مهرجان «الأيام الوثائقية» التونسي: ترويج الأقاليم والصحراء سينمائيا

حجم الخط
0

تونس – «القدس العربي» من فاطمة البدري: انطلقت فعاليات مهرجان «الأيام الوثائقية» في مدينة دوز التونسية في دورته الرابعة يوم السبت الماضي وتتواصل الى يوم السبت المقبل. ويعتبر هذا الحدث الثقافي مواصلة للمشروع الفكري والجمالي، الذي سعى لنشره المخرج التونسي هشام بن عمار برفقة مجموعة من المبدعين التونسيين مباشرة بعد الثورة.
هو مشروع سينمائي هدفه نشر ثقافة الوثائقي داخل الجغرافيا التونسية ومحاولة خلق لا مركزية في النشاط السينمائي، الذي اقتصر طيلة عقود على مدينة تونس العاصمة وبعض المناطق السياحية.
وافتتحت هذه التظاهرة السينمائية بعرض فيلمين وثائقيين تونسيين يحمل الأول عنوان «حديث الصحراء» للمخرج حميدة بن عمار، مع العلم أنه تم انتاج هذا العمل سنة 1999، إلى جانب فيلم جديد للمخرج نجيب بالقاضي بعنوان «سبعة ونصف».
وتهدف هذه الدورة الى دعم اللامركزية الثقافية والترويج للسياحة الثقافية الصحراوية، انطلاقا من الاعتماد على التكنولوجيات الرقمية الحديثة وتشجيع السينمائيين الشباب على تقديم اعمالهم الى الجماهير العريضة.
وتضمن برنامج الدورة عرض فيلم موجه للأطفال للمخرج الفرنسي «ميشال أوسلوت»، إلى جانب تنظيم مسابقة أفضل فيلم وثائقي طويل، وأفضل فيلم وثائقي قصير.
كما سيتم عرض جملة من الأعمال الوثائقية التي يشاهدها الجمهور للمرة الأولى. وتحاول هذه التظاهرة الانفتاح على بعض التجارب العالمية، حيث يشارك المخرج البريطاني كيم لونجينوتو بفيلم «سلمى» والمخرجة اللبنانية زينة أبو الحسن بفيلم «ملاحظات من تونس»، ومن الجزائر يشارك فيلم «الطين» للمخرج جون لويس بروتوسالي.
هذا إلى جانب مجموعة من الأعمال التونسية الهامة على غرار فيلم «سبعة أرواح» للثنائي أمين بوفايد وليليا بليز، الذي يحاول إعادة النظر للواقع التونسي وعلاقة التونسيين بشخص الرئيس المخلوع بن علي منذ توليه الحكم مع محاولة فهم وتحليل هذه الظاهرة عبر تدخل عدة أخصائيين في علم النفس والفلسفة والإعلام.
وفيلم «الغائب» لسناء بن زغدان وفيلم «وردة» لمحمود الجمني، و»العودة» للمخرج عبد الله يحيى ومجموعة أخرى من الأعمال التي من المزمع أن تؤثث أيام هذه التظاهرة.
كما يتضمن برنامج الدورة الرابعة ورشات متنوعة يشارك فيها طلبة معاهد السينما وهواة الفن السابع، وتتمحور حول كيفية تطوير الكتابة السينمائية وندوة علمية بعنوان «العالم وتنوع السينما»، كما تتخلل فقرات المهرجان مساحات موسيقية يؤثثها الفنان ياسر جرادي ومجموعة سطمبالي.
وتمثل مدينة دوز بوابة الصحراء التونسية الساحرة بمعالمها الطبيعية ونخيلها الذي يعطيه «مهرجان الصحراء الدولي» نفسه الآخر الذي يستقطب محبي الصحراء من الداخل والخارج منذ أربع وأربعين سنة متواصلة. وذلك لما تكتنزه من رمال ذهبية ومساحات صحراوية شاسعة وخلابة جعلت منها قطبا للسياحة الصحراوية إذا لم نقل محورا أساسيا فيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية