في كوباني يقول أن مقاتلي الـ «ي ب ك» يسيطرون على قلب كوباني كما أنهم أوقعوا خسائر كبيرة في صفوف التنظيم بواسطة الكمائن العديدة التي تم نصبها لمقاتلي التنظيم. ويؤكد الناطق أن جثث مقاتلي التنظيم تملأ الشوارع، بينما التنظيم يتحدث عن إنجازاته وانتصاراته وسيطرته على مواقع جديدة داخل المدينة، وتسمع أصوات مقاتلي التنظيم وهتافاتهم على بعد مئات الأمتار خارج المدينة حسب بعض مناصريهم، فيما تزداد الأمور ضبابية حول مصير هذه المعركة العنيفة التي يرى فيها الطرفان صراع بقاء لا يمكن التراجع أمامه، بل انتصارا أو موتا.
وبعد أن قام «داعش» بعملية تم تنفيذها داخل المربع الأمني في المدينة، استطاع أن يحرز تقدمــــاً واضحــــاً في منطقـــة الأحياء الشرقية مما كثف قصف طيران التحالف على هذه المواقع، أما من حيث الخسائر التي تطال التنظيم إثر الغارات الجوية فحسب الناشطين داخل المدينة فإنه لا يمكن لأحد تقديرها، وبالفعل فإن إحصاء الخسائر من الطرفين يبدو أمراً غير واقعي في ظل معركة ساخنة مستمرة وقصف جوي من قبل طيران التحالف الدولي للكثير من مواقع التنظيم أو المواقع التي يسيطر عليها حديثاً.
وسيطر عناصر تنظيم «الدولة الاسلامية» الجمعة على «المربع الامني» لوحدات حماية الشعب الكردية في مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) الحدودية مع تركيا في شمال سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «سيطر مقاتلو تنظيم (الدولة الاسلامية) على (المربع الامني) في عين العرب» الواقع في شمال المدينة، والذي يضم مقرات وحدات الحماية و»الاسايش» (قوات الامن الكردية) والمجلس المحلي للمدينة.
واشار الى ان مقاتلي «الدولة الاسلامية» الذين اقتحموا الاثنين عين العرب، ثالث المدن الكردية في سوريا، «باتوا يسيطرون على 40 في المئة من مساحتها»، وذلك بعد استحواذهم على شرقها، وتقدمهم من جهتي الجنوب والغرب.
واوضح ان «السيــطرة على المربـــع الامني تتيح لعناصر تنظيم الدولة الاسلامية التقدم نحو المعبر الحدودي مع تركيا الى الشمال من المدينة»، مشيرا الى ان تمكنهم من السيطرة على المعبر «يعني محاصرتهم للمقاتلين الاكراد في عين العرب» من الجهات الاربع.
وتبدو المعركة بين الطرفين غير متكافئة، اذ يشن التنظيم هجومه مستعينا بآلاف المقاتلين المزودين بأسلحة ثقيلة، في حين يقوم مئات المقاتلين الاكراد بالدفاع عن مدينتهم بأسلحتهم الخفيفة وسط نقص في الامدادات. ولم تفلح الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، في وقف تقدم المقاتلين الجهاديين.
وقال عبد الرحمن ان «التحالف دمر آليات ومواقع للدولة الاسلامية، الا انه لم يعق امداداتهم بالسلاح الآتية من معاقل لهم في الرقة وحلب (شمال)».
وبدأ تنظيم «الدولة الاسلامية» هجومه في اتجاه عين العرب منذ 16 ايلول/سبتمبر، وسيطر على مساحة شاسعة من القرى والبلدات في محيطها، ونزح نتيجة هذا الهجوم /اكثر من 300 الف شخص، وقتل اكثر من 400 معظمهم من مقاتلي الطرفين.
ونقل «داعش» الجمعة مقاتلين إلى الجبهة الشرقية من بلدة كوباني في الوقت الذي يحاول فيه قطع الطريق المؤدي إلى الحدود التركية .
وقال الناشط فرهاد الشامي القاطن في كوباني من داخل البلدة إن الجهاديين، الذين حاصروا بالفعل المدينة من ثلاثة جوانب ويقاتلون مدافعيها الاكراد من شارع إلى شارع ، كثفوا أيضا قصف المعابر.
وأضاف ان القصف بمدافع الهاون يستهدف منذ الساعات الأولى من يوم امس الجمعة الطريق المؤدي من شرق كوباني إلى الحدود التركية .
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا إن المتطرفين يقومون بـ «محاولة شاملة» للسيطرة على المعبر الحدودي .
وقال المرصد إن الجهاديين بدأوا استخدام الدراجات النارية لنقل الذخيرة إلى الخطوط الامامية .
الى ذلك قتل 18 شخصا على الاقل بينهم اربعة اطفال امس الجمعة في قصف لقوات النظام السوري على بلدة الحارة في ريف درعا (جنوب) التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة قبل أقل من أسبوع، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد في بريد الكتروني «استشهد 18 شخصا على الاقل بينهم رجل وزوجته، واربعة اطفال، جراء قصف جوي وقصف لقوات النظام بصواريخ يعتقد أنها من نوع أرض – أرض على مناطق في بلدة الحارّة»، مشيرا الى ان عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى في حال خطرة.
وسيطر مقاتلون معارضون بينهم عناصر من جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) الاحد على تل الحارة والبلدة التي تبعد اقل من كيلومترين عنه، بعد معارك استمرت قرابة يومين مع قوات النظام. والتل عبارة عن هضبة استراتيجية مرتفعة تطل على مناطق عدة في ريف دمشق الجنوبي، ويبعد نحو 12 كيلومترا عن هضبة الجولان.
وبحسب المرصد، تتيح سيطرة المقاتلين المعارضين على التل «السيطرة ناريا على كل المنطقة المحيطة به على مدى نحو اربعين كيلومترا»، اضافة الى «انكشاف مناطق عدة لهم في ريف دمشق الجنوبي».
وتسيطر القوات النظامية على مدينة درعا اجمالا، لكنها تخوض في ارياف المدينة معارك متنقلة مع مقاتلي المعارضة منذ اكثر من سنتين.
وتمكنت المعارضة المسلحة اخيرا من تحقيق بعض التقدم في الريف الغربي للمحافظة وفي ريف محافظة القنيطرة المتاخم لدرعا في منطقة الجولان الذي تحتل القوات الاسرائيلية جزءا منه.
وفي حماة (وسط)، شن الطيران الحربي والمروحي السوري اكثر من 18 غارة اليوم «على مناطق في بلدات مورك واللطامنة وكفرزيتا، ومناطق أخرى في الأراضي الزراعية المحيطة بقرية لطمين»، بحسب المرصد، وذلك تزامنا مع معارك عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، ومقاتلين معارضين بينهم عناصر من جبهة النصرة، من جهة اخرى، لا سيما على اطراف مورك التي يسيطر عليها المعارضون.
ولقى (25) شخصا حتفهم، الخميس، جراء قصف طائرة حربية تابعة لقوات النظام السوري، لسوق في منطقة «عربين»، في العاصمة السورية دمشق.
وذكر الهيئة العامة للثورة السورية، إحدى الكيانات المعارضة لحكم «بشار الأسد»، في بيان صدر عنها، أمس، أن طائرة حربية تابعة للقوات النظامية، قصفت سوقا في منطقة «عربين»، الواقعة تحت سيطرة المعارضة، بالقطاع الشرقي من العاصمة السورية، ما أسفر عن مقتل (25) شخصا.
وأوضح البيان أن من بين القتلى (3) أطفال، و(3) سيدات، فضلا عن سقوط (150) جريحا بعضهم في حرجة للغاية، ما قد يرشح ارتفاع عدد القتلى لأكثر من ذلك.

محمد اقبال بلو ورائد ياسين الحلبي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية