«الهوية الجمالية للرواية العربية» لشهلا العجيلي

حجم الخط
0

عمان ـ «القدس العربي»: عن منشورات ضفاف/ بيروت، ومجاز /عمان، والاختلاف/ الجزائز صدر كتاب «الهوية الجمالية للرواية العربية/ رؤية ما بعد استعمارية» لشهلا العجيلي، تدرس فيه الرواية العربية في علاقتها بالتحولات الاجتماعية الثقافية، التي صنعت هويتها الجمالية، منذ نشأتها في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، إلى مرحلة الحراكات السياسية الاجتماعية، والثورية الأخيرة، التي حدثت في البنية الاجتماعية العربية في العقد الثاني من الألفية الجديدة، من منظار دراسات ما بعد الاستعمار.

تشير العجيلي إلى أن الرواية هي الشكل الفني الذي عبر عن الهجنة المعرفية التي نشأت عن صدام وعيين جماليين مختلفين، عربي وأوروبي، الذي أفضى في ما بعد التنوير، إلى التخلي عن الوعي القديم التراثي النهضوي، وإلى اختيار الشكل الفني الأوروبي الجديد، حيث المغايرة تبدأ عنيفة في مراحل الثورة على الوعي الجمالي الأقدم، فقد جاءت النصوص المبكرة تحاول قطيعة معرفية مع القديم، وتستسلم لوعي الحداثة الجديد، لكنها شيئاً فشيئاً بدأت تقترب من أسئلة مجتمعها العربي، وتستفيد من تراثه السردي المتعلق بالثقافتين العالمة وغير العالمة، وتوظف كلاً من السمات الأنثروبولوجية للنسق وما تحت الأدبي فيه، في هذا الشكل الروائي الجديد.
وهكذا سارت المغامرة الجمالية للرواية في خط مواز للمغامرة الاجتماعية، فتحولت الرواية العربية من مغامرة جمالية إلى تجربة تمتلك الخبرة الجمالية، ويمكن الاحتكام إليها، إذ صارت نماذجها الجمالية معيارية، وصارت بنية دالة على ذاتها، وطالت المسافة الجمالية فيها، بتمايز التجربة الاجتماعية، وبنضج النماذج الجمالية، أي بما يسمى قوة التمييز الجمالي، وقد تركت وراءها صراعات التأصيل والتغريب، وبذلك تكون هذه التجربة الجمالية قد تحولت إلى عنصر في عملية الحياة ذاتها. ثم يدرس الكتاب الخصائص الجمالية للرواية العربية، بوصفها منتجاً ما بعد استعماري، شكلت ثيمة الهوية عاملاً رئيساً في صناعة تاريخه، وأن مجموعة الحكايات التي تكون مادة النص الروائي، تصير أدلوجة للنسق الثقافي، يتحكم بها موقع الراوي، ولغته، ورؤيته السردية، حيث يصير النص بديلاً للجغرافيا المفقودة أو الجغرافيا الحلم، التي ترجوها نصوص الحراكات الثورية الأخيرة.
يقدم الكتاب أيضاً النص الروائي في علاقته مع المجتمعات العربية في تحولها السريع بعد الحراك الثوري، الذي بدأ مطلع العقد الثاني من الألفية الثالثة إلى مجتمعات بلا مرجعية، بعد أن قوضت سلطاتها الديكتاتورية التاريخية، وعمدت إلى فكرة (قتل الأب)، عملياً لا رمزياً وحسب، فتحولت هذه المجتمعات في فترة لا تتعدى السنوات الخمس إلى مجتمعات تذويتية، أي تصنع مرجعياتها بشكل ذاتي، ومؤقت، ومجزوء، وبراغماتي، بعد أن تخلصت من مرجعياتها السابقة الكلية، المتمثلة بالسلطة السياسية الصادرة بشكل أو بآخر عن أيديولوجيا كبرى. تتمحور المجتمعات الجديدة، أو مجتمعات التذويت، حول الذات ضد التجربة الجماعية للعالم، وأداتها الرئيسية هي التكنولوجيا، التي تقود إلى صناعة تلك الذات إيطيقياً لتختار متعالياتها وتشكل تاريخها بنفسها، وهذا سينتج هويتها الجديدة.
يقسم الكتاب إلى خمسة فصول، ويقع في مئتين وخمسين صفحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية