التوتر والتصعيد يخيمان على الوضع بغزة.. الجهاد الإسلامي: الحساب مفتوح مع الاحتلال ونتنياهو يلوح بحرب مدمرة

حجم الخط
0

غزة – “القدس العربي”:
تواصل التوتر في قطاع غزة، على وقع استمرار جولة التصعيد العسكري العنيفة، التي تخللها قصف قوات الاحتلال مواقع للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وأخرى في سوريا، ما أدى إلى استشهاد ناشطين من حركة الجهاد الإسلامي، وإصابة أربعة أخرين، وأبقت إسرائيل على العديد من الإجراءات العسكرية، في مناطق الحدود مع القطاع، فيما أنذرت المقاومة بالرد، في وقت واصل فيه وسطاء التهدئة تحركاتهم في مسعى لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه.
وبعد توقف دام لعدة ساعات، أطلقت المقاومة الفلسطينية رشقة صواريخ على مناطق إسرائيلية قريبة من حدود عزة، وذلك بعد أن هدد الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، بالرد على اعتقال اثنين من ناشطيه في قصف إسرائيلي خلال تصعيد الفجر، استهدف موقعا لها في منطقة ريف دمشق في سوريا.

وتلا ذلك أن قام الطيران الحربي الإسرائيلي، بقصف موقعا للمقاومة الفلسطينية غرب مدينة خانيونس جنوب القطاع.
وقد توعد الناطق باسم سرايا القدس أبو حمزة في ساعات الصباح، وبعد توقف القصف إسرائيل بالرد، على الغارة التي استهدفت مدينة دمشق، وقال “العدوان الصهيوني على دمشق العروبة واستشهاد اثنين من مجاهدينا جراء القصف، هو حدث لابد من الوقوف عنده، وأنه لن يمر مرور الكرام ولا يزال الحساب مفتوحا”.
ومع استمرار حالة التوتر، قررت سلطات جيش الاحتلال، إغلاق بعض الأماكن والطرق القريبة من حدود غزة، بما في ذلك وقف حركة القطارات بين مناطق أشكلون وبئر السبع، وإغلاق محطات للسكك الحديدية في مناطق سديروت ونتيفوت واوفاكيم، إضافة إلى تعليق الدراسة في عدة مناطق قريبة من الحدود، إضافة إلى إغلاق معبر بيت حانون “إيرز، وفي ساعات الصباح، جرى إرجاع كافة الفلسطينيين الراغبين من مغادرة القطاع، من تجار ومرضى، وأهالي الأسرى، الذين كان مقرر لهم زيارة أبنائهم والذين يمرون من ذلك المعبر.
من جهته كشف رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن تلك الغارة، استهدفت محاولة اغتيال ما وصفه بـ “القيادي الكبير في الجهاد الإسلامي”، لكنه قال إن العملية فشلت، حيث نجا ذلك القيادي، دون أن يذكر اسمه.
وقال نتنياهو في تصريحات لإذاعة إسرائيلية، أنه لا يتعجل الحرب مع قطاع غزة، لكنه قال أيضا إنها “تبقى الخيار الأخير”، وأضاف “قد لا يكون مناصا سوى الذهاب نحو عملية عسكرية واسعة النطاق في القطاع ولكنني لن أتعجل وقوعها بالنظر إلى أثمانها الباهظة”.
وتابع “لا أضر بأمن دولة إسرائيل لدوافع سياسية، لا أرغب في الحرب، لكن قد نكون في الطريق إليها، وسأفعل ذلك بعد استنفاد كافة الخيارات”، لافتا إلى أن إسرائيل جاهزة وأعدت لعملية عسكرية مختلفة تمامًا عن السابق، مشيرا إلى أنها ستكون أقوى من تلك التي شنتها في الحروب الثلاثة الماضية.
وجاء ذلك رغم الحديث عن جهود تبذل من الوسطاء لإعادة الهدوء الى قطاع غزة، خاصة بعد توقف التصعيد وعمليات القصف منذ ساعات الفجر وحتى ساعات ظهيرة الاثنين.
يشار إلى أن التصعيد الحالي جاء بعد فترة هدوء، جاءت بعد توتر أقل من الحاصل حاليا، بعدما نحج الوسطاء من جديد بوقف التصعيد، وإطلاق “البالونات المفخخة” من غزة، ونقل تأكيدات بأن إسرائيل تريد إدخال تسهيلات لسكان القطاع، قبل أن تقوم إسرائيل بقتل الناشط من الجهاد وسحله، ومن ثم قصف القطاع.
وكان الطيران الحربي الإسرائيلي، شن خلال التصعيد العسكري ضد غزة، غارة جوبة على أحد المناطق الواقعة في ريف مدينة دمشق السورية، حيث أسفر القصف عن استشهاد اثنين من ناشطي الجهاد الإسلامي، سليم سليم (24 عاما)، وزياد منصور (23 عاما)، حيث ترددت أنباء في بدايات الاستهداف لدمشق، بأنه طال أحد قادة الجهاد الإسلامي.
وكانت سرايا القدس، أطلقت العديد من القذائف الصاروخية مساء الأحد، على مناطق إسرائيل القريبة من الحدود، ردا على استشهاد ناشطها محمد الناعم، على الحدود الشرقية لجنوب قطاع غزة، خاصة بعد تعمد الاحتلال التنكيل به، خلال سحب جثمانه، وقالت في بيان لها ” أي عدوان من الاحتلال على قطاع غزة سيقابله رد من المقاومة”.
وتلا ذلك أن قامت قوات الاحتلال بشن سلسلة غارات جوية عنيفة، حيث هزت انفجارات ضخمة، ناجمة عن تلك الغارات التي طالت مواقع المقاومة، أرجاء قطاع غزة، في ساعة متأخرة من ليل الأحد، وحتى فجر الاثنين وسمعت دوي الانفجارات في أن واحد في أكثر من مكان، لكن غالبية الغارات تركزت ضد مواقع تتبع الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي سرايا القدس جنوب قطاع غزة.
وقال سكان من مدينة رفح، إن أصوات الانفجارات العالية، أحدثت خوفا وهلعا شديدا، لا سيما في صفوف النساء والأطفال، حيث بددت تلك الأصوات هدوء الليل، وأضاءت سماء المنطقة، بألسنة اللهب التي تصاعدت مع سقوط الصواريخ الإسرائيلية على مواقع المقاومة، في التصعيد الذي يعد الأعنف منذ أشهر.
وتخلل القضف استهداف الاحتلال خلية تابعة للجهاد الإسلامي، ما أدى إلى إصابة 4 مواطنين، لكن خلال القصف الإسرائيلي، الذي تزامن مع تحليق مكثف للطيران الاستطلاعي، أطلقت المقاومة من قطاع غزة، العديد من الرشقات الصاروخية، تجاه المناطق الإسرائيلية من حدود غزة، خلافا للرشقة الصاروخية التي أطلقت مساء الأحد، ردا على استشهاد الناشط في سرايا القدس محمد الناعم.
وقال ناطق باسم جيش الاحتلال، إن طائرات من سلاح الجو شنت سلسلة غارات على أهداف تابعة للجهاد الإسلامي، في سوريا وأنحاء قطاع غزة، وأن القصف في سوريا استهداف موقع تابع للحركة في منطقة عدلية بريف دمشق، يعتبر معقلًا مهمًا للحركة عناك، زاعما أنه تجرى في هذا الموقع عملية بحث وتطوير لوسائل قتالية مع ملاءمتها الإنتاج في قطاع غزة وللإنتاج المحلي داخل سوريا.
وزعم أيضا أن القصف في غزة طال بنى تحتية ومواقع تخزين مواد خام تستخدم لإنتاج قذائف صاروخية، ومجمع للتدريب على إطلاق صواريخ مضادة للدبابات ومواد عسكرية، تستخدمها القوة البحرية التابعة للجهاد الإسلامي. إضافة إلى استهداف مجمع تدريبات تابع للحركة شمال القطاع.
وأعلن أنه أطلق من القطاع أكثر من 30 قذيفة صاروخية، اعترضت منها منظومات القبة الحديدية 13 قذيفة.
وجاء القصف بعد جلسة مشاورات أمنية عقدها في مقر وزارة الجيش بتل أبيب رئيس حكومة الاحلال بنيامين نتنياهو، بمشاركة وزير الجيش فتالي بينيت ورؤساء أجهزة الأمن، وكان جيش الاحتلال، بعد حادثة التنكيل بالشهيد الناعم، دفع بمزيد من التعزيزات العسكرية قرب حدود غزة، ونشر بطاريات أخرى لمنظومة “القبة الحديدية”.
وفي إسرائيل، وجهت المعارضة انتقادات إلى بنيامين نتنياهو بسبب التصعيد، والذي استغلته هي الأخرى في دعايتها الانتخابية، وقال بيني غانتس زعيم تكتل “أزرق أبيض”، “نتانياهو لا يستطيع استعادة قوة الردع لإسرائيل من جهة أو التوصل إلى تسوية من جهة أخرى”.

وحذرت حركة حماس، الاحتلال من ارتكاب أي حماقات جديدة، مشددة على أن هذه الحماقات “لن ترتد إلا في وجه العدو المجرم”، وقال الناطق باسم الحركة حازم قاسم “إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والمقاومة الباسلة التي تصد العدوان وترد على جرائم المحتل، هي امتداد لمعركة مستمرة بين مستعمر متغطرس وشعب يسعى لانتزاع حريته والعيش بكرامة فوق أرضه”، وأضاف ” هذه المعركة سينتصر بها شعبنا صاحب الحق والأرض والتاريخ، ولن يكون للمستعمر الطارئ وجود على أرضنا الفلسطينية.
وأكد أن إعلان جيش الاحتلال، استهداف مواقع للمقاومة في دمشق “يؤكد العقلية العدوانية لحكومة الاحتلال، التي تستهدف كل مكونات الأمة، وأنها تشكل خطراً على المنطقة العربية”.
يشار إلى أن وزارة الخارجية الفلسطينية،، وصفت تنكيل الاحتلال بجثمان الشهيد بأنه “فعل همجي ووحشي يجسد تفشي الكراهية والعنصرية في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية