الشاعر الهندي أمير خسرو: عالم من الموسيقى والغناء والعشق الأبدي

كانت الموسيقى من أهم معالم الحضارة الإسلامية في الهند، ولا مبالغة في قول إن أمير خسرو كان أصل هذه الموسيقى ومنبعها، حيث تمكن هذا العبقري الفذ في زمنه من اختراع الآلات الموسيقية، وابتكار أنواع من الغناء متعددة الألوان الفنية والأساليب والتقنيات، مثل القوالي والغزل والخيال والنقش، إلى ما هنالك من أنواع أخرى، واستطاع تطويع الصوت البشري، واكتشاف قدراته والذهاب به إلى أبعد مدى، وسبق في ذلك فن الأوبرا، الذي ظهر في القرن السادس عشر، بثلاثة قرون، كما وضع نظريات الموسيقى وقواعدها، وآلاف الألحان والأشعار التي تعزف وتغنى إلى اليوم، وقد ولد أمير خسرو باسم «أبو الحسن يمين الدين خسرو» في دلهي عام 1253 لأب تركي وأم هندية، وتوفي والده بينما كان لا يزال في سن الطفولة المبكرة، فنشأ وتربى في كنف جده لأمه، الذي عنى بتعليمه وتثقيفه، ودعم موهبته وملامح عبقريته، التي أخذت تظهر تدريجياً، وتتجلى من خلال قدرته على نظم الشعر منذ صغره، وسرعان ما انضم إلى بلاط السلاطين في عصره، وقضى حياته بالكامل تقريباً في قصر الحكم، الذي كان له فيه المكان الثابت على الدوام، مهما تغير اسم الجالس على العرش، فقد كان مؤرخاً عظيماً، يحرص كل سلطان على أن يدون سيرته ويحفظها في مصنفاته، التي من أشهرها «خزائن الفتوح» عن حروب السلطان علاء الدين خلجي.
كان أمير خسرو يجيد أكثر من لغة، منها التركية والسنسكريتية والهندية، ويعد أول من نظم الشعر باللغة الأردية، كما كتب بعض القصائد باللغة الفارسية، التي كانت لغة الدوائر الرسمية في البلاد على ما يبدو، أما اللغة العربية فهناك من يقول بأنه كان يجيدها، وإن لم يكتب بها أشعاره، إلا إننا نقرأ له بيتاً من الشعر ربما يكون بهذا المعنى: «لا سكر مصري في فمي لأتحدث العربية»، لكن لا شك في أنه كمسلم كان قريباً من اللغة العربية بطبيعة الحال، ولا تخلو أغنياته ذات الطابع الإسلامي من بعض العبارات العربية، التي تحمل معاني الحمد والتسبيح والمديح النبوي، ونرى أن علاقته بالثقافة العربية لم تقف عند حدود الدين الإسلامي، بل امتدت إلى جوانب أخرى، فكان أحد الشعراء الذين كتبوا نسختهم الخاصة من مجنون ليلى مثل نظامي كنجوي في أذربيجان وأحمد شوقي في مصر، ولعل خسرو هو من جعل أسطورة الحب العربية الخالدة، راسخة في الثقافة الهندية بوجدانها ومخيلتها إلى اليوم، فصار العاشق هو المجنون والمعشوقة هي ليلى في كل زمان ومكان، وقد اعتنت بوليوود كثيراً بحكاية قيس وليلى، وحرصت على استمراريتها وتقديمها بشكل جديد دائماً، وإعادة إحياء هذه القصة الرومانسية الأسطورية كي لا تنسى، وجعلت منها نموذجاً مقابلاً لحكاية روميو وجولييت في السينما الغربية، وعالجتها في أكثر من فيلم سينمائي على مدى تاريخها، كان أحدثها عام 2018 في فيلم مجنون ليلى للمخرج ساجد علي.

قضى حياته بالكامل تقريباً في قصر الحكم، الذي كان له فيه المكان الثابت على الدوام، مهما تغير اسم الجالس على العرش، فقد كان مؤرخاً عظيماً، يحرص كل سلطان على أن يدون سيرته ويحفظها في مصنفاته، التي من أشهرها «خزائن الفتوح» عن حروب السلطان علاء الدين خلجي.

وتعد آلة السيتار، التي اخترعها خسرو، من أهم وجوه عبقريته الموسيقية، التي تنبض إلى اليوم بخفقات شعوره، وتعكس فلسفته الفنية والروحانية، وهي آلة وترية ضخمة يصل عدد أوتارها إلى 19 وتراً، أودعها خسرو أسراره، لتترجم نغماتها المرهفة عن نفسه المضيئة ورقة طبعه وصفاء ذهنه، وهي من أكثر الآلات الموسيقية عمقاً ورقياً، التي نصغي إليها بأرواحنا، وما أن نستمع إلى اهتزازات أوتارها، نشعر بأننا نستمع إلى صوت الشرق، بغرائبه وغموضه وأسراره وروحانيته، وبأنها تتصل مع الوجدان بصلة ما مبهمة ومنسية لا يمكن تفسيرها أو تذكرها، وتكمن روعتها في أنها تلامس جذر الإنسان وأبعد ما في النفس البشرية من أسرار، بقدرتها على الإبانة الموسيقية، والتفاعل الحي التام والتواصل الفريد الفذ إلى اليوم مع الدنيا والكون والوجود، وما يسري في زوايا الوجدان من أفكار ورؤى وأحلام، وما يتهادى في النفس من معان لا يمكن للكلمات أن تعبر عنها، كما أنها صوت الحضارة الحي الذي لم يمت، بل ازداد حياة على مدى القرون المتعاقبة، وظل يبعث السحر والصفاء والنغم العذب الشجي، وألهمت آلة السيتار العديد من الموسيقيين، فأمسكت بها بعد يد خسرو أياد كثيرة ماهرة، لم تكتف بألحانه التي تعد بالآلاف، بل قامت بتأليف موسيقى جديدة، ويعد رافي شنكار من أبرع عازفي ومؤلفي موسيقى السيتار، وأمهرهم في العصر الحديث، حيث عمل لعقود على نشر صوتها في جنبات العالم، وجعلها دانية للأفهام قريبة من المشاعر، وهو من أهم أقطاب الموسيقى الكلاسيكية الهندية، وتحظى مؤلفاته بالاعتراف العالمي، ولم تلهم السيتار الموسيقيين في الشرق وحسب، لكنها ألهمت البعض في الغرب أيضاً، ومن أشهرهم جورج هاريسون، نجم فريق البيتلز البريطاني الشهير، الذي ترك الصراعات على النجومية والخلافات بين أعضاء الفريق، وذهب ليجد سلام النفس وسكينة الروح في الهند وموسيقاها، وشغف بآلة أمير خسرو، وصار صديقاً وتلميذاً لرافي شنكار، وتعلم العزف على السيتار، ونراه في أكثر من فيديو مرتدياً الملابس الهندية التقليدية، ويجلس متربعاً على الأرض أمام أستاذه الذي يكبره بعشرين سنة، وأصدر ألبومات مع رافي على أنغام السيتار، ومن أجمل أغنيات هاريسون الهندية، أغنية «رب جي ضيا كارو» المذهلة بروحانيتها ومناجاتها للإله طلباً للنور، ولم يخترع خسرو آلة السيتار وحسب، وإنما اخترع أيضاً بعض الآلات الإيقاعية كالطبلة الهندية المكونة من قطعتين، التي نراها تصاحب المغني وعازف السيتار شوجات خان، المختص بتقديم أغنيات خسرو بشكل يقترب بدرجة كبيرة على الأرجح من الأسلوب الأصلي الكلاسيكي، كما أنه يذوب في أشعار وأفكار خسرو الذي يعتبره فيلسوفه الأكبر.

أما فن القوالي فهو من أهم أنواع الغناء الصوفي، التي ابتكرها أمير خسرو، وهو فن جماعي يعتمد بشكل أساسي على الكورال، الذي يلعب دوراً مهماً في الغناء، من خلال ترديد الجمل الشعرية المحورية، وكذلك عمل التداخلات الصوتية، ومنهم من ينفرد أحياناً مغنياً النوتات المرتفعة جداً، بالتبادل مع المطرب الرئيسي، كما يعتمد الإيقاع في جزء كبير منه على الكورال أيضاً، الذي يقوم بالتصفيق بالأيدي بأشكال متباينة، ويعد أحد عوامل الإيقاع الأساسية، إلى جانب الدهول أو الطبلة، ويقوم الغناء على إمكانيات الصوت اللامتناهية، وتطول الأغنية الواحدة أحياناً إلى أكثر من نصف ساعة، وهو فن يذهب بالخيال قديماً في الزمن، وبعيداً نحو الشرق، ويخاطب الروح والمشاعر الإيمانية بالكثير من ذكر الله ومدح سيدنا محمد والصلاة عليه، ونستمع إلى الكثير من قواليات خسرو اليوم بصوت المغني الباكستاني راحت فتح علي خان، بأسلوب أكثر حداثة وعذوبة وسهولة، من أسلوب عمه نصرت، الأقوى والأكثر حدة والأشد تعقيداً، وكان لنصرت الدور الأكبر في نشر فن القوالي خلال السبعينيات والثمانينيات في أوروبا وأمريكا، ويتميز هذا الفن بالانفعال الذي يثيره في أعماق النفس الإنسانية، حيث يتأثر المطرب ويصل إلى حالة وجدانية، يبدو فيها كمن انفصل عن هذا العالم، وقد يصل إلى أشد اللحظات وجداً وولهاً، والانصهار في أشعار خسرو، التي ترقق القلوب، بما تحتوي عليه من معاني العشق والوجد والسعادة المطلقة بالفناء في المحبوب، وبلوغ الغايات الروحية العليا، وتقديس الجمال الأسمى والحب والحنان، وتطهير النفس وتنزيه الروح، ومن أشهر القواليات التي نستمع إليها بصوت نصرت أغنية «نمي دانم جه منزل» التي تعبر عن الغرق في لحظة الوصال والاتحاد بالمحبوب، وذلك الشعور الممتع بالضياع، حيث يكرر بسعادة في نهاية كل بيت: لا أعلم إلى أين أذهب، أو لا أعلم أين أنا.

أما فن القوالي فهو من أهم أنواع الغناء الصوفي، التي ابتكرها أمير خسرو، وهو فن جماعي يعتمد بشكل أساسي على الكورال، الذي يلعب دوراً مهماً في الغناء، من خلال ترديد الجمل الشعرية المحورية، وكذلك عمل التداخلات الصوتية

كما نستمع إلى فن الغزل الذي ابتكره خسرو، أو القصائد المغناة التي تتناول الحب بمعناه المطلق ومستوياته وتأويلاته المتعددة، ويقال إنه كان غزير الإبداع في هذا الفن، إلى درجة أنه ظل يُسمع السلطان علاء الدين خلجي، الذي حكم الهند لمدة عشرين سنة أغنية جديدة في كل ليلة، ومن أشهر غزلياته التي نستمع إليها بصوت نصرت أيضاً، أغنية «زحال مسكين مكن تغافل» التي يناشد فيها المحبوب بألا يتجاهل حاله المسكين وحبه وانعدام صبره على الفراق الطويل، وإذا كان لا يصلنا إلا القليل من معاني أغنيات خسرو المترجمة إلى اللغة الإنكليزية، فإن كل من الموسيقى والغناء والصوت البشري، يترجم الكثير من المعاني والأحاسيس بطريقة أخرى، ولغة أكثر شمولاً وقدرة على الوصول إلى الفهم وملامسة الروح.
أما عن العشق في أغنيات أمير خسرو، فنجده يشير دائماً إلى الحبيب أو المحبوب الإلهي، ويذكر اسم نظام في الكثير من أشعاره، ويكرر هذا البيت «أنا مستعد للموت من أجلك يا نظام»، والمقصود هنا هو «نظام الدين أولياء» 1238 ـ 1325، الصوفي السني الكبير في الهند، الذي يحظى بمكانة روحية رفيعة، وكان أمير خسرو مريده الأول المسموح له بالاقتراب منه والانفراد به، وكان يشجعه على الإبداع الموسيقي والغنائي، بل كان ملهماً له في كثير من الأحيان، ونظام هو المحبوب الأكبر والمعشوق حتى الموت لدى خسرو في أشعاره وفي حياته الفعلية، وكان هو السلطان الحقيقي في نظر الشاعر الذي اقترب من السلاطين وعاش في قصورهم، وفي ما كتبه من أشعار عن نظام الدين أولياء، نجد أعلى درجات العشق الروحي، كما نجد أن نظام هو الموضوع الفني الأول والقضية الخيالية الكبرى في قصائد خسرو، وكان غريباً حبه العظيم له، إلا إنه جدير بالتصديق والاعتراف والإيمان بقوته، ونرى أحياناً أن الجمهور يقف احتراما عندما يغني المطرب إحدى قصائد خسرو عن نظام، هذا الحب لم تخلده الموسيقى والأغنيات فقط، وإنما خلده أيضاً ضريحهما في مقبرة همايون، الذي يعد مزاراً أثرياً مهماً في دلهي، وكان موت نظام الدين أولياء عام 1325 الفاجعة التي هزمت أمير خسرو، وكانت أشد على نفسه من الأسر الذي وقع فيه، عندما هجم المغول على الهند، وذاق التعذيب والتهديد بالذبح في كل لحظة، والجوع والعطش والعري والإذلال، إلا إنه قاوم كل ذلك وتمكن من الهرب منهم، لكنه في عام 1325 عندما كان مسافراً إلى البنغال بصحبة السلطان غياث الدين تغلق، أتاه خبر وفاة نظام الدين أولياء، فهرع مسرعاً إلى دلهي، وتصدق بجميع أمواله، وفارق قصر الحكم إلى الأبد، وأقام في جوار قبر حبيبه لا يفارقه لحظة واحدة لمدة ستة أشهر حتى توفي هو الآخر، ولم يفارقه أيضاً بعد موته، لأنه دفن إلى جواره كما أوصى الصوفي الكبير، وأمام هذا الضريح الشاهد على هذا العشق الأبدي، لا تزال تغنى قصائد خسرو في حب نظام الدين.

٭ كاتبة مصرية

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول _خليل_@ عين باء:

    احسنت اخت مروة اختيارك توقيت مقالك عن موسوعة و عبقري هندي لا يتكرر في زمن تغول فيه مريدو حزب الشعب الهندي ”

    بهاراتيا جاناتا” القومي الهندوسي على مسلمي هند ناريندرا مودي عماء فاشيي الحزب القومي انساهم اسهامات عظماء

    من مسلمي الهند كامير خسرو و الذي يشهد له مقالك اليوم بأنه اب الفنون و ملهمها فيكفيه فخر انه صائغ آلة الستار التي لا يختلف

    فيها مختلفون في هنديتها

    1. يقول مروة متولي:

      مؤسف جداً ما يفعله البعض في الهند، البلد الذي نحبه بكل تنوعه.

  2. يقول _خليل_@ عين باء:

    لم ابالغ عندما قلت ان خسرو ابو الفنون الهندية ما دام هو اول من نظم الشعر بالاردو و اول من ابتدع فن القوالي و الغزل

    حيث لا يخفى على متتبعي الطرب الهندي – الباكستاني ان كل غرض شعري فيها يشكل فنا مستقلا عن غيره
    _
    ان كانت السينما الهندية قد عرفت بآلة الستار فلا يمكن اغفال فضل رافي شنكار في تقبل المستمع الغير هندي لها و استئناسه

    بها حتى بات لدى الكثيرين ذكرها مقرونا باسمه شكرا على مقالك الثري اخت مروة مزيدا من التألق

    تحياتي من مراكش

    1. يقول مروة متولي:

      كان عبقرياً بمعنى الكلمة، لا أزال أتمنى أن تنتج بوليوود الفيلم الذي يليق بأمير خسرو، لأنه من المستحيل أن تفعلها السينما العربية. رافي قدم السيتار للعالم بجدية شديدة جعلته ينتبه إلى سحرها وقيمتها الفنية. أما الطرب الهندي الباكستاني وعلى الرغم من المعاناة في فهم الكلمات، فإنه يمنحنا الكثير من السكينة والسلام. تحياتي لك أخي خليل

  3. يقول المراقب:

    الهندوس كانوا برابرة قبل مجيء الإسلام إلى الهند وعندما يحاول الهندوس الآن معاداة المسلمين في الهند -وهم أي المسلمون الهنود مسالمون جدا- فسيعود الهندوس إلى بربريتهم مرة أخرى والذي يحز في النفس أن دول الخليج ملآى بالهندوس و لو تم طردهم منها لوفرت هذه الدول ملايين فرص العمل للمسلمين. ولكن دول الخليج لا حول لها ولا قوة فالذي جلب الهندوس إلى الخليج هم البريطانيون ومن بعدهم الأمريكان الآن.

    1. يقول مروة متولي:

      وحدها السياسة تجلب اللعنات دائماً، الهندوس ليسوا برابرة (وكلمة برابرة ليست سبة أصلاً). الهندوس أصحاب فلسفة وثقافة وفن، ولا نتمنى الأذى أبداً لإخواننا الهندوس في الخليج، وهناك نقاط سوداء أيضاً في الحضارة الإسلامية في الهند، منها على سبيل المثال أن السلطان علاء الدين خلجي قتل عمه السلطان جلال الدين خلجي ليجلس مكانه على العرش، وهذا أبسط ما يمكن ذكره.

    2. يقول المراقب:

      إخوانك أنت، محال أن يكونوا إخواني، إخواني هم المسلمون فقط كما قال تعالى في كتابه العزيز.

  4. يقول مروة متولي:

    كان عبقرياً بمعنى الكلمة، لا أزال أتمنى أن تنتج بوليوود الفيلم الذي يليق بأمير خسرو، لأنه من المستحيل أن تفعلها السينما العربية. رافي قدم السيتار للعالم بجدية شديدة جعلته ينتبه إلى سحرها وقيمتها الفنية. أما الطرب الهندي الباكستاني وعلى الرغم من المعاناة في فهم الكلمات، فإنه يمنحنا الكثير من السكينة والسلام. تحياتي لك أخي خليل

  5. يقول ثائر المقدسي:

    “المراقب”… كلام الأخت مروة فيه قبس من الصحة… ولا تدع تعصبك الديني والعاطفي يعميك عن رؤية الحقيقة… خلال أقل من عشر سنوات، من توليه الحكم من سنة 1296 حتى سنة 1306، كان علاء الدين الخلجي قد بسط سلطانه على “الهندستان” كلها من “البنغال” إلى “البنجاب”… ولم يقف الأمر عند ذلك، بل توالت “انتصارات” علاء الدين الخلجي بفضل قائده الحبشي المظفر “كافور” إلى أن كان الاستيلاء بحملاته واختراقاته الدموية المعروفة قد شمل الجنوب الهندي بأكمله… كل هذا “الظفر” الجغرافي الهائل خلال زمن محدود جدا لم يكن ليتم بتلك “السهولة” لولا السفك البهيمي للدماء البشرية… فَـ”كراهية” الهندوس للمسلمين (وأنا ضدها، طبعا) لم تأت من لا شيء، وكذلك “كراهيتك” للهندوس كمسلم لم تأت من لا شيء هي الأخرى… !!!

  6. يقول مدقق لغوي محدث:

    *** وما أن نستمع إلى اهتزازات أوتارها، نشعر بأننا
    إما
    *** وما أن نستمع إلى اهتزازات أوتارها حتى نشعر بأننا
    أو (وهو الأصح)
    *** وما إن نستمع إلى اهتزازات أوتارها حتى نشعر بأننا
    (بكسر همزة إن في الأخيرة، وبدون فاصلة في الاثنين)

  7. يقول حي يقظان:

    تحية للأخت مروة على مقالها الشيق (ولو جاءت متأخرةً بعض الشيء)،
    مقارنة لافتة للنظر بين القصيدة/الأغنية المستقاة من قوالية أمير خسرو «نمي دانم جه منزل» التي يُكرر في نهاية كل مقطع منها عبارة: (لا أعلم إلى أين أذهب، أو لا أعلم)، من طرف أول، ومن طرف ثان، بين قصيدة إيليا أبي ماضي «طلاسم» التي يرد المقطع الأول منها على النحو التالي:
    جئت، لا أعلم من أين، ولكنّي أتيت
    ولقد أبصرت قدّامي طريقا فمشيت
    وسأبقى ماشيا إن شئت هذا أم أبيت
    كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟
    لست أدري!

إشترك في قائمتنا البريدية