صناع الموجة الغنائية الجديدة يواجهون حربا والمصريون أسرى الخوف من «كورونا»

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: تراجع الاهتمام بالشأن السياسي في زوايا وأعمدة الرأي في الصحف المصرية الصادرة أمس الخميس 20 فبراير/شباط لحد لافت، وخيمت على الصحف كافة حالة من الاحتراب ضد صناع ما بات يعرف بأغاني المهرجانات، وفي طليعتهم حمو بيكا وحسن شاكوش وعمر كمال ومجدي شطا، بسبب ما يروجونه من مفردات غنائية، لا تقل في خطورتها عن السموم البيضاء والمخدرات بكافة أنواعها، حيث بات صناع تلك الأغنيات يمثلون معولا في هدم سمعة الفن المصري وتلطيخ صورته.

البرلمان غير معني بهموم المواطنين والصحف تحبس الأنفاس عن الكلام في السياسة

وشارك في الهجوم على أبطال تلك الموجة معظم الكتاب الذين ربط بعضهم بين حالة الابتذال التي تخيم على المناخ الفني، وانسداد المشهد السياسي، ووجه عدد من الكتاب سهامهم نحو صناع الفن الجيد بسبب عدم مقاومتهم لصناع الموجة الجديدة من الفن الهابط، ورفعهم راية الاستسلام. فيما اختار نفر من الكتاب توجيه النقد اللاذع للجمهور، الذي احتضن صناع تلك الموجة الرديئة.
وتحلى عدد يسير من الكتاب بالشجاعة بتوجيه النقد للحكومة متمثلة في وزارة الثقافة، لعدم دعمها الفن الجاد وصناعه، أولئك الذين يفتقرون للدعم المادي كي ترى أعمالهم النور، وحصد الفنان هاني شاكر مزيدا من الثناء بسبب حربه ضد المطربين، الذين يقدمون أعمالا منافية للآداب العامة ويسوقون كلمات تجرح المشاعر، وتحض على الفجور.
فيما وجد فيروس «كورونا» متسعا في الصفحات الأول من جرائد الخميس، التي كشفت عن استعدادات مكثفة تقوم بها وزارة الصحة من أجل تعزيز وسائل الوقاية بين طلاب المدارس والجامعات، ومختلف الأماكن التي تشهد تجمعات من المواطنين، كما شاركت في حملات التوعية وسائل الإعلام المختلفة، وسادت حالة من الخوف بين العديد من المواطنين بسبب الأنباء المتلاحقة حول تواصل الفيروس حصد المزيد من الأرواح في الخارج، وتحديدا في الصين. واهتمت الصحف بنشاط الرئيس السيسي المكثف في مجال افتتاح مزيد من المشروعات المدنية والعسكرية، وأثنت الصحف على تحسن المؤشر الاقتصادي والجهود التي تبذلها الحكومة للسيطرة على أسعار السلع.

كورونا يتوحش

يستطيع المرء كما يشير عبد اللطيف المناوي في «المصري اليوم»، أن يلمح رعب كورونا في أي مكان في العالم الآن. لمن يسافر كثيرا سوف يرى بوضوح إلى أي مدى تأثرت حركة الطيران في مختلف دول العالم. وكيف انخفض عدد المسافرين في المطارات، مقارنة بالأوضاع الطبيعية التي يكون فيها العدد أكبر، ولا يرتدون الكمامات، كما هو الحال الآن. وأكدت منظمة الطيران المدني الدولي «إيكاو»، هذه المعلومات عندما أشارت في تقرير لها، صدر نهاية الأسبوع الماضي، ذكرت فيه أن شركات الطيران العالمية تكبدت خسائر بمليارات الدولارات، من جراء فيروس كورونا الجديد. وأن هذه الشركات سجلت تراجعا ما بين 4 و5 مليارات دولار. وأن حوالي 70 شركة طيران ألغت جميع الرحلات الدولية المتّجهة من وإلى الصين، و50 شركة طيران أخرى قلّصت عملياتها الجوية. وفي المدن الكبيرة التي كانت قبلة أساسية للسياحة مثل، لندن أو باريس أو دبي، بدا واضحا عليها حالة الانكماش في عدد الزوار. ليس فقط بسبب غياب الصينيين، بل بسبب تباطؤ حركة السفر والسياحة بسبب كورونا. هذا الأمر أثّر أيضا على سوق تجارة السلع، خاصة الترفيهية والسلع ذات الماركات العالمية المشهورة. وغياب الصينيين هنا هو سبب مباشر، حيث تشير الإحصائيات إلى أن 35٪ من مستهلكي هذه الماركات العالمية الباهظة الثمن هم من الصينيين. ويظل الحديث على مختلف المستويات مع مختلف جنسيات البشر عن كورونا هو الأكثر حضورا، حتى لو كان الفيروس لا يهدد بلدانهم بشكل مباشر. الصور والفيديوهات المنتشرة عبر وسائل الإعلام التقليدية والسوشيال ميديا، خلقت حالة من المعرفة والهلع في الوقت ذاته، حتى لو كان الموضوع لا يقع في دائرة التأثير المباشر للشخص».

من صنع أيديهم

تساؤل يفرضه ظهور فيروس كورونا ، ويطرح تبعاته حسن فتحي في «الأهرام»: «بعدما أشارت أصابع الاتهام بالدرجة الأولى إلى أن الفيروس، ظهر في سوق لبيع الحيوانات البرية، التي يشتريها الصينيون فيأكلونها نيئة أو مطهية، ما جعلها مرتعا لإنتاج سلالات جديدة من الفيروسات القاتلة، التي تهددالعالم بأسره. فالثعابين والكلاب والقطط والخفافيش والفئران والحشرات، أطباق مفضلة لديهم، بل الأخطر من ذلك أن بعض الصينيين يتلذذون بتناول شوربة «لحوم الأجنة البشرية المُجهضة»، المفزع في الأمر أن هذه الأطباق جزء من الثقافة الشعبية لدى المواطنين، ويؤمنون بأن تناولها يجلب الحظ، ويمنح الكفاءة الجنسية للرجال والجمال للنساء. إن ما يحدث في الصين من علاقة الغذاء بتفشي كورونا، ينبغي أن يكون مؤشر إنذار؛ لأن يحتاط كل شعب بما اعتاد أن يأكل من طعام صحي متوارث عبر القرون، بدل أن ينحي طعامه التقليدي جانبا، ويطارد «صرعات الغذاء الوافد»، حتى إن كان تحت مزاعم صحية، خاصة إن كانت تأتيه من باب «الوجبات السريعة». ومن الغريب أن الطعام الصيني، مثل آلاف المنتجات التي جعلت حياتنا لونها صيني، يلقي حاليا رواجا في كثير من الدول، ونحن لسنا استثناء، رغم الكوارث التي نراها ونسمعها عن المأكولات الصينية؛ ومنها الملح والبيض والأرز الصيني المصنوع من البلاستيك! أتذكر هنا تحذيرا قاله لي يوما خبير استزراع سمكي عن سمكة الباسا، التي تتصدر سوق سمك الفيليه في مصر، مستغربا ومستهجنا استيرادها من جنوب شرق آسيا، إذ تتم تربيتها في مياه المجاري؛ فهي في الأصل حمراء، ويتم تبييضها بأحد مشتقات الكلور، والأهم من ذلك أنها في الأصل غير صحية أو آمنة، بل منعدمة القيمة الغذائية».

كله تمام

يضع محمود البرغوثي في «الوطن» يده على جرح غائر: «كلي ثقة أن المسؤولين عن عرض حالة البلاد والعباد على رئيس الدولة، لا يزالون يعملون وفق قاعدة «كله تمام يا افندم»، وتلك هي الأدلة: لم نرَ أو نسمع حديثا أو طلب إحاطة أو استجوابا أو مناقشة تحت قبة البرلمان، حول التدمير الحادث لصناعة الدواجن في مصر، وأثره على كساد تصنيع الأعلاف، والأدوية البيطرية، ووقف حال المربين، وعمالة لا تقل عن 4 ملايين عامل بأسرهم، وما يتعلق بها أيضا من تجارة نشارة الخشب، ثم زراعة الذرة، وكل ذلك بسبب استمرار فتح باب استيراد الدواجن المجمّدة ومجزءاتها، رغم وجود لجنة رسمية مشكلة بقرار من رئيس مجلس الوزراء، بناء على قرار جمهوري، مهمتها النظر في طلبيات الاستيراد، ومدى حاجة الدولة إليها. لم يتطرّق عضو في لجنة الزراعة والري والأمن الغذائي إلى ملف التزايد المطرد في تكاليف مدخلات إنتاج الأغذية، سواء من مصدر نباتي أو حيواني، وذلك لاستمرار تزايد الأعباء المالية على استيراد مدخلات صناعة الأعلاف المعفاة من الجمارك قانونا، وتزايد خطوات ومدد الإعفاء في الجمارك، لتحميلها مصاريف أرضيات يُضاف إلى النقطة السابقة، الإصرار على توقيع ضريبة عقارية على حظائر الماشية، وعنابر الدواجن، وارتفاع أسعار الخدمات المقدمة لمشروعات الإنتاج الزراعي والداجني، مثل: السولار، والكهرباء، وتجاهل كون هذه المشاريع، وحدات إنتاجية ذات بعد يتعلق بالأمن الغذائي القومي، رغم تخفيض أسعار الغاز لمصانع الحديد والصلب. يتابع الكاتب: لم يلتفت أحد أعضاء اللجنة أو غيرها من اللجان، إلى أن وزارة التموين تتجاهل شراء المحاصيل الاستراتيجية من الفلاحين بالأسعار التي تضمن الربحية، وفقا للمادة 39 من الدستور، ليظل الأرز المصري مكدّسا في المخازن، في ظل شراء الهندي لتوزيعه على بطاقات التموين، بأعلى جنيهين عن سعر المحلي الأجود».

البرلمان غائب

«الطبيعي كما يعترف زياد بهاء الدين في «المصري اليوم»، أن يكون البرلمان هو الساحة التي يُحسم فيها التنافس بين المصالح المختلفة في المجتمع، فيدافع نواب الدوائر الريفية عن مصالح المزارعين الصغار، ويسعى نواب المناطق الصناعية لزيادة المزايا الصناعية، ويهتم نواب المناطق القديمة بالأنشطة التجارية الصغيرة، وهكذا. ولكن الحقيقة أن برلماننا الحالي – ما عدا قلة محدودة من نوابه- ليس معنيا بمصالح وهموم الناس، ولا يمثلهم أو يعبر عنهم. وفي غياب إعلام مستقل، فإن الصحف ومحطات التلفزيون الحكومية، لا تنقل إلا وجهات نظر الدولة ورجال الأعمال القريبين منها. أما النقابات المهنية والجمعيات التعاونية فليس لها صوت مسموع إلا في مناسبات قليلة. وهذا وضع ليس مرتبطا بالاستثمار فقط، بل بكل قرار اقتصادي، أو اجتماعي لا يجري اتخاذه من خلال آليات ديمقراطية لإدارة التنافس وتنازع المصالح في المجتمع. قد تكون الاتحادات والجمعيات الصناعية والتجارية قادرة أكثر من غيرها على التعبير عن رؤى وطلبات ومشاكل صغار المستثمرين، بما في ذلك اتحاد الصناعات، واتحاد الغرف التجارية، والغرف المتخصصة، وجمعيات المستثمرين في المحافظات، وغيرها… ولكن لكي تقوم بهذا الدور، فلابد أولا أن تكون قياداتها معبرة عن مصالح وطلبات الأعضاء، وليس عن مطالبها الشخصية، وأن تكون الدولة مستعدة للإنصات إليها جميعا بدون انحياز. توسيع دائرة المستفيدين من سياسات الحكومة في تحفيز الاستثمار، ليس فقط القرار الاقتصادي السليم، بل السياسي كذلك لمن تهمه السياسة».

الوزير الناجح

اثنت صحف أمس الخميس على وزير الداخلية وسياسته الأمنية ومن بين من أشادوا باللواء محمود توفيق، محمد عبد الفتاح في «الوفد»: «الحالة الأمنية في البلاد بحمد الله، استقرت بدرجة كبيرة، اختفت تماما العمليات الإرهابية داخل المحافظات، وبنسبة تصل إلى 95٪ داخل شمال سيناء، وهذا الفضل بالطبع يعود، بعد الله سبحانه وتعالى، إلى اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، وقيادات ورجال الأجهزة الأمنية، وأبلغ دليل على هذه الحالة اهتمام الوزير بميكنة الخدمات المقدمة من الوزارة إلى المواطنين، سواء عبر الإنترنت أو الأجهزة الثابتة أو فتح منافذ عصرية لتقديم الخدمات، أضف إلى ذلك اهتمام الوزير بتوفير السلع بأسعار مناسبة للبسطاء والفقراء من أبناء هذا الوطن. الذي يعود بالذاكرة إلى الأسابيع أو الشهور الأولى من تولي اللواء محمود توفيق وزارة الداخلية، وإلى الشهور السابقة لتوليه، يتذكر جيدا كيف كانت الحالة الأمنية، وحجم العمليات الإرهابية التي كانت تقع على امتداد الجمهورية، والتي راح ضحيتها العشرات من رجال الشرطة الشرفاء بالشهادة أو الإصابة. اليوم وبفضل الجهد الذي بذله الوزير، والخطط التي شارك قيادات الأجهزة في وضعها، وأشرف على تنفيذها، نجح رجال الداخلية البواسل في الحد من العمليات الإرهابية، بل يمكنك القول بأن الداخلية قضت تماما على العمليات الإرهابية داخل المحافظات. هذا النجاح أو الاستقرار الذي نعيشه، استلزم من الوزير الدفع بقيادات تمتلك المهارة والقدرة على التخطيط والمتابعة والتنفيذ، واستلزم كذلك توفير المعدات والتكنولوجيا التي تساعد رجال الشرطة في تنفيذ مخططاتهم، وتستلزم أخيرا توفير المناخ والبيئة المناسبة للعمل».

الجمهور بريء

تسأل كريمة كمال في «المصري اليوم»: «هل يمكن أن يتحول برنامج تلفزيوني إلى وصلة شتائم؟ هناك أكثر من حلقة من حلقات البرامج التلفزيونية المصرية، نجد فيها أن مقدم البرنامج يتورط في سب مقدمي البرامج في القنوات التلفزيونية التركية المحسوبة على الإخوان، وهنا نجد شتائم مثل حمار وحيوان وغيرهما من الشتائم التي توجه إلى أحد مقدمي البرامج التركية أو إلى «جو شو» مقدم البرنامج الساخر على قناة «العربي»؛ ما يدفعه إلى الرد بالسخرية من هذه الشتائم التي طالته ليس من برنامج واحد، بل من أكثر من مقدم برنامج. والسؤال: هل هذا هو دور الإعلام؟ هل دور الإعلام أن ينحدر إلى سب هؤلاء بصرف النظر عن الخصومة أو الصراع في ما بينهم؟ وما دخل الجمهور في هذا الصراع؟ وهل يصبح الجمهور طرفا في تبادل الشتائم؟ الجمهور يشاهد البرنامج ليتلقى رسالة أو يطلع على معلومة، لا أن يتحول لمتلق لوصلة سب وقذف بصرف النظر عن هذا الصراع المعلن ما بين الطرفين، الذي يدفع إلى السب والقذف؛ فالجمهور ليس شريكا في هذه الخصومة».

العطش يهددنا

ما بين بيان الخارجية المصرية، الذي بشّر بتوقيع اتفاق السد في نهاية فبراير/شباط الحالي وبيان الخارجية الأمريكية، الذي يتحدث عن الحاجة إلى شهور لحل الخلافات، يصبح الشعور بالهلع أمرا مقبولا، والكلام لأشرف البربري في «الشروق»، التشكيك في جدوى مسار المفاوضات الحالي وآلياتها حقا مشروعا. ولعل نظرة سريعة على التسلسل الزمني للمفاوضات بين مصر وإثيوبيا بشأن سد النهضة، منذ لقاء رئيس وزراء مصر الأسبق عصام شرف ونظيره الإثيوبي ميليس زيناوي في سبتمبر/أيلول 2011، وحتى الجولة الأخيرة من المحادثات في واشنطن يومي 12 و13 فبراير الحالي، تؤكد أنه تم استدراج مصر إلى مسار تفاوضي يعطي إثيوبيا الوقت الذي تحتاج إليه لفرض واقع جديد على الأرض، يستحيل تغييره، لينخفض سقف التفاوض إلى أدنى مستوى ممكن بالنسبة لمصر. فعندما اجتمع شرف وزيناوي اتفقا على تشكيل لجنة دولية تضم 10 خبراء، مصريين وإثيوبيين وسودانيين و4 خبراء دوليين محايدين، لفحص ومراجعة الدراسات الإثيوبية الهندسية ومدى مراعاتها للمواصفات العالمية، وتأثير السد على دولتي المصب السودان ومصر، أي إننا كنا نتفاوض في ذلك الوقت على تصميم السد وعوامل الأمان فيه وسعته التخزينية وآثاره البيئية والاجتماعية، ليصل بنا الأمر الآن إلى محاولة الوصول إلى اتفاق بشأن آليات ملء وتشغيل السد، لأننا وببساطة بينما كنا غارقين في مستنقع المفاوضات والتفاصيل النظرية، كانت أعمال بناء السد تجري بتواصل، حتى أصبح ما يفصلنا عن بدء تشغيل المرحلة الأولى منه لا يزيد عن شهور، حسب تصريحات المسؤولين في إثيوبيا. ويطالب الكاتب بإعادة النظر في أداء المسؤولين عن إدارة ملف سد النهضة على مدى السنوات الست الماضية التي لم يحقق فيها الجانب المصري سوى الخسائر، فبدون تقييم الذات والاعتراف بأوجه القصور في الأداء، سنظل نتحرك في الدائرة المغلقة نفسها».

الملك شاكوش

من الذي يحدد القيم العليا للمجتمع؟ هل هو المطرب هاني شاكر، أم مطربو المهرجانات، مثل حسن شاكوش وحمو بيكا وعمر كمال ومجدي شطة وغيرهم، أم الحكومة، أم الدولة، أم كل هؤلاء مجتمعين، أم من؟ يرى عماد الدين حسين في «الشروق»، أن شاكوش غنى في احتفال استاد القاهرة بعيد الحب مع عدد كبير من مطربي الصف الأول، وأذيع الحفل على الهواء، وجاء في أغنية «بنت الجيران» مقطع «أشرب حشيش وخمور»، وبعدها انتفض كثيرون ضد شاكوش ومطربي أغاني المهرجانات. هاني شاكر قال في المؤتمر الصحافي «إن شروط عضوية أو تصاريح النقابة بالغناء، ليست قوامها صلاحية الصوت فقط، ولكن الالتزام بالقيم العليا للمجتمع، وأن هذه الأغاني نوع من إيقاعات الزار، وفيها كلمات موحية ترسخ لعادات وإيحاءات غير أخلاقية، مبدئيا فإن موقفي العام من مطربي المهرجانات لا يختلف كثيرا عن موقف الفنان هاني شاكر، وغالبية من يعتبرون أنفسهم «نخبة»، وأتأذى شخصيا من غالبية أغاني المهرجانات، وأعتبرها عدوانا بكل المقاييس على الذوق والصحة العامة، ولا أوافق على الكلمات البذيئة والخارجة فيها، وألوم كل الجهات والهيئات المختصة التي مررت هذه الكلمات، رغم ذلك يختلف الكاتب مع هاني شاكر في اعتقاده أنه يحتكر بمفرده، أو حتى نقابته تحديد القيم العليا للمجتمع، في حين أن قطاعا كبيرا من هذا المجتمع هو من سمح لشاكوش وغيره بالبروز والتعملق، وبالتالي فالأدق أن لدينا أكثر من مجتمع! الواقع المر يقول إن عدد من استمع إلى كلمات أغنية «بنت الجيران» يزيد عن 70 مليون مرة منذ انطلاقها ويقول البعض أن العدد ارتفع إلى 100 مليون مرة، وهو ما جعلها تحتل المركز الثاني كأكثر الأغنيات استماعا».

عار باسم الفن

نبقى مع الفن الهابط الذي يدينه محمود دياب في «الأهرام»: «الحقيقة أن المشكلة ليست فقط في هؤلاء المؤدين النشاز ما دام هناك من يحبون سماع ما يلفظونه ومعجبون بتلويث آذانهم واتساخها بهذه الموبقات، وأيضا ليست بالقوانين وحدها أيضا فقط سيتم منع حناجر هؤلاء المخربين من إفساد أذواق الناس، وهذه القوانين لن تجعل معجبيهم يسدون آذانهم عن الاستماع إلى هذا الهراء. ولكن المشكلة يا سادة أكبر من ذلك أنها مشكلة جيل لم يجد من ينمي لديه قيم الفن الرفيعة والسامية، ويقع ذلك بالدرجة الأولى على صناع الفن والفنانين، الذين اهتموا بالربح، ولم يهتموا بما يقدمونه من محتوى في إنتاجهم، الذي يأتي معظمه لإثارة الغرائز والتركيز على أفلام البلطجة والمخدرات وغيرها؛ مما يضر المجتمع ولا يفيده. ولذا لا بد أن تتكاتف جميع مؤسسات الدولة المعنية ذات الصلة بهذا الأمر وتضع منهاجا للقيم والأخلاق، وتكون البداية مع وزارة التربية والتعليم؛ بحيث يتم تدريس مناهج تنمي الذوق العام لدى الطلاب؛ خاصة النشء، وتحث فيهم الارتقاء بأذواقهم نحو الفن الهادف والفنون الجميلة، التي ترقى بالسلوك والأخلاق نحو الأفضل، وأن تقوم مؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام المختلفة بتخصيص برامج يومية هدفها إعلاء قيم الفن السامية في كافة المجالات، أما أساليب المنع والحجب لهؤلاء الملوثين للأذواق وضرب القيم الأخلاقية فلن يزيدهم إلا شهرة وكثرة مستمعيهم؛ كما حدث في مواقف كثيرة مشابهة؛ لأن الممنوع مرغوب حتى لو من باب الاطلاع والمعرفة».

