بيروت ـ «القدس العربي»: القلق اللبناني من التطورات الأمنية على الحدود اللبنانية السورية إستتبعت بتحذيرات دولية عبّر عنها الموفد الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لتنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن الذي أبرز جلسة مغلقة لمجلس الأمن «الخطورة البالغة» التي يواجهها لبنان حالياً بسبب ما تضمره «الدولة الإسلامية في العراق والشام – داعش» و»جبهة النصرة» وغيرهما من الخلايا الإرهابية النائمة تحديداً لـ»حزب الله».
ونقلت معلومات صحافية من نيويورك أن الموفد الخاص حذر أولاً من «محو الإنجازات» التي أحرزها لبنان خلال السنوات الأخيرة من حيث تطبيق مندرجات القرار 1559، قائلاً أن «تكيّف» لبنان في مواجهة تداعيات الحرب في سوريا «معرض أكثر من أي وقت مضى للتلاشي».
وإذ عبر عن «القلق من إخفاق مجلس النواب في انتخاب رئيس جديد»، حذر أيضاً من «الأثر الضار» لترك هذا المنصب شاغراً، معتبراً أن «السياسيين اللبنانيين يجازفون كثيراً باستقرار بلدهم إذا أخفقوا في انتخاب رئيس جديد قريباً». ودعى مجلس الأمن الى «النظر في زيارة لبنان».
وبعدما لفت لارسن الى تزايد هجمات «داعش» و»النصرة» على الجيش اللبناني، حض على ايصال المساعدات العسكرية التي وعد بها لبنان «في أسرع ما يمكن» لأن «التأخير في نقليات الدعم الدولي يعرّض للأذى صدقية القوات المسلحة اللبنانية تحديداً»، مرحّباً خصوصاً بالمليارات الثلاثة التي قدمتها السعودية والعمل الذي بدأ مع فرنسا لتسليح الجيش. وأكد أن المساعدات هذه «ينبغي أن تصل الآن وليس لاحقاً».
ولاحظ أن «لبنان يواجه حالياً تحدياً لا سابق له»، لأن «الجماعات الإرهابية مثل داعش تستخدم تكتيكات جديدة – لم تعد تستخدم أسلوب اضرب وأهرب كما في الماضي، بل تسيطر على الأرض وتتمسك بها»، مشيراً الى أن لبنان «ليس بمعزل عن تطورات بقية المنطقة». ورفع داخل الجلسة خرائط غير تابعة للأمم المتحدة، تتعلق باتفاق سايكس – بيكو ومؤتمر سان ريمو لعام 1920 حين رسمت الخرائط الحالية للشرق الأوسط، مشدداً على أن «سيطرة داعش على أجزاء من سوريا والعراق أثارت تساؤلاً عن استقرار هذه الحدود»، وخصوصاً بعدما عبر هذا التنظيم عن نياته التوسعية. وتساءل عما يمكن أن يعنيه هذا للبنان، واستشهد بالحوادث الأمنية المتزايدة التي تقع في عرسال وبريتال، بما فيها الهجمات على مواقع «حزب الله»، كامتداد لما يحصل في منطقة القلمون السورية.
وكان لبنان ممثلاً بقائد الجيش العماد جان قهوجي البلد الوحيد المشارك في اجتماع واشنطن من خارج صفوف الدول الأعضاء في التحالف الدولي.ولم تأت هذه المشاركة من كون لبنان عضواً في الائتلاف الدولي ضد الإرهاب بل هي أتت «بموجب دعوة رسمية من رئيس أركان الجيش الأمريكي الجنرال مارتن دمبسي وخصوصاً أنّ لبنان بحسب مصادر عسكرية « معنيّ بمواجهة الإرهاب ويخوضها يومياً عسكرياً وأمنياً مع التنظيمات والخلايا الإرهابية في الداخل وعند الحدود».
في غضون ذلك، تساءل البعض في لبنان عن سر زيارة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الى البقاع في مطلع هذا الاسبوع… وما هي الأسباب الحقيقية لهذه الزيارة وما علاقة مستودعات الصواريخ والخوف من الاستيلاء عليها او اقله تدميرها من قبل «النصرة «و»داعش»؟!
ولفتت معلومات الى بداية تململ لدى العشائر في البقاع من الثمن الذي يدفعه أبناؤهم في صفوف حزب الله في قتالهم في سوريا وهذا ما دفع بالسيد نصرالله الى زيارة المنطقة من أجل الاجتماع بهم والتحدث إليهم.
سعد الياس