دبي/عواصم – وكالات الأنباء: قال مصدر خليجي مطلع إن السعودية تدعم التعاون بين منتجي النفط لتحقيق استقرار السوق لكن معارضة روسيا لاقتراح الشهر الماضي بخفض الإنتاج تسبب في الاضطرابات التي تعاني منها أسواق النفط.
وتراجعت أسعار الخام الدولية بما يزيد عن 50 في المئة لتصل إلى أقل من 26 دولارا للبرميل منذ السادس من مارس آذار. جاء ذلك بعد أن فشلت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بقيادة السعودية في التوصل إلى اتفاق مع روسيا التي تقود المنتجين غير الأعضاء بالمنظمة على سياسة إنتاج مشتركة ردا على التراجع الحاد في الطلب على الوقود والناجم عن انتشار فيروس كورونا.
وقال المصدر الخليجي أمس «المملكة لا تزال متمسكه بموقفها والمرحب بالتعاون العادل بين جميع المنتجين لتجاوز الأزمة الحالية والدفع في اتجاه استقرار السوق البتروليه».
وقال أيضاً أن اعتراض روسيا على اقتراح أجمعت عليه دول «أوبك+» خلال اجتماعها في فيينا في السادس من الشهر الماضي أثار اضطرابات السوق.
وأضاف «إن سبب المشكلة التي تواجهها أسواق النفط واضحة للجميع حيث أن وقوف روسيا ضد تخفيض الإنتاج الذي اجمعت عليه دول أوبك+ في الاجتماع الأخير قاد إلى انهيار الاتفاق، وإن الموقف الروسي يعد السبب الرئيس في حدوث الاضطرابات التي تعاني منها السوق البتروليه والتي تزامنت مع نقص الطلب على البترول الناتج عن اوضاع الاقتصاد العالمي».
الرياض تتبرَّأ من مسؤولية انهيار الأسواق وتُحملها لموسكو
وقال مصدران في قطاع النفط أن إمدادات السعودية من الخام ارتفعت أمس الأول إلى مستوى قياسي يتجاوز 12 مليون برميل يوميا، وذلك رغم تهاوي الطلب جراء تفشي فيروس كورونا والضغوط الأمريكية على المملكة للتوقف عن إغراق السوق.
على صعيد آخر قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه دعا المسؤولين التنفيذيين لشركات النفط إلى اجتماع في البيت الأبيض أمس الجمعة أو بعد غدٍ الأحد لبحث سبل مساعدة القطاع الذي تضرر بشدة بسبب انهيار الطلب على الطاقة أثناء جائحة فيروس كورونا وحرب أسعار بين السعودية وروسيا. وأضاف «سنعقد الكثير من الاجتماعات بخصوص الأمر».
وتابع قائلا «على مستوى العالم، دُمر قطاع النفط…هذا سيء جدا لروسيا، وسيء جدا للسعودية. أعني أنه سيء جدا لكلتيهما. أعتقد أنهما ستبرمان اتفاقا».
كما قال أنه أجرى محادثات في الآونة الأخيرة مع القيادات في كل من روسيا والسعودية، وأنه يعتقد أن البلدين سيبرمان اتفاقا لإنهاء حرب الأسعار الدائرة بينهما في غضون «أيام قليلة»، مما سيؤدي لخفض الإنتاج وعودة الأسعار للصعود. وفقدت أسعار النفط العالمية نحو ثلثي قيمتها هذا العام، في ظل توقف شبه تام للاقتصادات العالمية وبدء السعودية وروسيا في نفس الوقت في إغراق السوق بالخام.
وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال»، التي كانت أول من أورد نبأ الاجتماعات المزمعة في الولايات المتحدة، أن من المتوقع أن يبحث ترامب خلالها مع المسؤولين التنفيذيين في شركات النفط عددا من الخيارات لمساعدة الصناعة، تشمل إمكانية فرض رسوم على واردات النفط من السعودية.
وقالت أيضا أن من المتوقع أن يشارك ممثلون عن شركات نفط رئيسية في الاجتماع الأولي مثل «إكسون موبيل»، و»شيفرون»، و»أوكسيدنتال بتروليوم»، و»كونتيننتال ريسورسز».
وقال مصدر مُطَّلِع على الخطة أن ممثلين عن مصاف نفطية ومنتجين صغار سيشاركون أيضا في الاجتماع.
وقال «معهد البترول الأمريكي»، الذي يمثل قطاع النفط والغاز في الولايات المتحدة، أن رئيسه مايك سومرز سيحضر الاجتماع الأولي، لكنه أضاف «لا نسعى إلى أي إعانات من الحكومة أو إلى تدخل معين في الصناعة في الوقت الراهن للتعامل مع الاتجاه النزولي الذي تشهده السوق في الآونة الأخيرة».
وصف ترامب هذا الأسبوع حرب الأسعار بين روسيا والسعودية «بالجنون» وتحدث في الأمر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتحدث وزيرا الطاقة في البلدين في وقت لاحق واتفقا على مواصلة المباحثات بمشاركة كبار منتجي النفط والمستهلكين في العالم، حسبما أفاد الكرملين.
وقالت إدارة ترامب أنها تخطط أيضا لإرسال مبعوثة خاصة إلى الرياض للضغط من أجل خفض الإنتاج.