عبدة شيطان

من بين الذين هاجموا الحالة الغنائية الراهنة كرم جبر في «الأخبار»: «كنت أتصور شاكوش وبيكا وأورتيجا وشواحه وشطة والديزل، مطربين شعبيين، على غرار عدوية وشعبان عبد الرحيم وغيرهما، ولكن فوجئت بوابل من القاذورات والألفاظ الجنسية الشاذة، والكلمات الغريبة التي يغنيها هؤلاء، تحت اسم المهرجانات. أرسل لي الفنان هاني شاكر رسالة تلقاها من أحد الشعراء، فيها نماذج لأغنيات تبيح زنا المحارم، وتبادل الزوجات والعلاقات الشاذة، وغيرها من العبارات التي تستحق المثول فورا أمام النيابة العامة، وأن يساقوا إلى المحاكم بتهمة إشاعة الفجر والفسوق. ويؤكد جبر أن ما يقدم ليس فنا ولا تراثا، وإنما بشر أعمى بعضهم البرشام والمخدرات، وأسوأ أنواع الخمور، ويتفاخرون ويتباهون بأشكالهم المستنسخة من الشياطين، في طقوس أشد قبحا من «عبدة الشيطان»، فهم بحق عبدة شيطان بأسلوب جديد.كنت أتصور أنهم يعبرون عن الطبقات الشعبية والحرفيين وأهالينا الطيبين في المناطق الشعبية، وينشرون في أفراحهم طاقات إيجابية، ويقدمون أغنيات فيها رائحة الشباب الباحث عن التجديد والتغيير وأنماط جديدة من الحياة. لم أجد في المهرجانات سوى ملوثات، ومساطيل يترنحون من فرط الغيبوبة، وموسيقى قبيحة تغير الأصوات وتختصم من الموسيقى الجمال والنعومة والبهجة، وموسيقاهم فيها الصراخ والندب والعشوائية. كنت أتحدث مع الفنان هاني شاكر – قبل أن يفاجئني بالكلمات المسيئة – عن ضرورة إجراء حوارات مع هؤلاء، فقد تكون فيها لمسات إبداعية شعبية، ونحن نقسو عليهم ونريد إدخالهم قفص الشجن والأغاني التي على مقاسنا. وتحدثت معه عن ضرورة الاستفادة من العناصر الطيبة وضرب مثلا بعدوية عندما غني «السح الدح امبو»، وهاجت ضده الدنيا، ثم هدأت وأصبح كبار المطربين يغنونها وأصبحت جزءا من التراث الشعبي».

خطيئة السادات

اهتم محمود خليل في «الوطن» بكوارث حلت بالبلاد بسبب سياسة الرئيس السادات: «حلت شعارات جديدة مضحكة محل الشعارات الكبرى التي سادت خلال الخمسينيات والستينيات، أصبحت الشعارات المترددة في الشارع «كله يدلع نفسه» و«أبّجني تجدني» و«خد الفلوس واجري» و«الكل بيعبد الأرنب» (يعني الجنيه) و«العدد في اللمون»، و«الساعة بخمسة جنيه والحسابة بتحسب»، و«صاحبي قرشي وعمي دراعي»، و«كله عند العرب صابون». بعض الشعارات الجديدة تبلورت في أغانٍ مثل: «الهرم اتخرم» «وكامننا» و«أنا واد خلاصة لاصة.. ومية مية»، وبعضها تبلور في أفلام مثل «رجب فوق صفيح ساخن» «وعنتر شايل سيفه»، والأعمال الأخرى التي قدمها الفنان عادل إمام، وغيره إرضاء للشباك الذي تعود على التفاهة حتى أدمنها، ورغم ذلك ظلت القيمة باقية في صوت محمد منير وعلي الحجار ومدحت صالح، وأيضا في بعض الأعمال السينمائية والدرامية التي قدمها عادل إمام وغيره. ومن اللافت أن المرحوم شعبان عبدالرحيم قلب بر المحروسة عندما غني «أنا بكره إسرائيل»، فقد كانت أشبه بطرقة على الرأس، نبهت الناس فجأة إلى التحولات التي تنسحب إليهم عبر ثقافة السلام التي أصبحت مؤسسة على مفهومي «المنتج الفكري الاستهلاكي» و«المنتج الفني التافه». لكن ذلك لم يمنع من ظهور بعض الأفلام التي حاولت مقاومة هذا الزحف، مثل فيلم «زمن حاتم زهران»، ثم فيلم «فتاة من إسرائيل»، ثم فيلم «السفارة في العمارة» وحاولت هذه الأفلام التصدي للجوانب السلبية لثقافة السلام. ويؤكد الكاتب أن الأعمال الفنية لم تكن مجرد بنات أفكار المبدعين، بل عكست نوعا من التململ في الواقع، عبّر عن نفسه بصور مختلفة. وقد ظهر في واقعة سليمان خاطر (يناير/كانون الثاني 1986)، ثم في واقعة أخرى شهدها شهر فبراير/شباط من العام نفسه، وهي واقعة تمرد الأمن المركزي. وقد يكون من المفيد أن نشير إلى أن شحنة الغضب الكبرى التي حملها هذا الحدث تم تفريغها في شارع الهرم، بما حمله من رمزية على أصحاب المال الفاسد.

سر الاعتراف

نتحول نحو شأن كنسي بصحبة حنان فكري في «المشهد»: «فوجئ الجميع بصدور حكم قضائي اعتبر القرارات التي تصدرها الكنيسة بحرمان بعض الأقباط من ممارسة الأسرار الكنسية، هي قرارات تجتمع فيها أركان القرار الإداري، ومن ثم تختص محاكم مجلس الدولة بنظر الطعن عليه، وتؤكد الكاتبة، أن المسيحيين يمارسون سر الاعتراف، ومن الجائز جدا أن يوقع الكاهن الذي يتلقى الاعتراف عقوبة روحية على الشخص، من أجل إصلاحه، ورده إلى طريق الإيمان السليم، ولم نسمع نهائيا أن أحدا أقام دعوى قضائية ليتناول جسد المسيح ودمه، فهي نعمة مجانية لا تمنحها أحكام قضائية، ولا تقرها مواد قانونية. كما أن قرارات الحرمان تتم عن طريق السلطة الكهنوتية، وتكون مصحوبة بتحديد فترة الحرمان، فلا توجد عقوبة أبدية، لذلك كان من المستغرب أصلا قبول هذه الدعوى لإسقاط قرار روحي بالحرمان من تناول الأسرار المقدسة، لكن ما تم تداوله على لسان المستشار منصف نجيب سليمان محامي الكنيسة، وتداولته الصحف، خلال الأسبوع الماضي كان عكس ذلك، فالقضاء الإداري اعتبر أن بطريركية الأقباط الأرثوذكس شخصا من أشخاص القانون العام، وكذلك ما يتفرع عنها من هيئات إدارية، وتقوم على رعاية المرافق الدينية التابعة لها، مستعينة في ذلك بقسط من اختصاصات السلطات العامة، وليس هناك ما يحول من حيث الأصل دون اعتبار قراراتها قرارات إدارية، إذا ما استقامت لها مقومات وأركان القرار الإداري! وهو امر لافت جدا للانتباه، ويجافي المادة الثالثة من الدستور المصري والتي تقر بأحقية أصحاب العقائد الأخرى من غير المسلمين، في إدارة أمورهم الروحية، لذا طعنت الكنيسة الأرثوذكسية على الحكم، لكن المحكمة أيدت الحكم الصادر من محكمة القضاء الإداري بوقف تنفيذ وإلغاء قرار بطريركية الأقباط الأرثوذكس بحرمان إحدي السيدات من ممارسة الأسرار الكنسية».

أخرتها خلع

نتوجه نحو «اليوم السابع» حيث اهتم محمود عبد الراضي بالحديث عن الخلافات الأسرية :»اللي أوله شات آخره خلع، جملة تلخص قصصا عديدة لسيدات وقفن في محاكم الأسرة يطلبن الخلع من الزوج، لاستحالة العشرة بينهما، رغم أنهما مازالا في سنة أولى زواج. الحياة على أرض الواقع مختلفة تماما عن الحياة في العالم الافتراضي، سواء «السرايا الزرقاء» أو ما يطلقون عليها «الفيسبوك»، أو «السرايا الخضراء» التي يطلقون عليها «الواتس آب». «طلب صداقة» من شخص مجهول، وفضول فتاة في قبوله، من هنا تبدأ الحكاية، ثم عدة ساعات من الدردشة عبر «الشات»، مرورا بكلام معسول، وأحلام وردية عن الحب وعش الزوجية، وصولا للزواج. بين أربعة جدران تبدأ الحياة الزوجية بين الطرفين، يكتشفا أنها مختلفة تماما عن العالم الافتراضي، فهنا المسؤولية موجودة، والمشاكل أحيانا حاضرة، وثقافة العند تتصدر المشهد عند البعض، ويغيب الاحتواء والتفاهم أحيانا، وربما يتحول عش الزوجية لحلبة صراع، يهدد زواج «الشات» لينتهي الأمر برمته بين أروقة محاكم الأسرة. عدد من دعاوى الخلع، بطلها «زواج الشات»، تنتهي بالطلاق، بعدما يكتشف الطرفان أن الحياة في العالم الافتراضية مختلفة عن أرض الواقع، وعدم قدرتهما على حل المشاكل، فتتفاقم الأمور وصولا لطلب الخلع. الميثاق الغليظ أسمى وأكبر من أن يتم عبر «الشات»، وأقوى من التعامل معه بـ«لايك» و«شير»، وإنما يحتاج لاختيار دقيق، والاستفادة من تجارب حياتية لمن سبق له الزواج، والاستعداد له والقدرة على فهم الآخر والعبور بمشاكلنا الحياتية لبر الأمان، وألا ننسى دوما الفضل بيننا».

المنبوذة

وجهت الفنانة منى فاروق، رسالة خاصة لجمهورها بعد الفيديو الذي نشرته حول قرارها الانتحار، بسبب كونها أصبحت منبوذة من قبل المجتمع بعد خروجها من السجن. في رسالة جديدة كما تشير «الدستور»، قالت منى عبر صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «بشكركوا جدا على اهتمامكو وكلامكو وأنا وضحت إني غلطت ودفعت تمن غلطتي لكن أنا فعلا في صراع إني أكمل حياتي صح وربنا وحده اللي يعلم بيا.. شكرا ليكوا وادعولي محتاجة دعواتكم». كانت الفنانة منى فاروق قد عادت للظهور مرة أخرى، لكنها هذه المرة تهدد بالانتحار، حيث بثت فيديو لايف تكشف من خلاله أنها تفكر في الانتحار، بعدما كشفت عن المعاناة التي تعيشها بعد واقعتها الأخيرة مع المخرج خالد يوسف. في رسالتها الأولى، قالت منى فاروق إنها تعيش منبوذة من الناس والمجتمع، لا تجد فرص عمل في أي مجال، وليس التمثيل فقط، قائلة: «الجميع يبتعد عني». قالت منى فاروق: أتواجد حاليا في الإمارات، لا أستطيع العودة لمصر لأنني أخاف حتى من السير في الشوارع بسبب المضايقات، «غلطت وبعتذر جدا لو كنت ضايقتكم.. بس غلطت في حق نفسي.. مأذتش حد ومقطعتش رزق حد ولا ظلمت حد زي ناس كتير ما بتعمل.. وده غلط أكبر من الغلط اللي أنا عملته.. أنا بس الفرق بيني وبين ناس كتير أن ربنا سترهم وفضحني أنا.. وأنا راضية بحكمه وعدله الحمد لله.. بس أنا بحاول أعيش ومش عارفة». وأضافت خلال الفيديو: «غلطت لكن ليه محدش قابلني، أنا منهارة ومهما حاولت أعمل قوية أنا مش قوية، هو مفيش حد بيغلط فيكم؟». حرص عدد من النجوم على مساندتها ومنهم الفنان شريف منير، والذي أكد أنها موهبة وأنه يتشرف بالعمل معها».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية