جدة – «القدس العربي»: التصريحات السعودية والتصريحات الايرانية المضادة، تؤكد ان العلاقات السعودية – الايرانية عادت الى نقطة الصفر والى مرحلة النزاع السياسي بعد فترة من الهدوء لم تدم اكثر من شهرين ،منذ زيارة مساعد وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان الى جدة يوم 25 اغسطس الماضي ،وتوجت فترة الهدوء في العلاقات السعودية – الايرانية بلقاء وزيري خارجية البلدين الامير سعود الفيصل ومحمد جواد ظريف في نيويورك يوم 21 سبتمبر الماضي، وحينها تحدث الوزيران عن اهمية التعاون بين بلدهما لكافحة الارهاب وحل مشاكل المنطقة .
الأوساط الاعلامية الايرانية المتشددة فسرت لقاء الأمير سعود الفيصل مع الوزير ظريف وعودة الاتصالات بين الرياض وطهران أنه «تراجع عن اخطاء ارتكبتها السياسة السعودية في سوريا والعراق «، ومثل هذا الكلام لم يزعج الرياض التي تعلم ان هناك تيارا ايرانيا متشددا ينظر بعداء للسعودية .
و بدا ان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل هو الذي اعاد واشعل نار النزاع مع طهران حين أدلى بتصريحات صحافية الاحد الماضي، انتقد وهاجم فيها السياسة الايرانية واعتبر طهران «جزءا من المشاكل في المنطقة وليس جزءا من الحل «، متهما أياها بـ«احتلال سوريا والعراق واليمن» داعيا الى سحب «القوات الايرانية المحتلة «لهذه الدول . ولكن الحقيقة ان تصريحات الامير الفيصل جاءت لتعبر عن غضب سعودي تجاه طهران وما أعاد واثار استياء الرياض بل وغضبها تجاه طهران ، قيام الحركة الحوثية المدعومة عسكريا واستخباراتيا من ايران باحتلال العاصمة اليمنية والسيطرة على اجهزة السلطة فيها.
ايران بدورها لم تسكت على التصريحات السعودية ،وقامت بالرد عليها من خلال مساعد وزير خارجيتها حسين امير عبد اللهيان (الذي مهد لعودة الاتصالات السعودية الايرانية عند زيارته الى جدة الصيف الماضي ) حيث صرح مطالبا السعودية بـ» سحب قواتها المحتلة من البحرين ».
وفي سبيل مزيد من المناكفة السياسية للرياض يثير الاعلام الايراني حاليا ضجة بشان قضية الحكم بالاعدام على السعودي المتطرف شيعيا الشيخ نمر النمر ،الذي اصدرت محكمة جزائية سعودية حكما قضائيا باعدامه «تعزيرا « بسبب اتهامه بمقاومة رجال الامن والاعتداء عليهم و»اشعال الفتنة الطائفية « والاخطر بذلك دعوته لفصل مناطق الاحساء والقطيف في المنطقة الشرقية،عن المملكة وتوحيدها مع البحرين لاقامة نظام حكم شيعي،كما جاء في لائحة الاتهام .
الرياض اعتبرت بدورها ان قيام بعض الجهات المتنفذة في ايران ،والمقصود هنا الحرس الثوري باستمرار دعم الحوثيين ومساعدتهم على الاستلاء على صنعاء والتمدد الى بقية المحافظات اليمنية ، يتعارض مع ما ابداه وزير الخارجية الايراني من حرص على التعاون مع المملكة ويؤكد – وفق مصدر سعودي – ان من يحكم في طهران هم المتشددون المعادون للسعودية، والذين يقفون وراء عمليات التدخل وفرض النفوذ الايراني في العالم العربي .
ومن هنا لاشك ان العاصمة السعودية ترى انه لامجال للتفاهم مع الحكومة الايرانية وان النزاع السياسي مع طهران سيستمر.
ولكن كيف والايرانيون يحققون مكاسب سياسية وغير سياسية في المنطقة واخرها في اليمن الذي استولى على شماله الحوثيون، وسيستولي على جنوبه الانفصاليون من جماعة الرئيس اليمني الجنوبي السابق علي سالم البيض الذي اصبح اقرب لايران، وكل هذا يجري تحت نظر وسمع المملكة وبقية المعنيين بالشان اليمني من دول الغرب .
سليمان نمر
اذا ارادت ايران ان تثبت حسن نواياياه فلتتجاوب مع دعوات دولة الامارات بحل سلمي لموضوع الجزر الاماراتيه الثلاث ان ايران محكومه من الحرس الثوري الذي يريد تصدير المشاكل لدول الخليج
لماذا يترك المجتمع الدولي ايران تعبث بالمنطقة العربية ..بل وتتدخل في الشؤون الداخلية لبعض من البلدان العربية..دون اي رادع سواء رسمي اوغير رسمي ..حتى وصل الامر الى ان يكون شكل التدخل احتلالا او ادارة لهذا البد او ذاك وبشكل مكشوف وعلى مرأى ومسمع من منظمات المجتمع الدولي…نعتقد بان بنود المواثيق الدولية قد عطلت الى اشعار اخر.
إن أي رد فعل سعودي أو عربي ضد إيران يحضى بتأييد العالمين العربي والأسلامي فقد بلغ استهتار إيران حده الأقصى فإيران تمنع السنة في إيران من الصلاة ومن الاحتفال بالعيد وتجوع ١٣ مليون بلوشي حتى الموت تقوم من الجهة الأخرى باحتلال أربعة دول عربية، العراق، سوريا، اليمن، لبنان إضافة إلى جزر الإمارات.
المطلوب قمة سعودية إيرانية في أقرب وقت , والحوار بدون سلاح , المصالح المشتركة أكثر كثيرا من الإختلافات ..
الظرف السياسي الراهن سيظهر محاكمة الشيخ الشيعي سياسية كيفما كانت لائحة التهم الموجهة إليه وفي حالة تثبيت الحكم عليه سيصبح شهيداً وهو ما زال حياً
لا حل سوى التفاهم مع إيران وإبعاده إليها( مقاومة رجال الأمن والإعتداء عليهم لا تلصق على شيخ بتلك السن وذلك البنيان الجسدي والإعدام مبالغ فيه )
قوة المملكة في السياسة الخارجية يقابلها نقاط ضعف في البنية الداخلية
حقيقة لن تكون المملكة كالبنيان المرصوص لكن في بعض الظروف قد تتوسع الشقوق الصغيرة فيخر السقف
خارجياً السعودية تعلم عمقها الإستراتيجي المسلم الذي قد تناديه عند الحاجة
لكنها عليها أن تعلم أنها داخلياً لن يتدخل أي طرف سني مسلم ليس بالسعودي إذ لا يفهم ولا يتفهم السعودي غير السعودي
ويبقى هذا مجرد رأي وأهل مكة أدرى بشعابها