أبو مازن يكسب من استمرار الجمود

حجم الخط
0

اسرائيل والسلطة الفلسطينية مشغولتان بلعبة تكاسر اليدين. وتبدو صورة الوضع اضاعة للوقت والطاقة وممُلة. إن اسرائيل غير مدينة بشيء لأبو مازن برغم أن احمد الطيبي يبين للجمهور اليهودي في اسرائيل أنه لولا رئيس السلطة الفلسطينية لما استطاع سكان تل ابيب احتساء الاسبرسو في المقاهي في سكينة. وهي غير مدينة لأن أبو مازن بادر على تفجير المحادثات – مع اهود باراك واهود اولمرت وبادارة ظهره لبنيامين نتنياهو.
إن نتيجة الواقع السياسي هي تعادل عقيم وتساوٍ في ظاهر الامر. لكن أبو مازن يكسب من الجمود ونتنياهو يخسر. وذلك لأن الدين السياسي لا يقضى في واقع الحياة في القدس ورام الله وتل ابيب وغزة بل في عواصم اوروبا وقارة امريكا حيث تدفع اسرائيل ثمنا باهظا.
وليس ذلك عدلا، فالاوروبيون والامريكيون يعرفون أن الفوضى العالمية لم يسببها الصراع الاسرائيلي الفلسطيني بل حدثت برغمه. ولم يسافر المسلمون من اوروبا لملء صفوف داعش جراء الجرف الصامد بل لأنه بقي تنافر شديد بين الوفرة الديمقراطية التي تمتعوا بها في الدول الغربية وبين الشعور بالدونية والشعور بالظلم الذي نشأ عندهم في دول القارة وربما في بريطانيا قبلها جميعا.
إن عداوة داعش والقاعدة وحزب الله وحماس لاسرائيل خاصة وللغرب عامة لن تقل قيد أنملة اذا انسحب الجيش الاسرائيلي لا من يتسهار واريئيل فقط بل من الحوض المقدس في القدس ايضا. لكن اسرائيل تدفع ثمن التعادل في مواجهتها لأبو مازن بفائدة مضاعفة في عواصم صديقة في الغرب، وفي هولندة والمانيا، بل في فرنسا وبريطانيا، يخشون السماح ببناء مظلة ايام العيد كي لا يشاغب «الشباب» من زعران جيل الحجارة المسلمين، في الشوارع.
إن دولا في امريكا وافريقيا تخشى مثل ورقة شجر متطايرة قوة داعش الصفر وتحاربها بيد مرتجفة، ويصيبها الوهم الحلو وهو أنه اذا حدث تقدم فقط في الساحة الاسرائيلية الفلسطينية فانها تستطيع أن تدفع قدما بمصالحها الاستراتيجية في مواجهة ايران والمنظمات الارهابية، وهذا خطأ وتضطر اسرائيل الى دفع الثمن.
ليس الحديث عن امور تافهة، فقد أعلن رئيس مصر عبد الفتاح السيسي بلغة لا لبس فيها لنتنياهو أنه لن يكون استقرار اقليمي وأحلاف في الشرق الاوسط قبل تسوية اسرائيلية فلسطينية. وتُبنى الافتراءات على أساس هذا الكلام، وتم التعبير عن ذلك أمس في مفترقين سياسيين:
هاجم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون القدس من قلب القدس وكان نتنياهو الى جانبه على المنصة، وقد كانت مثل هذه الهجمات الكلامية تتم بتحكم من بعيد الى الآن.
واسوأ من كل ذلك أن البرلمان البريطاني أجمع تقريبا على الاعتراف الآن بوجود فلسطين المستقل. وليست بريطانيا مهمة فقط بل هي صديقة قبل كل شيء ولا سيما الحكومة التي يرأسها ديفيد كامرون، واذا كان قد امتنع في التصويت الذي بادرت اليه المعارضة للاعتراف بفلسطين فان اسرائيل في مشكلة سياسية – دبلوماسية.
يجب على دولة تريد أن تفوز في ملاعب دبلوماسية العالم الغربي أن تعرض ثمنا معقولا لمنع الطوفان، برغم أن تسويغ دفع اسرائيل مريب. وترى اوروبا أن المال الذي يحول للتاجر هو مضاءلة البناء في عدد من المستوطنات.

اسرائيل اليوم 14/10/2014

دان مرغليت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية