لندن- “القدس العربي”:
نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا لمراسلها ستيف هندريكس، قال فيه إن جهاز الإستخبارات الإسرائيلي “الموساد” أصبح يقوم بالبحث عن أجهزة التنفس من أماكن سرية لمواجهة فيروس كورونا.
وأضافت الصحيفة، أن الموساد أصبحت له مهمة توفير الأجهزة الطبية بدلا من القيام بعمليات التجسس التقليدية التي يقوم بها. واستندت الصحيفة في معلوماتها إلى مسؤولين حكوميين وتقارير صحافية إسرائيلية، قالت إن الجهاز استطاع فعلا توفير ملايين من الأقنعة والماسحات ومعدات الاختبارات الفيروسية بالإضافة إلى عدد قليل من أجهزة التنفس.
وبينما أكد المسؤولون في الموساد لوسائل الإعلام أنه تم تأمين المعدات، إلا أن الجهاز رفض الكشف عن مصدرها، الأمر الذي أثار تكهنات حول حصول عملاء الموساد على المعدات من دول أخرى أو اشتروها من دول عربية لا تقيم إسرائيل معها علاقات دبلوماسية.
ووصف أحد مسؤولي الموساد الذي رفض الكشف عن هويته السوق الدولية، قائلا إنها أصبحت فوضوية، حيث تتدافع الحكومات من جميع انحاء العالم للحصول على نفس القائمة القصيرة للسلع التي أصبحت فجأة الاكثر طلبا، بما في ذلك أجهزة التنفس وأجهزة “إن 95” للتنفس، بالإضافة لمعدات حماية أخرى.
وقال المسؤول في تصريحات لبرنامج “يوفدا” وهو برنامج أخبار استقصائي على القناة 12 الإسرائيلية: “نحن نستخدم اتصالاتنا المميزة للفوز بالسباق وربما نفعل ما يفعله العالم كله”.
وأشار التقرير إلى أن الموساد، يخضع مباشرة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وقد رفض مكتب رئيس الوزراء التعليق على البرنامج، رغم أن الحكومة هي التي أمرت بالعملية في منتصف آذار/ مارس.
وعلّق مسؤول بارز أن تركيز الحكومة على احتواء الأزمة، دفع الموساد لاستغلالها والمساهمة بدور بارز في المشتريات، وذلك بسبب براعة الوكالة اللوجيستية وليس بسبب عملاء الوكالة السريين.
وقال هذا المسؤول الذي تحدث شريطة عدم كشف هويته بسبب حساسية هذا الموضوع، إن إسرائيل لن تحول إمدادات مخصصة لدول أخرى.
وحتى هذا الوقت سجلت أكثر من 6200 حالة كوفيد- 19 في إسرائيل، بما في ذلك أكثر من 100 حالة في العناية المركزة.
ويعتبر النظام الصحي الإسرائيلي من الأنظمة الصحية المتقدمة بالمنطقة، إلا أنه كان يعاني من نقص في التمويل بدرجة خطيرة. فمستشفيات البلاد مزدحمة بالمرضى بمستويات عالية جدا حتى قبل تفشي المرض. ويقول مراقبو الأمن القومي إن عوامل السرعة وشبكات التجسس والشبكات الدولية في الموساد ستجعل الجهاز جيدا في تحديد وتأمين الإمدادات الطبية.
الموساد ليس له قدرة لوجستية ولكن له اتصالات في كل مكان، بما في ذلك العالم العربي، وقد اشترى معدات من دول عربية
وقال يوسي ميلمان، المراقب منذ فترة طويلة لأجهزة الإستخبارات الإسرائيلية، وكاتب عمود في صحيفة “هآرتس” إن “الموساد ليس له قدرة لوجستية، ولكن له اتصالات في كل مكان، بما في ذلك العالم العربي”.
وعلى سبيل المثال، أضاف ميلمان أن “الموساد سيكون قادرا على العثور على أجهزة تنفس للبيع في أبعد زوايا العالم”.
وتتسابق حكومات العالم للحصول على الإمدادات الطبية من المخزونات العالمية المتضائلة أصلا، مما حرّض البلدان على بعضها البعض، ونشبت حروب العطاءات التي أدت الى ارتفاع الأسعار مع ارتفاع الطلب.
وقال نتنياهو في خطاب قبل أسبوعين: “تتنافس 200 دولة باستثناء واحدة أو اثنتين بشدة على هذه المعدات”. وأضاف أن “دولة إسرائيل تستخدم كل الوسائل المتاحة لها وتبذل جهدا هائلا لتعويض النقص”.
وبحسب ما ورد، نجحت جهود الموساد في تأمين 25000 قناع تنفسي، و10 ملايين قناع جراحي، وأكثر من 20 ألفاً من معدات اختبار الفيروس. كما حصل على 27 جهاز تنفس، و160 أخرى في طريقها، على الرغم من أن هذا لا يمثل سوى جزء بسيط مما تحتاجه المستشفيات.
ووفقا للتقارير، لم تكن أول خطوة لشراء المعدات من الخارج ناجحة، فعندما تسلم الموساد 100 ألف من معدات اختبار الفيروس، تبين أنها غير صالحة للاستخدام، لكن المسؤولين قالوا إن وتيرة ونوعية شحنات الإمداد ارتفعت.
وعبّر ميلمان عن عدم ارتياحه لخلط خنجر الموساد وإبرة الطبيب، وأن كل صفقة يقوم بها الجهاز ستنتهي بعد تراجع الأزمة، وقال: “لا توجد هدايا مجانية” و”في النهاية سيضطر الموساد الى تسديدها، من يدري بأية عملة”.
وقالت وكالات إسرائيلية أخرى إن وكالات المخابرات ليست وحيدة في موجة التسويق الأجنبية. فأكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنه يعمل مع الموساد ووكالات أخرى للحصول على معدات طبية وإمدادات من الخارج.
وامتنع الجيش أيضا عن تحديد مكان وكيفية الحصول على الإمدادات الطبية. وقال مسؤول دبلوماسي إن وزارة الخارجية الإسرائيلية اشترت امدادات في أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وآسيا وأوروبا. وعلى حد قول المسؤول الدبلوماسي، تمت إزالة الحواجز البيروقراطية النموذجية لإيصال الشحنات في الهواء. كما قال هذا المسؤول الذي لم يصرح عن اسمه، إن جهود الشراء الحكومية يتم تنسيقها من مركز القيادة حيث ينضم مسؤولو الموساد إلى العاملين في وزارتي الدفاع والشؤون الخارجية، ويعملون على قائمة المطلوبات لوزارة الصحة.
وتعمل إسرائيل أيضا على زيادة الإنتاج المحلي، حيث تقوم وحدة التكنولوجيا 81 التابعة للجيش حاليا بصناعة أجهزة تهوية ومعدات واقية. وقد تم تحويل مصنع قطع خزان الأسلحة والدروع لتصنيع المعدات الطبية وأدوات التعقيم.
هذا يعني بكل بساطة أن هذا الكيان الإرهابي هو عبارة عن عصابات بوليسية وعسكرية ومخابراتية لا علاقة لها بأي شكل من أشكال الدولة الحديثة ولا بالحضارة المدنية على الإطلاق، وهو ما يستلزم إزالة هذا الكيان الأخطر من الأوبئة والسراطانات والكوارث الطبيعية!