لبنان: رسائل مدوّية من وزير الداخلية تجاه حزب الله تؤشر لتصعيد وتفجير حكومي: لن نقبل تحويلنا قادة صحوات متخصصين بفرض الأمن على قسم من المواطنين

حجم الخط
0

بيروت ـ «القدس العربي»: لم يقفل الاسبوع السياسي في لبنان من دون توجيه وزير الداخلية نهاد المشنوق رسائل مدوية إلى حزب الله في الذكرى الثانية لاستشهاد رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن ورفيقه المؤهل احمد صهيوني.
واعلن «اننا على قاب قوسين او أدنى من اكتشاف حقيقة جريمة اغتيال اللواء الحسن وهذا سيعلن في الوقت المناسب وانا مسؤول عن كلامي».
واكد انه «مهما فعل القتلة وذهبوا إلى ابعد الاماكن سنطالهم وسنقتص منهم بالعدل والقانون». وتوجه للشهيد الحسن: «كيف لي ان أغفر انك انشغلت بحماية أمن اللبنانيين ولم تحم نفسك؟».
وفي السياسة، أوضح المشنوق ان «ما سأقوله هو أول الكلام وليس آخره ومن له أذنان فليسمع»، مضيفاً: «لست من هواة تفجير الحكومة او التراشق السياسي لكن الملفات تتراكم وثمة من يعمل على تفجيرها».
وتابع «قلت انني سأكون وزير كل اللبنانيين وافرض شروط الأمن على الجميع ووضعنا خطة متكاملة تؤمن شروط الأمن والأمان في لبنان. ودافعت عن الخطة الأمنية وعملت على توفير البنية التحتية السياسية لنجاحها لكن للأسف ثمة من ظنّ انني تركت انتمائي السياسي لأغراض خاصة».
واعلن في اشارة واضحة لـ»حزب الله» ان «البعض اكتفى بجني ثمار الخطة الأمنية والسياسية من دون ان يساعد على انجاحها بل ساهم سلوكه بزيادة مشاعر الاحتقان والتوتر والغبن».
وكشف ان «البعض دفع بالخطة الأمنية في مكان ما لإخراج نتائج معاكسة لما أردته ولم تكن مجرد استعارة لغوية حين تحدثت عن مربع الموت، فالمربع شكل هندسي متساوي الاضلاع والمناطق التي ذكرتها متساوية في انتساب بعض الشذاذ فيها لثقافة الإخلال بالأمن والجريمة». وأعلن ان «الخطة الأمنية تحولت لمحاسبة بعض المرتكبين من لون واحد وترك الآخرين فثمة جهات توفر الحماية وتفتقر للصفاء الوطني بمقاربة الأمن».
وأضاف في سياق كشفه حقيقة تواطؤ الحزب مع مافيات الخطف والتزوير في البقاع: «في كل مرة أتحدث فيها عن خاطفين في بريتال أو مزوّرين في النبي شيت أو ما يفوقهما في حي الشراونة في بعلبك يأتيني الجواب الحزبي أن لا سلطة لنا ولا قدرة ولا معلومات تساعد على فرض الأمن، لأنّ الفاعلين يهربون إلى الجرود التي لا نعرف أولها من آخرها وفجأة تصبح الجرود أرض معركة فيها متاريس ودشم ومقاتلون يشارك فيها حزبيون بمساندة من الجهاز الرسمي نفسه، في إشارة إلى معركة جرود بريتال التي أثبتت بالصوت والصورة أنّ «حزب الله» يمتلك قواعد عسكرية مسيطرة على تلك المنطقة الجردية بخلاف ما كان يزعم بغية تغطية شبكات الخطف والتزوير في المنطقة. وقد طرقت الكثير من الأبواب وخاطبت الكثيرين منعاً لليأس والتعطيل لكن دون نتيجة»، معلناً انه تطرق إلى هذا الملف «مع الرئيس ميشال سليمان والضمانة الوطنية في رئيس مجلس النواب وكان في كل مرة يوافقني على ما اقول ، وذهبت للتوازن الوسطي في وليد جنبلاط وناقشت مع النائب ميشل عون الأمر نفسه لكن لا نتيجة».
وإذ أكد في المقابل رفض «تحويلنا إلى قادة صحوات متخصّصين في فرض الأمن على قسم من اللبنانيين، فيما القسم الآخر ينعم بالحصانة الحزبية»، اضاف: «أقول في حضرة روح وسام الحسن لن نكون على رأس تجربة مماثلة لتجرية العراق ولن نقبل لتحويلنا لقادة صحوات متخصصين في فرض الأمن على قسم من اللبنانيين فيما القسم الآخر ينعم بالحصانة الحزبية». واردف: «بالعربي البسيط اقول هيك ما بيمشي الحال».
وكشف المشنوق «إن تعثر الخطة الأمنية يعود لأسباب سياسية وليس لنقص الامكانات وهناك فريق من اللبنانيين يعتقد ان قدراته اكبر من لبنان لكنه لن يستطيع ان ينكر ان الكلفة يتحملها كل اللبنانيين لأن قدرته اصغر من المنطقة».
وسأل «ماذا لو وضع الحزب امكاناته بتصرف الدولة بدل التفرد بالقرار فهل كان وضعنا أسوأ او افضل؟»، واعلن «ان مواجهة الارهاب لا تتم إلا بركيزتين: الدولة والاعتدال بكل الطوائف والتشدد المذهبي لا يحارب بتشدد مذهبي آخر».
وختم: «قلت ما قلت بحثا عن أمن سياسي مشترك بين كل مناطق الاضطراب وهذا اول الكلام وليس آخره لأننا نريد حماية لبنان».
ويؤشر كلام وزير الداخلية والاتهامات التي ساقها إلى حزب الله إلى معادلة جديدة ستحكم الملفات الأمنية والسياسية وإلى مرحلة جديدة من التعاطي بين تيار «المستقبل» والحزب، خصوصاً وان المشنوق كان تميّز بوجوده على رأس وزارة الداخلية بالتواصل والتنسيق الأمني مع الحزب وخصوصاً مسؤول الارتباط وفيق صفا.
وكتبت صحيفة «المستقبل»، «لا ريب في أنّ القتلة تحسّسوا رقابهم أمس وهم يستشعرون حبل العدل يدنو ويلتف حولها مُحكماً قبضة الحق والحقيقة والعدالة فوق أيدي الحقد والغدر والإجرام.. فلا تخرج من عبث أو عدم تلك التأكيدات القاطعة والمتيقّنة في الذكرى السنوية الثانية لاغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن من أنّ «ساعة الحساب آتية»، كما توعّد الرئيس سعد الحريري مَن «اغتالوه على دروب الوفاء لرفيق الحريري، ولا سيما أنّ التحقيق بات «قاب قوسين من اكتشاف الجريمة وفق ما طمأن وزير الداخلية نهاد المشنوق عائلتي الشهيدين الحسن والمؤهل أحمد صهيوني في معرض إشارته إلى قرب اقتران الصورة بالصوت لكشف القتلة الذين توجّه إليهم بالقول: مهما فعلتم وأينما ذهبتم سنطالكم ونقتصّ منكم بالعدل والقانون».
وفي وقت لاحق، رد النائب وليد جنبلاط بإختصار على كلام وزير الداخلية فقال «لن ادخل في سجال مع صديقي نهاد المشنوق ونعم لا نريد صحوات لكن آن الأوان لصحوات فكرية تخرج اللبنانيين من السجال العقيم الذي يمزّقنا ووحده الحوار يجنب البلاد التوترات».
واضاف من عرمون خلال جولته على عدد من البلدات «لست هنا لادخل بسجال مع المشنوق انما فقط اشارة إلى ما قاله بالامس»، متابعاً»عرمون جزء من بيروت والضاحية واوصيكم ان تكونوا عائلة واحدة معهما مع الاحتفاظ بالرأي السياسي. نحن عائلة واحدة من عرمون إلى الشويفات والضاحية وبيروت ولبنان كله».

سعد الياس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية