إعادة البناء إعادة الإرهاب

حجم الخط
0

إعمار غزة مصلحة اسرائيلية، فالمنطق يرى أنه اذا كان جاري في خير فأنا في خير، لكن ماذا نفعل اذا كان جاري الفلسطيني قد اختار في 2006 أن يمنح حركة حماس الاكثرية في المجلس التشريعي في انتخابات ديمقراطية. وبعد سنة ونصف في حزيران 2007 استولت حماس تدعمها ريح انتخابية قوية على قطاع غزة بالقوة واصبح ما عدا ذلك تاريخا وواقعا للأسف ايضا.
مشكلتنا أنه بعد 51 يوم قتال شديد ما زال جارنا الفلسطيني لا يدرك أن الطريق الى إعمار غزة لا تمر بالبنك (4 مليارات دولار)، بل باخراج حماس من الصورة، وهذا غير سهل في الحقيقة (ومن يعلم ذلك مثلنا)، لكننا كنا نتوقع من السلطة الفلسطينية أن تظهر علامات نفور من الحركة العاصية بدل احتضانها حركة اسماعيل هنية، كما عبرت عن ذلك خطبة زعيم السلطة أبو مازن في الجمعية العمومية. ونقول بالمناسبة إنها خطبة لاءمت نفسها مع الريح العامة التي تهب على غزة (أأفق سياسي)؟
جند العالم نفسه أمس في القاهرة من اجل غزة. وانعقد مؤتمر الدول المانحة لجمع اموال للشعب في غزة، ولا مشكلة لاسرائيل في ذلك. ونقول لمن نسي للحقيقة أن اسرائيل اصبحت في مؤتمر باريس في 1994 مجندة اموال للفلسطينيين إثر اتفاقات اوسلو، ونقول لمن نسي أنها كانت الايام التي أدى فيها عرفات دور «ملالا» الفتاة الباكستانية (هل تتذكرون جائزة نوبل للسلام؟)، وقد مرت عدة سنوات الى أن ادرك العالم ما الذي فعله عرفات بالمال، وقد كنا آنذاك أكثر سذاجة. وأصبح أصعب اليوم أن نُخدع عن أن الدولارات المخصصة للانفاق مخصصة للمباني، ومرت عدة سنوات منذ كانت اتفاقات باريس وما زال العالم يرى أن الاحتلال الاسرائيلي هو مصدر المشكلات في الشرق الاوسط أو ربما حتى في اقليم كشمير.
لو ضمن لنا أحد ما أن يخدم المال المواطن الغزي فلربما حولت أنا ايضا اليوم تبرعا متواضعا مني لأن الجار الطيب أفضل من القريب البعيد. لكن وحماس ما زالت قوية في الصورة وينافس أبو مازن هنية في أيهما أكثر تطرفا بسياسته نحو اسرائيل لاستهواء قلب الناخب الغزي – اصبح واضحا مبلغ كون مؤتمر المانحين ما جاء ليبني شرق اوسط جديد حتى ولا غزة جديدة. ويصعب على العالم أن يفهم أنه لا مصلحة للاسرائيليين اكبر من أن يعيش الغزي بخير لأننا أقرباء، وحينما يعطس الغزي يجب علينا أن نمسح أنوفنا وعكس ذلك صحيح.
وليست هذه حال البريطاني أو الروسي أو الفرنسي أو الكوري. هل 4 مليارات لسكان غزة؟ نعم! هل 4 مليارات لارهابيي حماس؟ لا! وليتنا نستطيع أن نشتري السذاجة بالمال، لكن ماذا نفعل اذا كانت هذه السلعة قد نفدت عندنا.

إسرائيل اليوم 13/10/2014

بوعز بسموت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية