برلين- “القدس العربي”:
دعا وزير المالية الألماني أولاف شولتس إلى التفاؤل، رغم أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد في ألمانيا. وقال شولتس، الذي يشغل أيضا منصب نائب المستشارة أنغيلا ميركل، الجمعة في البرلمان الألماني: “سنسيطر على الأمر سويا”.
ووافق البرلمان اليوم عقب جلسة مشاورات على دعم الشركات عبر توسيع الاعتماد على قانون العمالة بدوام جزئي لمواجهة تداعيات الأزمة، حيث سيُتاح لمزيد من الشركات الآن الحصول على مساعدات من الوكالة الاتحادية للعمل اعتبارا من نيسان/أبريل المقبل عندما يضطر 10% فقط من الموظفين للتغيب عن العمل، بدلا من نسبة الثلث التي كان معمولا بها من قبل.
وقال شولتس إن ألمانيا نجحت، خلال الأزمة المالية عامي 2008-2009 عبر العمالة بدوام جزئي الممولة من الأموال العامة، في الحيلولة دون حدوث انهيار في سوق العمل، وأضاف: “نحن حاسمون وقادرون على الفعل… يمكننا التضامن في مثل هذا الوقت العصيب”.
وكانت ولايات ألمانية عديدة قد أعلنت إغلاق المدارس ورياض الأطفال للحد من انتشار فيروس كورونا، حيث أعلنت ولاية زار لاند إغلاق كافة المدارس ورياض الأطفال اعتبارا من يوم الاثنين المقبل، لتلحقها بذلك ولاية بافاريا الألمانية التي أعلنت عن إغلاق المدارس أيضا ابتداء من الأسبوع المقبل. وسيستمر قرار الإغلاق للمدارس ورياض الأطفال في الولايتين لغاية نهاية عطلة عيد الفصح التي توافق 19 أبريل/ نيسان. وفي وقت لاحق أعلنت العاصمة الألمانية برلين عن إغلاق مدارسها ورياض الأطفال بسبب كورونا ابتداء من يوم الإثنين المقبل، في حين أعلنت هامبورغ وولاية شمال الراين أنها تدرس القرار.
كما قررت ولاية شليزفيغ-هولشتاين الألمانية إغلاق كافة المدارس ودور الحضانة بها اعتبارا من الاثنين المقبل. وذكرت وزارة التعليم ووزارة الصحة المحليتان في الولاية اليوم الجمعة، أن الإغلاق سيستمر حتى 19 نيسان/أبريل المقبل.
وتعتبر شليزفيغ-هولشتاين بذلك سادس ولاية ألمانية تتخذ هذا القرار بعد زارلاند وبافاريا وسكسونيا السفلى وبرلين وبريمن.
وكان عالم الفيروسات الألماني ألكسندر كيكوله قد أكد في تصريحات للقناة الثانية في التلفزيون الألماني (تسي دي إف) الجمعة أنه لا بد من إغلاق المدارس ودور الحضانة في كافة أنحاء ألمانيا للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد.
وقال كيكوله إنه يرى أن إغلاق المدارس ودور الحضانة على مستوى ألمانيا أمر “لا بديل عنه مطلقا”. وذكر كيكوله أن كل طفل مصاب سينقل العدوى من منظور إحصائي إلى طفلين أو ثلاثة آخرين، ما يؤدي إلى “عدوى جارفة” لا يمكن إيقافها بسهولة. وأضاف كيكوله: “الإجراءات السياسية متأخرة للأسف منذ أسابيع عن مواكبة التطورات”، موضحا أن أعداد المصابين المعلنة حاليا ليست سوى تعبير عن الوضع قبل عشرة أيام، مشيرا إلى أن ذلك يرجع من ناحية إلى فترة حضانة فيروس “سارس-كوف 2″، وإلى الفترة المنقضية حتى لحظة التشخيص من ناحية أخرى.
وطالب كيكوله المسؤولين لذلك بـ”تصرف استباقي”، مثل منح عطلات استثنائية تصل إلى عشرة أيام في العام، والتي يمكن أن يحصل عليها الآباء عندما يمرض أبناؤهم، مطالبا الحكومة الألمانية بتوضيح أنه يمكن للآباء أيضا الاستفادة من هذه العطلة كحجر صحي.
وفي تطور لاحق قررت الحكومة الاتحادية في ألمانيا وحكومات الولايات تأجيل جميع العمليات الجراحية والتدخلات الطبية الأخرى، غير العاجلة، بهدف إخلاء المستشفيات من أجل علاج المصابين بفيروس كورونا.
وجاء في قرار اتخذته الحكومة ورؤساء وزارات الولايات أن هذا الإجراء يسري بدءا من يوم الاثنين المقبل وحتى إشعار آخر.
وأكدت دوائر صحية في ألمانيا وفاة الحالة السادسة من المصابين بفيروس كورونا في البلاد.
وشهدت ألمانيا وفاة حالة سادسة من مصابي فيروس كورونا، وقالت دائرة المصابين بالمرض في ولاية شمال الراين ويستفاليا، غربي البلاد، إن امرأة تبلغ 78 عاما توفيت بعد ظهر اليوم الخميس نتيجة لإصابتها بالتهاب رئوي، وذلك في مستشفى مدينة هاينسبيرغ. ولم يتضح حتى الآن كيف أصيبت المرأة بالفيروس.
ووقعت أولى حالات الوفاة بالفيروس في الولاية وفي ألمانيا يوم الاثنين الماضي، وكانت الأولى لامرأة تبلغ من العمر 89 عاما، من مدينة إيسن، والثانية لأخرى تبلغ من العمر 78 عاما، من بلدة جانجيلت بدائرة هاينسبيرغ.
المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اعترفت أن الموقف الحالي الناجم عن انتشار فيروس كورونا المستجد، أشد خطرا من الأزمة المالية العالمية في 2008.
وقالت ميركل بعد لقاء مع رؤساء وزراء الولايات الألمانية: “نحن في وضع غير عادي بكل المقاييس، ولعله يكون أشد خطرا من فترة أزمة البنوك العالمية.” وأضافت ميركل أن العالم يتعامل الآن مع تحد صحي لا يملك له العلم ولا الطب إجابة له.
وقالت المستشارة إن المهمة تتمثل الآن في إنقاذ حياة البشر “بقدر الإمكان”، والحفاظ على الاقتصاد مستمرا في طريقه.
وأكدت ميركل أن “كلا من المهمتين تمثل طموحا وعلينا أن نكون على قدر الطموح”، وهذا يعني “تدخلا جراحيا يتطلب منا الكثير والكثير”.
يشار إلى أن نتائج استطلاع للرأي في ألمانيا قد كشف، عن رضا غالبية المواطنين عن إدارة وزير الصحة ينس شبان لأزمة عدوى فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي أجراه معهد (فورسا) أن 55% ممن شملهم الاستطلاع وصفوا إدارة الوزير للأزمة، بالممتازة أو الجيدة. في المقابل، رأى 37% من المشاركين أن إدارة الوزير للأزمة أقل من جيدة، أو سيئة.
يذكر أن الوزير شبان ينتمي إلى حزب المستشارة انجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي.
وأوضحت النتائج أن نسبة الرضى عن أداء الحكومة ككل في مواجهة الأزمة، جاءت أقل من نسبة الرضى عن الوزير شبان، حيث أعرب 43% فقط ممن شملهم الاستطلاع أن طريقة إدارة الحكومة للأزمة “ممتازة” أو “جيدة”، فيما وصف 52% ممن شملهم الاستطلاع هذه الطريقة بأنها “أقل من جيدة” أو “سيئة”.