الغرب «الداعشي» يصدر الإرهابيين… وغرفة العمليات الأمريكية «تضلل» الطائرات العربية

■ التقرير الذي أعده مراسل محطة «العربية» في باريس عن مغادرة الجهاديين الفرنسيين إلى سوريا من مدينة نيس الوادعة الهادئة يثير عشرات الأسئلة الصعبة والمعقدة في نفوسنا.
مدينة نيس المعنية بالثقافة والفن والإسترخاء، فلا توجد مقدمات من أي نوع تقول بأن مدينة مثل نيس الفرنسية يمكنها أن تنتـــج لنا مئة مجاهد ومجاهدة من الشباب اليافعين الذين غــــادروا إلى مناطــق الصراع في سورية بغرض الجهاد بعد عبورهم من عند المختار التركي للمنطقة.
نعرف نحن أهل المنطقة بصورة تفصيلية أسباب التطرف والإرهاب في بلادنا من إسرائيل حتى ثنائية الإستبداد والفساد، إلى المخافر التي تمتهن فيها كرامة المواطن العربي… نيس تجلس منذ قرون بإسترخاء لا يجاورها إسرائيليون متعطشون للدم والدمار ولا يسترخي فيها مستبد، ولا يزعج أهــلها فاسد.. ما الذي أغرى هؤلاء الشبان بالذهاب إلى سوريا؟!
الإنسان الطبيعي يغادر منطقة الاعتدال بسبب الإضطهاد أو بسبب البحث عن «فانتازيا» بعد موجـــات مفرطــة من الدلال والراحة، لكن مسألة نيس ووجود آلاف الغربيين الداعشيين والمتطرفين – برأيي الشخصي – لا يمكن أن تنتج عن تلك الاسباب البائسة التي يحاول الغرب تسويقها.
المسألة منظمة بكل الاحوال وثمة جهات إستخبارية غربية منحت تسهيلات للفتيان الضجرين في أحضان مدن الغرب المدللة، وهي على الأرجح الجهات نفسها التي تبتكر الوحش ثم تخترع تحالفا لمهاجمته على أن الضحايا دائما هم أبناء المنطقة من العرب والمسلمين والمال عربي بالاحوال كلها.

إحداثيات مضللة

تحدث لي خبراء أردنيون عن ما تتجاهله تماما فضائيتا «عمان» و»دبي»، وهما تحتفلان بمشاركة طائرات البلدين في طلعات جوية تستهدف الإرهاب والتطرف – كما يقال لنا- طبعا في سورية والعراق.
يبدو لي أن غرفة العمليات الأمريكية، التي تقدم إحداثيات للطائرات العربية حتى تقصف، تخصصت فعلا بتقديم إحداثيات مزورة لمقرات خالية من جنود داعش أو لمقرات هوائية ومرافق لها علاقة بالبنية التحتية السورية.. أحد الأصدقاء إقترح بأن المرحلة الثانية من تدمير سورية بدأت في سياق لعبة أممية تنتحل دوما إسما مزورا هو «إعادة الإعمار»!
الطائرات العربية لم تخرج دفاعا عن الأمة، ولإستعادة فلسطين، وهي عمياء وهي تقصف الآن بسبب الإحداثيات الأمريكية الكاذبة التي دفعت مطلعين على الحيثيات للقول إن 80 داعشيا فقط لا غير قتلوا منذ اعلان التحالف وضعفهم من المدنيين!

«سردينيا» أيضا

لا يقتصر الأمر على نيس الفرنسية.. سؤال الزميل ميشيل الكك مراسل تلفزيون «فرانس 24» عن الظروف التي تؤدي لتوجه شباب أوروبيين إلى المنطقة العربية للإنضمام للإرهاب أثار زوبعة ركب موجتها بعض المشاركين في المنتدى الخليجي – المتوسطي.
سارع بعضنا، نحن العرب الذين نشارك في المؤتمر وبالوقاحة المعهودة فينا، بإتهام أوروبا بـ«تصدير الإرهابيين لنا» وكأننا نعاني فقط من عدد من الأوروبيين الذين يتمكن بعضنا من إحضارهم لمنطقتنا!
أحب استذكار وجهة نظر رئيسة وزراء أستراليا السابقة، التي أصرت على أننا ذهبنا لبلادهم وغادرنا بلاد الإسلام، وذهبنا لبلاد الكفر ثم عدنا لتدمير أنفسنا… هي متوالية هندسية لا بد أن أجهزة إستخبارات ما إستحضرتها لوضعنا جميعا في هذا المأزق.
الجميع «متهم ومذنب» في هذه المأساة، التي تلتهم طاقات الأمة، والخوف منا وعلينا يدفع مسؤولي الأمن في مطارات أوروبا لإيقاف أي عربي والتدقيق بملامحه، وهذا ما شعرت به شخصيا في المطارات الإيطالية… لا يلام القوم لأن بعضنا إستقر في ديار الغرب أو هاجر إليها ليفجر فيها، لكنهم يلامون بالتأكيد على حرماننا من الإستقرار والتعليم وحقوق الإنسان، بسبب الدلال المفرط، الذي يعزفون عليه لإسرائيل وحرصهم على مصالحهم النفطية فقط، مما تطلب منهم التحالف دوما مع المستبدين الفاسدين في النظام العربي على حساب الشعوب.

فضائيات الأواني

إستضافتني مجددا محطة «بانوراما» في حديث حيوي عن الأسرة العربية وتأثر الروابط الإجتماعية بالأحداث السياسية… بعدما أدليت بدلوي، كالعادة، وخطبت في الجماهير العربية، حصلت على «الهدية المعتادة» وهي عبارة عن «كوب شاي» من الطراز العملاق عليه شعار المحطة موضوع في مغلف أنيق جدا أراهن بأن ثمنه – أي المغلف- أكثر بكثير من ثمن الكوب نفسه.
لدي متحف من أكواب الشاي، التي جمعتها من الفضائيات ومكاتبها وأخطط للإحتفاظ بالمغلفات الأنيقة أيضا حتى أقول لأحفادي من بعدي بأني تركت فيكم تراثا غنيا هو عبارة عن سلسلة من أكواب الشاي المصنوعة في الصين خصيصا للفضائيات العربية، والتي لا تزيد تكلفة الواحد منها عن ربع دولار.
شخصيا ضمنت من الآن لنسلي من بعدي كميات كبيرة من الأكواب العملاقة كبيرة الحجم المزركشة بأسماء الفضائيات، التي تنبت كالفطر في بلادنا… مسؤولياتي التاريخية لا تشمل الشاي نفسه، فتلك مهمة أتركها لأحفادي أنفسهم، وبإمكانهم بعد رحيلي- بعد عمر طويل بالتأكيد- تحديد طبيعة الجهات الإعلامية التي خدمت وضللت جدهم الأكبر… بصراحة لا أعرف لماذا أكواب الشاي حصريا؟
لماذا لم تفكر فضائية ما في إهداء ضيوفها فنجانا مخصصا للقهوة التركية أو «طنجرة» يمكن إستعمالها في إعداد مرقة الدجاج أو «قلاية» من نوع لا يلصق أبدا… التنويع مطلوب يا جماعة، خصوصا في هذه الأيام الصعبة.

نانسي عجرم و«الطشت»

أتفق مع زميلة تحدثت عن الأداء الفني لنانسي عجرم في التقدم بملاحظات غير مفيدة أثناء تقييم المشاركين في مسابقات «آراب أيدول»… كمشاهد أحب المنوعات أفضل من الإستماع لنانسي وهي تغني حول «الطشت» المصري، أو مع الدجاجات الحائرات حول أحد أسطح بنايات القاهرة، ولا مبرر إطلاقا لمشاهدة نجمة النعومة الدلوعة وهي تدلي بملاحظات غير مفهومة، ولا معنى لها تعليقا على مشاركات النجوم الشباب، حيث لا يستفيد المشارك ولا المستمع.
بالنسبة لي أفضل الاحتفاظ بصورة نانسي مع «الطشت» والإعتماد على نقاد فنيين متخصصين بدلا منها مثل حسن الشافعي.

٭ مدير مكتب «القدس العربي» في عمان

بسام البدارين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول أبو عرب:

    أستاذ بصراحه عاليه عاليه عاليه معاك ، تستحق الحياه في كوكب آخر ( خذني معاك)

  2. يقول الحاج ناصرالدين الجزائري:

    داعش هي القاعدة هي المنطمات الأرهابية كل ذالك من صنع مخافر المخابرات الغربية ليبقى الغرب المسيحي الصهيوني يسيطر على المنطقة ويستنزف في ثرواتها ويخيف الأنظمة المسلطة على شعوبها من ألأرهاب بماذا يفسر دعم الغرب الذي يدعي الديمقراطية لكلب الدم في مصر الذي انقلب على رئيسه وسجنه وهاهو الشعب المصري الذي صفق للسيسي يذفع الثمن غاليا من واقعه الأجتماعي الذي يزداد سؤا يوم بعد يوم لكن اتدرون متى ينتهى الأرهاب وتهنئ البشرية منه يكون ذالك عندما ينفذ اليترول وتنفذ الثروات من الشرق الأوسط عندها ينته الأرهاب وتختفي كل المنظمات الأرهابية لأنه لاحاجت لها بعد ذالك

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية