أظهرت أزمة كورونا سلوكيات مختلفة للبشر، ظهر غيبيون منفصلون تمامًا عن الواقع، يعيشون في قوقعاتهم وقناعاتهم التي لا تتزعزع، وينسبون ما يجري إلى الفساد وانحراف البشر والفسوق والابتعاد عن الدين، واقتراب نهاية العالم، هؤلاء من مختلف الديانات والعقائد.
ظهر تسجيل لرجل في أحد شوارع نيويورك الخاوية، وهو يصيح ويدعو الناس إلى العودة للمسيح ملك الملوك «إنه غاضب عليك يا نيويورك، فخطاياك ملأت كأس الرّب»، هل تعلمين يا نيويورك أن أطفالك يُزالون من الأرحام في عمر أربعين يوما»، «إذا هربت إلى المسيح فهو لن يرفضك»، «وهو يستطيع أن يشفي الأرض من الأوبئة». مثل هذا الرجل توجد عشرات الملايين، وربما أكثر ممن يعتقدون بأن الوباء من علامات قدوم المسيح.
أما اليهود الحريديم فيعتقدون بأنه غضب إلهي لابتعاد الناس عن التوراة، ولعدم احترام السبت، والزنا، وتناول لحم الخنزير، ولهذا فهم لم يطيعوا التعليمات، وواصلوا التجمع في الكنس للصلاة، وفي المناسبات الاجتماعية، وبدون أي حذر، وهذا أسفر عن أن واحدًا من كل ثلاثة جرى فحصهم في مدينة (بْني بْراك) قرب تل أبيب وعددها 200 ألف نسمة، وجُد حاملا للفيروس، وتُظهرُ الفحوصات أن الفيروس منتشر أكثر من المعدل العام بكثير في المستوطنات والبلدات الحريدية، في داخل مناطق 48، وفي مستوطنات الضفة الغربية، كذلك في نيويورك، فنسبة الإصابات في الحي الذي يقطنه اليهود الحرديم أعلى من النسبة العامة في بقية أحياء نيويورك، ومن المفارقات أن وزير الصحة الإسرائيلي من هذه الطائفة، وقد رفض أي إجراءات لفرض القانون الصارم على هذه الشريحة، وأعلن عن إيمانه بأن المسيح المنتظر سيصل قبل عيد الفصح العبري القريب، وسوف يخلّص البشرية والشعب اليهودي، يعني لم يبق لهذا العالم سوى أسبوع.
العقل يشبه الحكم الذاتي في السياسة، أنت تدير أمورك وتتحمل مسؤولية تصرفاتك، أما الشأن الخارج عن نطاق عقلك فهو شأن إلهي
وهذا ما أكّدته علامات مثل العثور على أعداد كبيرة من الخفافيش ميتة في الحدائق العامة، في منطقة رمات غان جنوب تل أبيب، وقد فسرها بعضهم توراتياً، بينما قال آخرون بأن هناك من رش مبيدات في أمكنة تعيش فيها الخفافيش. من المفارقات، انشغال الشرطة وحرس الحدود بإقامة الحواجز في بلدات وأحياء الحريديم، ومطاردتهم، وتسجيل الغرامات المالية ضدهم، لمنعهم من دخول الكُنس للصلاة، أو التجمع في الشوارع، بينما يقف بعضهم على شرفات بيوتهم ويصرخون برجال الشرطة: نازيون نازيون.
من ناحيته يرى المسلم الأصولي أن سبب المحنة هو ابتعاد الناس عن الله، والفساد، وظلم الناس، وفقدان العدل، وكشف العورات، وشرب المنكر والزنا، وغيره من خطايا، ويتخذ البعض إجراءات وقاية والبعض يلجأ إلى الغيبيات أكثر وأكثر، فقد نُشر تسجيل على يوتيوب من العراق- واسط- النعمانية- يقول الرادود في الحسينية «مِن الزّيارة البعث ما مِنْعونا..لا والله ما تمنعنا الكورونا. «المرَض ما يوصلنا مِش بكيفه، والكاظم كريم وما يمرّض ضيفَه». الشبان الهائجون الذين يردون مع اللطم، يتمتعون بلياقة بدنية وصحة جيّدة، ولكن ممكن لهؤلاء أن يحملوا وينقلوا المرض إلى ذويهم من ضعفاء ومرضى ومسنين، بدون أن يشعروا بذلك. إلى جانب هؤلاء نجد المؤمن الذي يأخذ بالأسباب، ويتصرف بحذر، ويلتزم بالتعليمات الصادرة عن الجهات الرسمية خشية المرض وانتقال العدوى، رغم إيمانه بأن مصيره مكتوب، «فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون»، وكذلك أن الحذر لا يمنع من قدر، ولكنه يعمل بالآية الكريمة «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة»، وبالحديث الذي يحث على استعمال قليل من القطران إلى جانب الدعاء.
هذه قناعة الوسطيين، الذين يجمعون بين العلم والإيمان، وأعتقد أن هؤلاء يمثلون الشريحة الكبرى من الناس المسلمين وغير المسلمين، وأبرز منظّريهم هو المرحوم مصطفى محمود، ومن مقولاته الشهيرة «إذا نزل مؤمن وكافر إلى البحر فلا ينجو إلا من تعلم السباحة، والله لا يحابي الجهلاء، فالمسلم الجاهل سيغرق والكافر المتعلم سينجو». مثل هؤلاء يتحملون مسؤولية أنفسهم، انطلاقا من قناعة بأن الله منحهم عقلا كي يستخدموه، فالعقل يشبه الحكم الذاتي في السياسة، أنت تدير أمورك وشؤونك الشخصية وتتحمل مسؤولية تصرفاتك وخياراتك، أما الشأن الخارج عن نطاق عقلك وقدرتك وسيطرتك فهو شأن إلهي، هؤلاء يبادرون إلى العمل لإيجاد الحلول للمشاكل التي تواجههم في الحياة، وهو ما يسمّونه الأخذ بالأسباب.
إلى جانب هؤلاء وأولئك توجد فئة من المنضبطين العقلانيين، بدون علاقة بأي دين فلا ضرر ولا ضرار، وكذلك يوجد فوضويون ومستهترون أيضاً، بعيداً عن أي دين، لدى بعضهم ثقة زائدة بنفسه وبحصانته البدنية، ولا يهتم ولا يتّخذ أي إجراء لمنع انتقال الفيروس له أو لغيره، ويوجد نازيون يعتقدون بأن البقاء للأقوى وعلى الضعفاء أن يرحلوا. إضافة لكل هؤلاء، يوجد من يدركون أهمية الحذر، والتعامل الواقعي مع الوباء، لكنهم عاجزون في ظروف معيشتهم وسكنهم وإمكانياتهم، أن يطبّقوا ما يجب فعله، وقد يكون كثيرون منهم في السجون والمعتقلات، بدون الحد الأدنى من مقوّمات الوقاية، سواء من ناحية مواد التعقيم والماء والصابون، أو من ناحية الاكتظاظ وراء الجدران والقضبان، خصوصاً في أنظمة الظلام التي لا تقيم وزناً لحياة الإنسان أو سلامته.
كاتب فلسطيني
قال الامام علي كرم الله وجهه بما معناه الناس نيام اذا ماتو انتبهوا ..ولذلك فرجال الدين انتبهوا وبحثوا وتقصّوا واستنتجوا ..بأن هذه الفوضى هي السبب وليس كورونا المسكين ..فهو نتيجة لاسباب عديدة ووليد الفترة التي هي كل مئة عام يجب ان يتجدد دم الكون والعالم ..
فالله يأخذ الأمثل فالأمثل ..
لا ادري ماذا اقول فديني ومعرفتي وبعض ثقافتي اعطتني
بعض المؤشرات بأن علينا كذوي عقول تفكر ان لا نعلق الآمال ولا الذنوب على شمّاعات ..فلكل سبب نتيجة ..ولكل ذي عقل وتجربة وعي يدركه فمن لا تدركه الابصار أحبّ لنا ان ندركه بجند بسيط ..فطبيعة الانسان مهما بلغ الحاده هو النظر الى السماء في حال شكّته شوكة فكيف بمرض يحصد الناس ؟ فياا الله ويا رب ..وحّدت العالم بجميع اديانه وطوائفه .. كثيره هي اقوال علماء المسلمين عن أنّ الوباء هو سبب الاستيقاظ من الغفلة ..والعلم والدين يلتقيان وليس كالسياسة خطين متوازيين لا يجتمعان الا بأن الحرب خدعة ..وهذا رأيي ..فالسياسة اذا اجتمعت مع الدين فبقوانين تكون لصالح العباد والبلاد ?❤?
مقاله رائعه تستحق القراءة والتأمل والتعمق والتفكر واذا قررت الاختيار فأنا اختار الوسطية في الامور فلقد أثنى الله تعالى على أمة الإجابة بكونها أمة وسطا وذلك في قوله: ((وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس..الآية)) أي أنهم بين طرفين متناقضين كلاهما باطل ( ما يُسمى غلو وجفاء أو إفراط وتفريط)، فالوسطية الصحيحة الممدوحة شرعا هي ما كانت وسط بين تطرفين.
فالوسطية في القرآن الكريم تعني ان يكون المسلم في الوسط او كما يقولون( ماسك العصا من منتصفها)وهذا قد ينطبق عليه قول الله تعالى (ان الذين يكفرون بالله ورُسُله ويُريدُون أن يُفرقوابين الله ورسُله ويقولون نؤمنُ ببعض ونكفرُ ببعض ويُريدون أن يتخذوابين ذلك سبيلا* أولئك هُم الكافرون حقا وأعتدنا للكفرين عذابا مُهينا ) النساء 150 +151
فأية (الوسطية) تفسربعضها بعضا,فالله سبحانه وتعالى جعل امة الإسلام بموجب هذه الأية الكريمة امة وسطا ف(الوسطية) هنا تعني العدل,اي أن الله سبحانه وتعالى جعلنا أمة عادلة, لماذا؟؟
فالأية تجيب على ذلك لنكون شهداء على الناس,فحرف اللام للتعليل ثم ليكون الرسول شهيداعلى شهادتنا (يتبع)
( تكمله ثانيه )لأن(الرسول صلى الله عليه وسلم) هو أعدل خلق الله ومما يؤكد على ان (الوسطية) هي العدل الأية الكريمة(قال أوسطهم ألم اقل لكُم لولا تسبحون *قالوا سُبحان ربنا إنا كنا ظالمين ) ]القلم 28+29 [ . فأوسطهم معناها هنا اعدلهم فإخوانه (قالوا يا ويلنا إنا كُنا ظالمين).
فالظلم نقيض العدل, و(الوسطية) تعني بالإضافة الى معنى العدل الآفضل والآحسن والخير ويُقال(قريش اوسط العرب)نسبا ودارا,اي خيرها,وكا ن (الرسول صلى الله عليه وسلم) وسطا في قومه اي اشرفهم نسبا, والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ان(الله جعل للشهداء في الجنة مائة درجة ما بين الدرجة والدرجة كما بين السماء والأرض وان اوسطها الفردوس)اي أن افضلها واجودهاوخيرها واحسنها درجة فاسألوا الله (الفردوس).
فمن اجل هذه الشهادة خص الله هذه الأمة بأكمل الشرائع وأفضلها وخيرها واقوم المناهج واوضح الأديان التي سنشهد بها على الناس.
(كنتم خيرامة اخرجت للناس) ( ما فرطنا في الكتاب من شيء )(وجاهدوا في الله حق جهاده هُو اجتباكُم وما جعل عليكُم في الدين من حرج ملة ابيكُم إبراهيم هو سماكُم المسلمين من قبلُ وفي هذا ليكُون الرسُولُ شهيدا عليكُم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولكُم فنعم المولى ونعم النصير) الحج 78 .(يتبع)
( تكمله ثالثه) فالعدل الذي تعنيه (الوسطية كما جاءت في الآية الكريمة )جعل من امة الإسلام بمثابة نقطة الارتكاز لكل الأمم وأهل الأديان السابقة,اي عبارة عن نقطة التوازن بينها,فمثلا ان الميزان هو رمزلتحقيق العدالة, ومن اجل ان يكون الميزان عادلا ودقيقا عند وزنه للأشياء يجب ان تكون نقطة الإرتكاز التي تحقق التوازن الدقيق والعدل بين كفتي الميزان في منتصفه بالضبط , فأي انحراف او تراخي ولو بمقدار شعرة عن نقطة الإرتكاز فإن كفتي الميزان يحدث بهما خلل يؤدي الى الظلم وعدم العدل, فمثل الميزان كمثل امة الإسلام, فهي بمثابة نقطة التوازن والإرتكاز لهذا الميزان الذي كفتاه هما (القرأن والسنة)اللذان سنشهد بهما على الناس,وهذا يقتضي التمسك بهما بدقة للمحافظة على توازن الميزان ,و(الوسطية) توجب علينا نحن المسلمين ان نزن جميع افعالنا بهذا الميزان العادل وأن الانحراف بمعنى (الوسطية) يؤدي الى انحراف الميزان فنضل ونضل قال الرسول صلى الله عليه وسلم (تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي )وعدم التمسك ب(الوسطية) اي بالعدل كما ارادها الله سيؤدي بنا
الى أن نظلم أنفسنا ونظلم غيرنا من الناس.( يتبع)
( تكمله رابعه )فمن وسطية الإسلام أي عدله أن نشهد على الناس بالعدل ولو كانو من غير المسلمين(يا أيها الذين أمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكُم شنأن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبيرُ بما تعملون) [المائدة : 8 ] . ومن وسطية الآسلام وعدله أن الله سبحانه وتعالى وهوأعدل العادلين حرم الظلم على نفسه وجعله بيننا محرما ولو بمقدار ذرة . قال تعالى (لقد أرسلنا رُسُلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناسُ بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد) الحديد 25 ،قال تعالى (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفسُ شيئاً وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين) الأنبياء47 .قال تعالى (والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينهُ فأولئك هُمُ المفلحون*ومن خفت موازينهُ فأولئك الذين خسروا أنفسهُم بما كانوا بأياتنا يظلمُون )] الأعراف8+9 .قال تعالى ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره* ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ) ]الزلزلة 7+8 [.
فهذه الأيات كُلها تتحدث عن العدل المطلق,وهذا يتوافق مع مفهوم ان الوسطية هي العدل,فالميزان والعدل مفهومان يدلان على الوسطية. ( يتبع)
( تكمله اخيره )بالنهاية أعتقد أن اللجوء إلى العقل والمنطق كفيلان بصياغة حياة نفسية متوازنه تساعدنا على تخطي هذه الأزمة بدون تعقيدات راجية السلامة والصحة وهداة البال الجميع.
الرائع سهيل كيوان شكرا من صميم القلب لسعة صدرك شكرا لما قدمت وطرحت وابدعت فنحن دائما معك قلبا وقالبا، لقد نجحت في التطرق إلى ما يناسب حضارتنا روحا وعقيدة مع تمسكك التام بالثوابت الإيمانية،دمت ذخرا لنا جميعا.