لندن-“القدس العربي”: بعد الإعلان عن تسجيل 4 إصابات بفيروس كورونا في لبنان، مجهولة المصدر، لم يتمكنوا تتبعها إلى إحدى بؤر الفيروس، أعلن وزير الصحة اللبناني، حمد حسن، أنه “انتهى الدلع” وانتقلت البلاد من “مرحلة الاحتواء” إلى مرحلة “الانتشار”. وجاء الإعلان في مؤتمر صحافي عقده حسن في مستشفى البوار الحكومي في بيروت بعد جولة تفقدية في شمالي البلاد.
وقال وزير الصحة: “خرجنا من مرحلة احتواء كورونا، ونشهد اليوم انتشارا للفيروس، وهناك 4 حالات مجهولة المصدر لدينا، ونعمل على تتبعها”. وسخر البعض من مضمون كلام حسن، إذ اعتبروا تركيبة الجملة توحي وكأن ما يتكلم عنه ليس بفيروس قاتل، بل بمشروع انمائي. وقال مغرد: “وزير الصحة ركب الجملة وكأنه عم نتنقل من مرحلة منيحة لمرحلة أحسن، ليش ايمتا احتويته الوباء، ما كل يوم فيه إصابات جديدة؟”.
وأضاف الوزير شارحاً: “حصل تطور غير محسوب في الساعات الـ 48 الماضية؛ بحيث تبين أن حالات مصابة بكورونا تسربت إلى لبنان من بلدان غير مصنفة على أنها موبوءة” مشدداً على أن “الإجراءات الاحترازية مهمّة والجميع مسؤول”. وتابع: “كلّ تصريح لمسؤول يجب أن يكون على درجة عالية من الدقة، ورأينا بعض السياسيين يسلّطون الضوء على الإيجابيات وينتقدون السلبيات وهذا أمر جيّد”.
وباستثناء بعض التغريدات، تلقى اللبنانيون خبر “النقلة” بسخط معبرين عن انعدام ثقتهم بالحكومة التي تشكلت بعد استقالة حكومة الرئيس سعد الحريري في تشرين الأول/اكتوبر الماضي، على أثر التحركات الشعبية التي اشتعلت حينها، وما زالت مستمرة إلى حد ما، بالتوازي مع الانهيار البنيوي للاقتصاد اللبناني وانعدام الحلول. وقال أحد الغردين، معبراً عن انعدام الأمل: “وزير الصحة كان مستحي يقولها: سنموت بعد أسابيع”.
ويأتي تصريح وزير الصحة، بعد أسبوع على تصريح آخر لرئيس الحكومة، حسان دياب، الذي صدم اللبنانيين بكلام بدا وكأنه إعلان استسلام، إذ قال: “الدولة لم تعد قادرة على حماية اللبنانيين وتأمين الحياة الكريمة لهم، وهم فقدوا ثقتهم بها”.
وقال مغرد معلقاً على تصريح حسن: “الدولار بـ 2700 ليرة، فيك تسحب 200$ بالشهر أو كل أسبوعين، الاقتصاد تحت الأرض، طرقات لبنان غرقانة بالمي، وزير الصحة أعلن عدم احتواء الدولة لفايروس الكورونا، أكتر من 300 ألف عاطل عن العمل بآخر 3 شهور، بس #لا_داعي_للهلع، لبنان دولة نفطية” في إشارة إلى تصريح سابق لوزير الصحة، عندما سجلت أول إصابة بالفيروس في لبنان، حين قال إنه “لا داعي للهلع”. واعتبر مغرد آخر أنه “انتهى الدلع… وبدا الهلع.. تاخرتو بايقاف الرحلات من الدول الموبوءة، تاخرتو بايقاف الدراسة، ولا عملتو حجر صحي عالمسافرين يلي اجو من هالدول، ولا صارحتو الناس بالأعداد المصابين الصحيحة، ولا اخذين احتياطات متل الخلق، وجايي تحكينا بدلع؟”.
وغردت الفنانة اللبنانية إليسا: “لو بيخففو يقولولنا لا داعي للهلع وبيعملو شغلن متل ما لازم، لأنو ما كنا وصلنا لهون لو ما إنتو هلقد مستخفين بصحة الناس ومعتبرين إنو لا داعي للهلع. الكارثة صارت والفيروس منتشر لأنو نحنا مش ببلد. نحنا بمنطقة موبوءة بالجهل والاستخفاف قبل المرض”. فيما قال آخر: “شكراً وزير الصحة، شكراً لأنك ضفت عكل أزماتنا الاقتصادية والاجتماعية و و و أزمة صحية إضافية كان ناقصنا فوق ما العالم عم تموت عأبواب المستشفيات وباء أعظم الدول مش عم تقدر تسيطر عليه”. وتابع: “شكراً لأنك بديت مصلحة الحزب وإيران عصحة الشعب بكاملو، الله لا يسامح يلي كان السبب بيلي وصلنالو”.
واعتبر البعض أن عدم قيام الحكومة بمنع الرحلات الجوية من وإلى إيران ومراكز التفشي الأخرى كان خطأً فادحاً سيتحمل تبعاته اللبنانيون. ويشار أن آخر إصابة تمكنوا من تتبعها، كانت لامرأة عائدة من بريطانيا.
وقال مغرد: “بعد رفض لبنان إيقاف الرحلات الجوية مع إيران، وإصرار حزب الله على استمرار الرحلات وعدم الاكتراث بمخاطر الفيروس، وزير الصحة اللبناني يعلن الآن بأن لبنان خرج من مرحلة احتواء فيروس كورونا وهناك انتشار الآن وهناك أربع حالات مجهولة المصدر. من المؤسف أن الشعوب تدفع ثمن أخطاء الميليشيات”. فيما اعتبر غيره أن “أول يوم طالبو الناس الدولة بوقف الرحلات إلى إيران. كان جواب وزير الصحة انّو هيدا قرار سياسي! اليوم اعترف الوزير نفسه ان #كورونا قد انتشر! هيك تصريح وهيك غلطة بدن اقله اعتذار واستقالة وما نشوف خلقتك بالمرّة. حياتنا وحياة أهلنا أهم من محاوركن السياسية” وتساءل غيره: “بعد إعلان وزير الصحة صراحة فقدان السيطرة على احتواء فيروس كورونا، ما الذي يمنع حتى الساعة إيقاف الرحلات من البلدان الموبوءة (الصين، إيران، إيطاليا، مصر)؟ ما الذي يمنع إعلان حالة الطوارئ وايقاف العمل وتمديد عطلة المدارس وإغلاق مراكز التسوق والسهر والتجمّعات؟ تحملوا المسؤولية!”.
وغرد أمين عام تيار المستقبل قائلاً: “شكراً معالي وزير الصحة .. كان مطلوب توقف خط كورونا – بيروت الجوي وتصارح اللبنانيين بالحقيقة من الأول .. بس واضح هروبك للأمام وتسييس الإجراءات الصحية .. شو جاب عالبلد .. وشو ممكن يجيب؟”. ورد عليه عدد من المغردين بسخط، إذ قال أحدهم: لو وزير الصحة من تياركم كان بيهرب للخلف مثلكم” فيما قال غيره: “استحي عيب. وزير يصارح اللبنانيين ويتنقل من مشفى الى مشفى وبإمكانيات متواضعة جدا هل تعلم لماذا؟ لانكم لم تبقوا بخزينة الدولة وجيوب الناس شيئا الا نهبتموه”. واعتبر مغرد آخر أنه “انت وعيلتك آخر ناس بحقلكم تحكو كل مصايبنا من وراكم. تاني شي تسييس شو؟ في لبنانيين بخارج لبنان رجعو عبلدن”. وتابع:”بدكش تشكر وزير صحة فرنسا؟ كمان هونيك صار موضوع في تسييس؟” ورد مغرد آخر على الحريري قائلاً: “شكرا آل الحريري .. كان مطلوب توقفوا خط الهندسة المالية الحريرية وتصارحوا اللبنانيين بالحقيقة من الأول بس واضح الهروب للأمام بتسييس الأمراض شو جاب للبلد وشو ممكن يجيب؟”.