الدوحة ـ”القدس العربي”: واجه الكثيرون في منطقتنا العربية، الجائحة التي انتشرت في مختلف مناطق العالم بمزيد من السخرية والتهكم، وأبدع بعضهم، عددا من النكت، في محاولة للتنفيس عن الحالة التي يعيشونها والتفريغ عن همومهم.
وساهمت وسائط التواصل الاجتماعي في انتشار الصور والفيديوهات التهكمية، والتي كانت أغلبها مستنسخة، ويتم تحويرها لتوائم اللهجات المحلية.
وتمحورت عدد من الصور والفيديوهات الطريفة، حول ظواهر أفرزها الوضع الجديد، وبقاء أفراد الأسرة في بيوتهم.
وتندر العرب بما خلقته الأزمة من مشاكل، خصوصاً مع بقاء الأزواج في بيوتهم، وهو ما سيساهم في ارتفاع نسب الطلاق، على حد وصف عدد معتبر من النكت المنتشرة حول الموضوع. ودعت بعضها رجال الدين لإصدار فتاوي جديدة من وحي الحالة المنتشرة، حيث أن الطلاق بالثلاث لم يعد كافياً، لأن بعض الأزواج يطلقون يمينها في الساعة 30 مرة.
وأبرزت جائحة كورونا ودعوة السلطات الأفراد للبقاء في بيوتهم، وجها آخر للرجل الشرقي، وتبارى كثيرون لنشر صور عن إنجاز بعض الشباب مهام في البيوت.
وفي الجزائر والمغرب تبادل الشباب صورهم، وهم معتكفون على تقشير الفاصولياء والبازلاء، مع وسم “نقي الجلبانة حتى لا تروح للجبانة” أي المقبرة.
كما تهكم البعض بأخبار وصور بعض الشباب وهم يطبخون ويعجنون الخبز والسميد، ويتفننون في إعداد حلويات، مع تعليقات ساخرة، من قبيل أن هؤلاء أصبحوا مطمح عدد من الصبايا والطبيبات والمحاميات، يتنافسن على خطب ودهم، لما أبرزوه من مهارات في البيت.
وانتشر عدد من الصور للابتكارات التي قام بها بعضهم لتسلية أبنائهم وأفراد أسرهم، حتى يبعدوا عنهم السأم. وتحدث كثيرون عن الجانب المشرق من الأزمة، واكتشاف لذة الحياة الأسرية. وتداول عدد من المغردين صوراً لبعض الشباب العرب، والادعاء أنهم اكتشفوا كم كانت زوجاتهم لطيفات وأحبوهن. ونال الرجال المعددين نصيبهم من النكت. وانتشرت تعليقات، من قبيل أن بعض الأزواج صاروا في ورطة، لأنه لم تعد لديهم أي حجة منطقية يتحججون بها لمغادرة بيوتهم، والتوجه لزوجاتهم الأخريات.
الأردنيون بدورهم تنافسوا على تجاوز واقع حظر التجول، بتحديات ساخرة، ومحاولات للخروج من البيوت. وانتشر عدد من الفيديوهات عن أفضل رمية قمامة، رافقتها تعليقات ساخرة، ومقتطفات من المعلقين الرياضيين على مباريات كرة القدم. كما صور بعضهم أنفسهم، وهم يرتدون أزياء غريبة، ويتخفون في ملابس ديناصورات، وحيوانات ضخمة للخروج إلى الشوارع، أو يسيرون وهم وسط أكياس القمامة. كما جسد آخرون مشهد جنازة، وهم يحملون نعشاً لأحد رفاقهم، خرجوا به إلى الشارع، لكنهم تركوه على قارعة الطريق، مع سماعهم لصافرة دورية أمنية.
وانتشر فيديو لفتاة الشيشة، وهي تهم للخروج من باب البيت، ويستقبلها عسكري برشاشه، لتلف عائدة إلى الداخل.
وتفاعل الشباب المصري مع الأزمة بشكل ساخر، وأطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي، رسائل توعوية للوقاية من فيروس كورونا على طريقتهم الخاصة. ونشر الفنان أحمد حلمي مشهدين من أبرز أفلامه، وهما “ألف مبروك” و”عسل أسود” عبر حسابه بموقع “انستغرام”.
كما نشر أحد المدونين مقطع فيديو لأحد المناطق السكنية في مصر، حيث تشارك السكان بغناء أغنية المهرجانات “بنت الجيران” خلال الحجر المنزلي، ليقارنها بمقاطع الفيديو المنتشرة للحجر المنزلي في كل من إيطاليا وإسبانيا.