العراق أمام تصعيد جديد… تهديدات أمريكية و«حزب الله» يدعو لضرب القوات الأجنبية

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: ينذرُ الاستهداف الأخير للقوات الأمريكية والبريطانية المتمركزة في قاعدة التاجي العراقية (شمالي العاصمة)، وأيضاً استهداف فصائل شيعية موالية لإيران قرب الحدود العراقية ـ السورية، بتصعيد خطير، قد يشهده العراق في الأيام المقبلة. وقتل جنديان، أمريكي وبريطاني، ومتعاقد أمريكي مساء الأربعاء في هجوم بـ18 صاروخ كاتيوشا استهدف قاعدة التاجي العسكرية العراقية التي يتمركز فيها جنود أمريكيون شمال بغداد.
وحسب التحالف الدولي المناهض لتنظيم «الدولة الإسلامية»، فإن ثلاثة من قواته لقوا مصرعهم، فيما أصيب 12 آخرون، جراء الهجوم الصاروخي على قاعدة التاجي»، ليل اول أمس.
وقال التحالف في بيان صحافي أمس الخميس، إنه «قتل ثلاثة من أفراد قوات التحالف وأصيب ما يقارب 12 فرداً إضافياً» في الهجوم على معسكر التاجي، مشيراً إلى سقوط 18 صاروخ كاتيوشا. وجاء في البيان «يتحرى التحالف وقوات الأمن العراقية ما حدث في الهجوم».

غارات التحالف الدولي

وردّاً على الهجوم، قتل 26 مقاتلاً عراقياً في غارات جوية «يرجح» أنها من قبل التحالف الدولي، استهدفت مواقع لحلفاء طهران على الحدود العراقية السورية، حسب ما أكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وقال المرصد أن «26 عنصراً من الحشد الشعبي العراقي قتلوا في ضربة جوية في شرق سوريا ليل الأربعاء».
ونفى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة شن أي غارات خلال الليل على سوريا أو العراق.
واستهدف كل من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، وإسرائيل، المقاتلين المدعومين من إيران في سوريا، الذين يخشون من احتمال نقل صواريخ من عدوهم الإقليمي إيران.
كما واتهم الحشد إسرائيل والولايات المتحدة وراء سلسلة انفجارات مجهولة العام الماضي.
وتنتشر قوات إيرانية وأخرى عراقية، داعمة لقوات النظام السوري، في منطقة واسعة في ريف دير الزور الشرقي خصوصاً بين مدينتي البوكمال الحدودية والميادين.
وقد جرى استهدافها مراراً في ضربات جوية، قد يكون أكثرها دموية في حزيران/يونيو 2018 حين قتل 55 عنصراً موالياً للنظام من السوريين والعراقيين في ضربات قال مسؤول أمريكي إن إسرائيل تقف خلفها.
وعلق وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، على قصف معسكر التاجي قائلا في «تغريدة» له على «تويتر»: «إن هجوم اليوم (أمس) المميت على قاعدة معسكر التاجي في العراق لن يتم التسامح معه». وشدد ونظيره البريطاني دومينيك راب في مكالمة هاتفية على أنه «يجب محاسبة المسؤولين عن هذه الهجمات».

تصفية 26 مقاتلاً من «الحشد»… بعد قصف قاعدة شمال بغداد تسبب بمقتل جنود للتحالف

وقال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر إن الرئيس دونالد ترامب أعطى وزارة الدفاع (البنتاغون) سلطة لإمكانية الرد على هجوم التاجي. وقال للصحافيين «تحدثت مع الرئيس. وأعطاني السلطة لفعل ما ينبغي علينا فعله بما يتماشى مع توجيهاته».
وبسؤاله عما إذا كان أي رد أمريكي قد يتضمن توجيه ضربات داخل إيران، قال إسبر إن كل الخيارات مطروحة على الطاولة الآن «لكننا نركز على الجماعة، أو الجماعات، التي نعتقد أنها نفذت هذا (الهجوم) في العراق، في الوقت الحالي».
وقال الجنرال الأمريكي كينيث ماكينزي إن جماعات شيعية في العراق هي على الأرجح المسؤولة عن هجوم التاجي.
ولم يلق ماكينزي الجنرال بمشاة البحرية الأمريكية وقائد القيادة المركزية الأمريكية اللوم على جماعة بعينها، لكنه أشار إلى أن كتائب حزب الله المدعومة من إيران هي الوحيدة التي كانت معروفة بشن هجمات في السابق.
وقال في جلسة لمجلس الشيوخ «ما زلنا نحقق في الهجوم لكنني سأشير إلى جماعة كتائب حزب الله التي تعمل بالوكالة لصالح إيران فهي الجماعة الوحيدة المعروف عنها أنها نفذت في السابق إطلاق نار غير مباشر بهذا النطاق على القوات الأمريكية وقوات التحالف في العراق».
وقال مسؤول أمريكي، طلب عدم نشر اسمه، إن في الإجمال 30 صاروخا أطلقت من شاحنة قريبة لكن 18 منها فقط سقطت على المعسكر.
في المقابل، دعا حزب الله العراقي، الفصائل المعارضة للوجود الأجنبي في العراق إلى استئناف عملياتها ضد القوات الأجنبية وطردها من العراق. وذكر في بيان «نسأل اللهَ أنْ يبارك بمنفذي العملية الجهادية الدَقيقة التي استهدفتْ قوات الاحتلال الأمريكي في قاعدة التاجي في بغدادَ، وَيَشد عَلى أيديهم، فاختيارُهم لِلوقتِ كانَ مناسِبًا جدا، ولا يخلو من التوفيقِ، وَنعتقدُ أنَّهُ الوقت الأنسب لاستئنافِ القوى الوطنيّةِ وَالشعبيّةِ عَملياتِها الجهاديّةِ لِطردِ الأشرارِ وَالمُعتدينَ مِن أرضِ المُقدساتِ».
وهدد قوات التحالف من أن وجودها في العراق لن يكون بلا ثمن قائلا «على قواتِ الاحتلالِ تحملِ نتائجِ وجودهِا غيرِ الشرعيّ عَلى أرضِ العراقِ العزيزِ، فتماديها واستخفافها بإرادةِ وكرامةِ الشعبِ العراقيّ لن يكونَ بلا ثَمن، وحقُ مُقاومَةِ المحتلينَ والغُزاةِ كَفَلتهُ الشّرائعُ السّماويّة والقَوانينُ الدوليّةُ».
وَطلب الحزب من بقية الفصائل المعارضة للوجود الأجنبي في البلاد بالكشف عن نفسهم لكي يتسنى للحزب الدفاع عنهم موضحا، «نحنُ إذْ نُجددُ طَلبَنا مِن الإخوةِ الّذينَ يَعتَقدونَ ضَرورةَ العَملَ ضِدّ القُواتِ المُحتلةِ فِي هذهِ المَرحلةِ أن يُعرفوا عَن أنفُسِهم حِفظا لِتاريخِهم وَتضحياتِهم ودرءا للشُبهات، نُؤكّدُ أنّنا سَندافعُ عَنهُم، وَنُحذرُ مِنْ استهدافِهم، هُم أو أي مِنْ القِوى وَالأفرادِ المُعارضينَ لِمشروعِ الاحتلالِ الخبيثِ، فالتَعرضُ للأحرارِ سَيوسعُ دائرةَ المُواجهةِ بِشكلٍ كَبيرٍ».

تعاطف مع المجرمين

وهدد الحزب من وصفهم بالذين سَارعوا بالاستِنكاراتِ وإبداءِ تَعاطُفِهم مَعَ المُجرمينَ، قائلا «لو أنّكُم مَارستُم احتلالا لِدولةٍ ما، وقَتلتُم قادَةَ نَصرهِا، وَقَصفتُم المُرابِطينَ عَلى حُدودِها مِن جُندِها، وَصَوّتَ مُمثلو شعبِها عَلى طَردِكُم، فهل سَتجدونَ مَن يُدافع عَنكُم، أو يمنَحكُم الشَرعيّةَ، كَما تُدافِعونَ عَن هَؤلاءِ القَتلة. بئس مَا فَعلتم، وَتبا لِلعقولِ وَالنفوسِ الرَخيصةِ أيًا كانَ انتماؤها».
إلى ذلك، دعت فرنسا، السلطات العراقية لاتخاذ كل الإجراءات في سبيل معرفة من يقف وراء الهجوم التاجي.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان «فرنسا تدعو السلطات العراقية لاتخاذ خطوات لإلقاء الضوء على المسؤولين عن هذه الهجمات ومنع أي هجمات في المستقبل».
وأيضاً، ندّدت بعثة الأمم المتحدة في العراق «يونامي»، بالهجوم على معسكر التاجي شمالي بغداد. وحسب بيان لها «تدين الهجوم على قاعدة التاجي الذي أدى الى خسائر، ووقوع قتلى وجرحى في صفوف التحالف الدولي ضد داعش». وأضافت أن «هجوماً مثل هذا يُلهي عن الهدف الرئيسي، وأن آخر ما يحتاجه العراق هو أن يكون مكاناً للثأر والصراع».
وتابع البيان أن «ممارسة أقصى درجات ضبط النفس من جميع الجهات هو السبيل الوحيد للمُضي قدماً، وعلى الحكومة العراقية ممارسة سلطاتها الكاملة لمساءلة الجناة ومنع الهجمات في المستقبل». وختم بالقول: «تعرب الأمم المتحدة عن تعازيها لأُسر وبلدان الضحايا الذين لقوا حتفهم، وتتمنى الشفاء العاجل للجرحى».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية