نينوى ـ “القدس العربي”:
تواصل السلطات الحكومية العراقية نقل حوالي 15 ألف عائلة من مقاتلي تنظيم “الدولة” المقيمين بمخيم الهول شرقي سوريا إلى العراق، حيث ستوضع تلك العائلات تحت الإقامة الجبرية في مخيمات تقع في قضاء ربيعة التابع لبلدة تلعفر بمحافظة نينوى.
وقال مصدر أمني في قيادة عمليات نينوى لـ”القدس العربي” إن قيادة العمليات باشرت بنقل هذه العوائل على شكل دفعات من النسوة والأطفال من عائلات مقاتلي التنظيم إذ تبلع أعدادهم بنحو 40 ألف فرد من مخيم الهول السوري إلى الحدود العراقية، حيث مخيم الجدعة التابع لناحية القيارة المحطة الأولى وسيتم في الأيام المقبلة نقلهم إلى مخيم عملا، المحطة الثانية، الذي أنشأته الحكومة العراقية حديثا لإيوائهم واحتجازهم هناك وسيخضعون لحراسة أمنية مشددة ولقيود صارمة تحد من حركتهم خوفا من تشكيل خلايا نائمة، وإن عمليات نقلهم متواصلة وذلك بالاتفاق مع الجانب السوري الذي قدم تسهيلات كبيرة لإدخالهم إلى الأراضي الحدودية العراقية.
وأشار إلى أن أغلب الأسر التي يجري الآن نقلهم هم عائلات عراقية حصرا انخرط أبناؤهم للقتال في صفوف تنظيم “الدولة “.
وأضاف الضابط في لواء 73، رافضا الكشف عن اسمه، أن عمليات استقبالهم من الحدود السورية تجري عبر منفذ ربيعة الحدودي وهي جارية على قدم وساق ودون مشاكل أو معوقات تذكر، وأن جهاز الاستخبارات أعد قاعدة بيانات لكل فرد تتضمن اسمه وتاريخ ميلاده وتحمل صورته الشخصية ومتى فر من العراق إلى سوريا فضلا عن جمع معلومات أمنية إضافية ويتم الاحتفاظ بها لدى أجهزة الأمن العراقية.
وأكد لـ”القدس العربي” أن الدفعات الداخلة ستشمل أيضا عائلات كانت قد فرّت من بطش المعارك ولا علاقة لها بتنظيم “الدولة”، وبعضهم سويت منازلهم بالأرض ولا يجدون مأوى لهم غير المخيمات وهؤلاء سيتم عزلهم خارج مخيمات عوائل التنظيم.
لكن هناك مخاوف شديدة بشأن استقبال الحكومة لعائلات مقاتلي تنظيم “الدولة” وإدخالهم ثانية إلى العراق من قبل عشائر المناطق المتنازع عليها في الموصل.
الشيخ مزاحم الحويت الناطق باسم العشائر العربية في مناطق إقليم كردستان أعلن رفض العشائر لنقل عوائل مقاتلي تنظيم “الدولة” إلى مخيم عملا في ناحية زمار في الموصل.
وقال لـ”القدس العربي”: “نحذر الجهات الحكومة ببغداد من عواقب نقل هذه العائلات لأنها قنابل موقوتة ستتسبب فتنة طائفية في المنطقة حدوث فجوة أمنية وستدفع العشائر إلى الاقتتال”.
وأكمل قائلا: “إننا نعتبر نقل عوائل تنظيم “الدولة” إهانة كبيرة لنا ولدماء الأبرياء ولن نسمح بذلك، فأياديهم ملطخة بدماء سكان المناطق المتنازع عليها، وهناك الآلاف من المختطفات والمختطفين الإيزيديين لا يزال مصيرهم مجهولا حتى الآن بسببهم”.
ودعا الحويت الحكومة العراقية لإيقاف عمليات نقل عوائل هؤلاء من أجل دراسته دراسة متأنية ودقيقة وذلك لمنع وقوع أي خروقات أمنية وعمليات انتقام ضد عائلات التنظيم لأن العشائر لن تساهم بحمايتهم، لأنهم ارتكبوا جرائم إبادة جماعية طالت جميع المكونات الدينية والقومية وحتى العشائر العربية دون استثناء في تلك المناطق.