باريس – “القدس العربي”: بعد نشاط استمر نحو 41 سنة توقف أول قطار كهربائي فائق السرعة عن العمل لتطوى معه صفحة بالنسبة للشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديد SNCF ولمحبي القطارات فائقة السرعة TGV هذا القطار، الذي يطلق عليه اسم « باتريك» قد رأى النور عام 1978 قادماً من مصنع ألستوم ( شركة فرنسية متعددة الجنسيات، وهي من أكبر مصنعي القطارات) في مدينة « بلفور» الواقعة في الشمال الشرقي لفرنسا. ويعد أول قطار كهربائي فائق السرعة وقد صمم أصلاً للرحلات على القسم الأول من خط الشركة الفرنسية الحديدية فائق السرعة بين مديني باريس وليون والذي تم إطلاقه في عام 1981.
وقد توقف القطار «باتريك» عن النشاط منذ نهاية العام المنصرم 2019 بعد تجديده وإعادة صبغه باللون الأزرق، لكنه عاد ليقوم بجولته الوداعية هذا الأسبوع تحت لونه البرتقالي الأصلي.
وعلى مدار نحو ثلاثة أسابيع سيقوم هذا القطار «التاريخي» عالي السرعة بجولة وداع في المراكز الفنية للشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديد، في الفترة من 5 إلى 25 فبراير/ شباط الجاري. وقد نظمت الشركة العمومية هذه العملية تحت عنوان “وداعا باتريك”.
ومن أجل هذه الجولة الوداعية أعيد للقطار المعروف باسمTGV01 لونه البرتقالي الأصلي، الذي كان خاصاً به عندما بدأ تشغيله عام 1981 كأول خط تجاري فائق السرعة للشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديد. في تلك الفترة كانت قطارات TGV تعمل بسرعة قصوى تبلغ 260 كم / ساعة. ومنذ ذلك الحين حطمت الشركة الفرنسية سجلها المطلق للسرعة على السكك في عام 2007 مع قطار TGV مزدوج يصل إلى 574 كم / ساعة.
وقد عرف أول قطار فائق السرعة تطوراً كبيراً خلال مسيرته الطويلة على خطوط الشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديدية. فقد تم تجديده وصبغه باللون الأزرق لكن المحرك الأصلي ظل نفسه حتى ديسمبر/ كانون الأول الماضي 2019. ومع قطعه أكثر من 13,5 مليون من الكيلومترات على مدار الساعة، يكون «باتريك» أول قطار TGV قد جاب حول الكرة الأرضية أكثر من 337,5 مرة.
تجدر الإشارة إلى أنه تم تطوير خدمة القطار فائق السرعة خلال عام 1970 من قبل شركة ألستوم والشركة الوطنية الفرنسية للسكك الحديد. وصمم أصلا كقطار توربيني ليكون مدعوما من قبل توربينات الغاز، قبل أن تتطور النماذج في القطارات الكهربائية مع أزمة النفط عام 1973. وبعد خدمة افتتاحية بين باريس وليون عام 1981 مع القطار عالي السرعة «باتريك» توسعت الخدمة إلى ربط العديد من المدن في مختلف أنحاء فرنسا وفي البلدان المجاورة على تركيبات عالية السرعة وخطوط تقليدية.