“كورونا” يسبب تبادل تهم داخل إسرائيل وقلقاً من أزمة دبلوماسية مع دول شرق آسيا

حجم الخط
0

الناصرة- “القدس العربي”:
ضمن مساعيها لمنع وصول فيروس كورونا، أعلنت إسرائيل عن سلسلة تدابير وإجراءات جديدة منها منع استقبال قادمين من تايلاند، هونغ كونغ، سنغافورة وماكاو، أما الإسرائيليين العائدين من هذه الدول، فقد تم البدء بإلزامهم بدخول حجر صحي لمدة أسبوعين، مما سبب تبادل تهم داخلية وقلقا من أزمة دبلوماسية.

وعقب الإعلان عن هذه الإجراءات الوقائية، دعت تايلاند مواطنيها لعدم زيارة إسرائيل، مما أثار مخاوف أوساط إسرائيلية سياسية من تبعات ذلك على “التصدير الأمني” ووجهت اتهامات لوزير الصحة في حكومة الاحتلال بأنه يتصرف بارتجالية ويفعل ما يشاء دون استشارة أحد، وهذا ما تنفيه الوزارة وتقول إن القرارات مهنية وجاءت ثمرة مداولات طويلة.

وحسب الإجراءات الإسرائيلية الجديدة فإن من يعود من الدول المذكورة علاوة على الصين أيضا، عليه أن يخضع لحجر صحي لمدة 14 يوما وعدم دخول الحيز العام من مواصلات عامة ومستشفيات ومدارس وأماكن عمل ومراكز تجارية وغيرها.

وفي حال تم استشعار ارتفاع بدرجة الحرارة، أو ضيق تنفس أو سعال، فيُلزم العائد من دول شرق آسيا بالتوجه فورا للعيادة أو المستشفى بعد اتصال هاتفي مسبق وتغطية الفم والأنف بكمامة طبية والامتناع عن استخدام وسائط النقل العام.

ونقل موقع “واينت” الإخباري عن مصادر رفيعة في وزارات الخارجية، الاقتصاد، السياحة، الزراعة والأمن، غضبها من إجراءات وزارة الصحة المذكورة، وأنها توجه إصبع الاتهام لها بنشر تحذيرات وتوصيات خاصة بكورونا وسط تجاهل لـ”تبعات درامية” لها على مجالات ومستويات أخرى.

كما تتهم هذه الجهات هيئة الأمن القومي برئاسة مئير بن شبات بعدم إدارة الأزمة رغم توجيهات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بأن تركّز كل المعالجة الحكومية لمخاطر تفشي كورونا. كما تتهم هذه الجهات وزير الصحة يعقوب ليتسمان بأنه يتصرف على هواه ويتجاهل توصيات أوساط مهنية داخل الوزارات المختلفة تحذر من المساس الكبير بالعلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل ودول آسيا.

وقالت الإذاعة العبرية العامة في هذا السياق، إن وزارة الخارجية الإسرائيلية طلبت من وزارة الصحة بألا تكون إسرائيل الدولة الأولى التي تنشر توصيات وتحذيرات خاصة بالسفر من وإلى دول شرق آسيا لئلا تبادر هذه للانتقام لاحقا من إسرائيل، على شاكلة تحذيرات مضادة تدعو لعدم زيارتها خلال الأزمات الأمنية مستقبلا، والتسبب بالتالي في أزمة دبلوماسية معها.

وتعرب أوساط إسرائيلية عن قلقها أن تؤدي إجراءات وزارة الصحة في دولة الاحتلال لضرر فادح بتصدير السلاح والأمن لدول شرق آسيا التي احتج بعضها رسميا على هذه الإجراءات.

وكشفت القناة الإسرائيلية 13 أن الدول الآسيوية المذكورة لم تكتف بالاحتجاج، بل عبرت عن دهشتها الكبيرة من التحذيرات والتوصيات الإسرائيلية المذكورة ونقلت عن مسؤولين كبار فيها قولهم لنظرائهم الإسرائيليين إن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي فرضت حجرا صحيا صارما على كل العائدين من تايلاند وسنغافورة وهونغ كونغ، بمن فيهم الذين لم يحملوا أي عوارض للمرض.

يشار إلى أن سفارة تايلاند في تل أبيب، أعلنت توصية للتايلنديين بعدم زيارة إسرائيل بسبب إجراءات الحجر الصحي. وقالت القناة 13 إن سنغافورة بعثت مذكرة احتجاج رسمية لإسرائيل التي ترتبط معها بشبكة علاقات واسعة تشمل أبعادا ومجالات أمنية حساسة”.

ونقلت القناة عن مصدر مسؤول في خارجية الاحتلال لم يكشف هويته قوله إن هناك مخاسر دبلوماسية واقتصادية بدأت تتحقق على الأرض بسبب إجراءات وزارة الصحة، لافتا إلى تعرض مرفق الزراعة لضرر بالغ نتيجة توقف وصول عمال زراعيين من تايلند للبلاد.

يشار إلى أنه بسبب كل ذلك، بادر وزير الزراعة الإسرائيلي تساحي هنغبي لتمديد مدة إقامة العمال التايلنديين في المزارع المحلية في محاولة لتقليص الأضرار اللاحقة بالزراعة والمزارعين نتيجة النقص بآلاف العمال التايلنديين. كما يشار أيضا إلى أن عددا كبيرا من العمال التايلنديين يعملون في البلاد منذ سنوات طويلة ويزدهر سوق العمالة من تايلاند خاصة في الزراعة بسبب رواتبهم المنخفضة وجاهزيتهم للعمل ساعات طويلة في أعمال صعبة يستنكف الإسرائيليون عن القيام بها.

كما تسببت أزمة كورونا بمخاسر كبيرة لفرع السياحة خاصة لشركة الطيران الإسرائيلية “العال” علما أن شركة ” كاثي باسيفيك” من هونغ كونغ قد أعلنت أنها تدرس إمكانية إلغاء كل الرحلات الجوية لإسرائيل وذلك غداة إعلان “العال” عن خفض وتيرة وحجم رحلاتها الجوية إلى بانكوك.

ونفى ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية التهم الموجهة ضد هيئة الأمن القومي، وقال في بيان إن الصلاحيات طبقا للقانون بالحالة الراهنة بيد وزارة الصحة، مؤكدا أن كافة الإجراءات التي اتخذت تأتي بهدف الحفاظ على سلامة الإسرائيليين.

وتابع: “تواصل هيئة الأمن القومي بالتنسيق بين كل الوزارات، وتدير الأزمة كما يجب، وإسرائيل تسبق العالم في أبعاد كثيرة ضمن تدابيرها الوقائية، فيما تقوم دول كثيرة بمحاكاتها واتباع خطواتها التي تثبت نجاعتها حتى الآن. يفضل أن نقوم بما هو زائد بدلا من القيام بما هو ناقص، وإجراءات وزارة الصحة الصارمة هدفها تقليص احتمال وصول كورونا للبلاد ومنع انتشاره”.

يشار إلى أن وزير الداخلية في حكومة الاحتلال أرييه درعي، قد وقّع مرسوما يمنع دخول الأجانب القادمين من دول شرق آسيا المذكورة إضافة إلى الصين، لكنها لا يسري على من يصلون لمطار بن غوريون الدولي في تل أبيب كمحطة لدول أخرى. كما أعلنت شركة “مانو سفينوت” الإسرائيلية عن إلغاء رحلة بحرية على متن سفن عملاقة تحمل فنادق عائمة نتيجة انخفاض الطلب عليها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية