أزمة أغاني المهرجانات تصل البرلمان المصري

تامر هنداوي
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: وصلت أزمة منع أغاني ومطربي المهرجانات في مصر إلى مجلس النواب، مع تقديم النائب عبد الحميد كمال طلب إحاطة عاجلا أمس الثلاثاء، طالب فيه علي عبد العال، رئيس البرلمان، باستدعاء إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، بسبب «انتشار الفن الهابط وتأثيره على المجتمع».
وقال النائب «استنادا وإعمالالنص المادة 134 من الدستور والمادة 197 من اللائحة الداخلية، أوجه طلب إحاطة عاجلا إلى وزيرة الثقافة حول انتشار الأغاني وبعض الأعمال الفنية الهابطة بشكل يسيء إلى الذوق العام وأخلاقيات المجتمع».
وأضاف أن «هذا الأمر يؤثر سلبيًا على قوتنا الناعمة، بالإضافة للتأثير السلبي على الأجيال القادمة والشباب مستقبل هذا الوطن».
وكانت نقابة المهن الموسيقية أصدرت بيانا بمنع أغاني المهرجانات، وأعلن خالد عيسى، المستشار الإعلامي لنقابة المهن الموسيقية، وقف النقابة 23 فرقة ومغني مهرجانات، ومنع التعامل معهم، بناء على قرار النقيب الفنان هاني شاكر.
وأضاف: «القرار تأكيد لقوانين النقابة بمنع التعامل بدون عضوية النقابة، أو التصريح الممنوح وفقا للشروط المعمول بها».
وضمت القائمة حسن شاكوش، حمو بيكا، أوكا وأورتيغا، ومجدي شطا، والديزل، ومن الفرق المدفجية، الصواريخ، الدخلاوية، نجوم المهرجانات، وتمت الإشارة إلى عمر كمال، باعتباره موقوفا.
وطالب المهندس محمد فرج عامر، رئيس لجنة الصناعة في البرلمان المصري، الحكومة بـ «سرعة التدخل للوقف الفوري لجميع من يسيئون للفن المصري بأغان وأفلام ومسلسلات هابطة بها كلمات ومشاهد فيها خروج سافر وصارخ عن القيم والأخلاق والتقاليد المصرية العريقة».
وقال في تصريحات صحافية: «بعد واقعة حفل حسن شاكوش وعمر كمال في استاد القاهرة وغناء أغنية (بنت الجيران) بنسختها القديمة وما تحتويه من كلمات (أشرب خمور وحشيش)، أعكف على إعداد تشريع جديد، بإضافة مواد إلى قانون العقوبات لمنع واتخاذ جميع الإجراءات القانونية لمحاكمة كل من يسيئون للفن والتقاليد والأخلاق المصرية بهدف المواجهة التشريعية الحاسمة وتشديد العقوبات ضد أصحاب أغاني المهرجانات والأفلام الهابطة التي أصبحت تمثل خطرًا داهمًا على الشباب المصري الذي يحاول التقليد الأعمى لمن يسمون أنفسهم بالفنانين والمطربين، وهم بعيدون كل البعد عن الفن المصري الأصيل الذي كان واحدًا من أهم القوى الناعمة للدولة المصرية إقليميًا وعربيًا وعالميا».
وأطلق مركز الفاتح الثقافي الصوفي، مبادرة تحمل عنوان «محاربة الإسفاف بالرقي»، رفضًا لأغاني المهرجانات.

استدعاء لوزيرة الثقافة وبلاغ ضد شاكوش وكمال

وقال عصام محيى الدين، رئيس المركز إن «الهدف من المبادرة محاربة هذا الإسفاف الذي يحدث، خاصة أن ذلك كله من شأنه إفساد الذوق عند طبقة كبيرة من أبناء الشعب المصري، وكان لزامًا على جميع أفراد الشعب أن يتكاتفوا لمحاربة هذه الأفكار وهذه الثقافات الساقطة والمنحدرة التي سببت الكثير من المشكلات داخل المجتمع المصري».
وتابع أن «المبادرة تعتمد على شباب بعض الطرق الصوفية وأهل التصوف الذين يرفضون هذه الأفكار وهذا النوع من الموسيقى والفن، لأنهم أهل ذوق عال جدًا، فهم يسمعون الإنشاد ويهتمون بالسماع الصوفي، لذلك تجدهم أكثر الناس كرهًا لهذا النوع من الفن والموسيقى».
يأتي ذلك في وقت قدم فيه المحاميان حميدو جمل وعمرو عبد السلام، بلاغا ضد مطرب المهرجانات الشعبية حسن شاكوش، بسبب أغنية «بنت الجيران»، مؤكدين أن الأغنية تضمنت مخالفات عدة، من بينها «الفعل الفاضح المخل بالحياء»، والترويج للخمور، والإساءة لسمعة البلاد.
وحسب البلاغ «غناء وصياح شاكوش وعمر كمال في حفل ستاد القاهرة الدولي الذي أقيم الجمعة الماضية بمناسبة عيد الحب، أمام آلاف الحاضرين، بكلمات مسيئة تخالف القيم المجتمعية وتنافي الآداب العامة وتسيء لسمعة البلاد، حيث تظهر للمجتمع الدولي أن شباب مصر معتادون على شرب مخدر الحشيش، وقيامه بتحريض الشباب بشكل علني على ارتكاب جريمة تعاطي المخدرات».
وأوضح أن «شاكوش قام بغناء أغنية تحمل اسم (بنت الجيران) وفي أحد مقاطع الأغنية يقول (تسيبيني أكره حياتي وسنيني أتوه ومش ح الاقيني أشرب خمور وحشيش)، ويطلب من الجمهور الحاضر ترديد ذلك المقطع في مشهد مهين للشعب المصري (وتشويه لصورة شباب مصر)، فالفعل الذي أقدم عليه المشكو في حقه يعد إهانة لكل أفراد الشعب المصري، ويسيء لاسم مصر».
وأضاف أن «شاكوش ارتكب جرائم أخرى حيث قام بالإعلان والترويج لتعاطي المخدرات والخمور وأشار إليها داخل الأغنية المذكورة، وأساء إلى سمعة البلاد بإبرازه مظاهر غير لائقة توحي بأن مواطني مصر معتادون على تناول مخدر الحشيش وشرب الخمور، وما قام به هو فعل فاضح علني يعاقب عليه وفقا لنص المادة 278 من قانون العقوبات».
وتابع: «مع انتشار مقطع الفيديو للأغنية المذكورة وتداولها بين قطاع عريض من الشباب ومحاولة التقليد وتنفيذ ما جاء بالأغنية من اللجوء إلى شرب الخمور والحشيش، يعد ذلك من قبيل التحريض على ارتكاب الجرائم المعاقب عليه في القانون مما يضع المشكو في حقه تحت طائلة القانون».
وأضاف البلاغ : «الواقعة المرتكبة من المشكو في حقه قد شاهدها ملايين الشباب والفتيات المراهقين صغار السن، الذين قد يعتقدون أن هذا الفعل طبيعي ويجري إغواء الشباب لتقليده في اللجوء لشرب الخمور والحشيش، ما يعرض المجتمع صاحب القيم والعادات لمظاهر مسيئة يرفضها المجتمع والدين والأخلاق، ما قد يؤدي إلى انتشار جرائم المخدرات والجرائم الناتجة عنها، وهو ما يعرض المجتمع للخطر الداهم، وطلب المحاميان في نهاية البلاغ إصدار الأمر بإجراء تحقيق عاجل وفوري ضد حسن شاكوش».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية