بيروت – «القدس العربي»: ترجمة لثلاثاء الغضب ورفض ثوار 17 تشرين منح الثقة للحكومة الجديدة، احتشد المحتجون في محيط مجلس النواب لقطع الطريق على الوزراء والنواب إلى داخل البرلمان، فكانت المواجهات العنيفة مع القوى الامنية من جيش وقوى مكافحة الشغب ما حوّل منطقة وسط بيروت إلى ساحة معركة وشغب لم تسلم منها سيارات وزراء ونواب ولا مصارف ولا فنادق، فسادت فوضى في الخارج بالتزامن مع جدل دستوري حول نصاب جلسة الثقة حسمه رئيس المجلس نبيه بري بالتأكيد أن عدد النواب المشاركين هو 67 من أصل 128.
وبعد تلاوة رئيس الحكومة حسّان دياب البيان الوزاري الذي سبق لـ»القدس العربي» أن نشرته قبل ايام، كانت أولى الكلمات لرئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد الذي استهل مداخلته بالقول «الحكومة التي تمثل اليوم أمام المجلس النيابي الكريم، بهدف نيل الثقة. لم تكن خياراً من بين خيارات متعددة، بل تكاد تكون الخيار المتاح لكل من كان ولا يزال يريد تشكيل حكومة في البلاد… بكل صراحة ووضوح، هذه الحكومة لا تشبه فريقنا السياسي، إلا أنه لتسهيل مهمة التأليف ارتضينا بها ونحن واثقون أن هناك مساحة من الرؤى القابلة للتفاهم… ومن أجل خدمة وطننا وشعبه نمنح الحكومة الثقة».
باسيل
وأكد رئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل «ان بعد مئة سنة على ولادة لبنان، سؤالان للاجابة عنهما: النظام السياسي والنظام الاقتصادي الاجتماعي، واعطاء الحكومة فرصة وليس ثقة». وأشار إلى أن لحظة المواجهة الكبرى والخيارات الكبرى وقعت:
على مستوى المنطقة: «صفقة القرن» – التوطين والنازحون – والغاز.
حزب الله يتبرّأ من الحكومة: لا تشبه فريقنا لكننا ارتضينا بها لتسهيل التأليف
على مستوى الداخل: السياسة النقدية – وظيفة لبنان الاقتصادية – قابلية الاصلاح».
ورأى ان «بلدنا يشهد شيئاً لم نره منذ 1915، وهذا يؤكد وجوب تغيير نظامنا السياسي بالانتقال إلى العلمنة (مع قانون موحّد للأحوال الشخصية وقانون انتخاب نسبي من دون قيد طائفي)، مع انشاء مجلس شيوخ لتطمين الملل والأقليات على الأمور الكيانية، وتغيير نظامنا المالي والاداري بالانتقال إلى اللامركزية الادارية والمالية الموسعة، ولكن الأولوية الآن هي طبعاً للخروج من الأزمة الاقتصادية المالية العميقة».
وتابع «اي رهان هو خاطئ اذا أتى من الخارج لهزّ الاستقرار ولتغيير معادلات الداخل على حساب قوة البلد، وسيتكرر سيناريو تموز 2006 مع مفاعيل داخلية مختلفة هذه المرة…». وشدد باسيل على «ان الوقت الآن للرهان فقط على بعضنا بتضامننا كلبنانيين وعدم اغتنام الفرصة للإنقضاض على بعضنا…». وختم «نحن نعطيها الثقة اليوم لتأخذها لاحقا من الناس؛ ولكن اذا لم نعطها نحن الثقة وفرصة لأخذها لاحقاً من الغير، فما الخيار الآخر؟ «.
المستقبل: لا ثقة
والقت النائبة ستريدا جعجع، كلمة ذكّرت فيها بما قالته قبل سنة أثناء جلسات مناقشة البيان الوزاري للحكومة السابقة، ورأت أن « ما يزيد المرارة أن الأوضاع الإقتصادية والمعيشية كانت خلال الحرب أفضل بكثير مما هي عليه اليوم، حتماً لا أحد يريد عودة الحرب، ولكن هل يجوز أن نواجه في زمن السلم ما نواجهه اليوم، نتيجة ما ارتكب المسؤولون وما زالوا أو نتيجة العجز عن ايجاد الحلول»؟.
واعلن النائب جميل السيد «ان الكلمة الوحيدة الملائمة للوزراء الجدد «الله يعينكم»، وقال «هذه الحكومة تختلف عن سابقتها من خلال ولادتها بظروف استثنائية وبالتالي هذه الحكومة هي نتيجة وليست خياراً».
ولفت امين سر كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب هادي ابو الحسن إلى أنه « إنطلاقاً من واجبنا الوطني والدستوري نقف اليوم لنتكلم بإسم كل من أوكل إلينا شرف تمثيله، … في ظل ّواقع مأزوم ٍ أصبحت فيه البلاد عالقة بين حدّين، حدُّ سلطة عفنة متهالكة، وحدُّ إنتفاضة شعبية محقّة رافضة لهذا الواقع، وسأل لماذا الإصرار على إحتكار الوزارات و التمسك بذات الملفات لسنوات وسنوات؟ وتستمرون بالنهج ذاته بمكابرتكم رغم فشلكم».
وألقى عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد الحجار كلمة « كتلة المستقبل « وجاء فيها «ان مشكلتنا مع هذه الحكومة أنها حكومة بالوكالة وليست حكومة بالأصالة عن نفسها وعن بيانها الوزاري.. هذا البيان الذي نناقشه اليوم هو بيان مستنسخ بالمفرق.. بيان تجميع أفكار سبق طرحها لكنها كانت تصلح في غير هذا الزمن وفي غير هذا الظرف الذي نعيشه بعد 17 تشرين الاول 2019..
وختم الحجار «إن هذا البيان الوزاري لحكومة مواجهة التحديات لا يتناول حلولاً للمشاكل الكبيرة التي نحن فيها…. ولأن هذا البيان هو بيان صالح فقط لزمن ما قبل 17 تشرين أول 2019.. لا ثقة بهذه الحكومة».
واعتبر عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب انور الخليل «ان اللحظة هي لحظة تاريخية تستوجب انقاذ البلد، وأسف «لان البيان الوزاري يحتوي على سياسات خاطئة»، لافتاً إلى «ان ازمة الكهرباء عادت إلى المربع الأول في المعالجة». ونوّه بأن الوزراء ورئيس الحكومة حسان دياب في مجلس الوزراء هم من أهل الإختصاص، متمنياً التوفيق للحكومة في مهمتها».
كذلك تكلّم النواب ميشال ضاهر ، وسليم سعادة الذي كان تعرّض للضرب من قبل المتظاهرين أثناء توجهه بسيارته إلى مجلس النواب، وميشال معوّض الذي حجب الثقة عن الحكومة وتساجل بعد إلقاء كلمته مع عضو «تكتل لبنان القوي» النائب زياد أسود. واعتبر معوّض أن «القصة اكبر من جلسة الثقة والحكومات تأتي وتذهب وان كانت هذه الحكومة بأعضائها غير مسؤولة عما وصلنا إليه إلا أن القرارات التي ستّتخذها أو لن تتّخذها في حال نالت الثقة سترسم مستقبلنا ومستقبل أولادنا وأولاد أولادنا».
وفي الجلسة المسائية تحدث مزيد من النواب بينهم ياسين جابر وجهاد الصمد الذي يُعتبر من سنّة 8 آذار ولكنه حجب الثقة عما سمّاها « حكومة المستشارين المقنّعة « اعتراضاً منه على أداء الوزير باسيل في التأليف. كما كانت كلمة للنائبين جورج عدوان وزياد الحواط قبل التصويت على الثقة.