اليمن: هادي يواجه مشاورات صعبة لتشكيل الحكومة واستمرار المواجهات بين الحوثيين والقبائل

حجم الخط
1

صنعاء ـ «القدس العربي»: أكدت مصادر قبلية في مدينة رداع، وسط اليمن، مصرع نحو 68 مسلحا حوثيا، فيما لقي نحو 5 مسلحين من رجال القبائل مصرعهم، في سلسلة من العمليات والمواجهات بين المسلحين الحوثيين والمسلحين القبليين وعناصر القاعدة في مدينة رداع، بمحافظة البيضاء يوم أمس.
وقالت لـ«القدس العربي» ان «المسلحين الحوثيين تكبدوا خسائر كبيرة اليوم ـ أمس ـ في الأرواح، حيث لقي نحو 23 مسلحا حوثيا مصرعهم في تفجير حصن دار كزم، بالاضافة الى مقتل نحو 29 آخرين في جبهتي القتال في وادي ثاه وجبهة قيفة ـ عنس، بالاضافة إلى سقوط 15 قتيلا على الأقل في انفجار استهدف منزل يتجمع فيه المسلحون الحوثيون في مدينة رداع بعد عصر أمس، وأن العدد في تصاعد مستمر مع استمرار القتال بين الجانبين».
وأوضحت أن تفجير حصن دار كزم يعتقد أنه من تنفيذ عناصر القاعدة الذين كانوا متمركزين في هذا الحصن ثم انسحبوا تكتيكيا منه تحت الضغط الحوثي عليهم، بعد أن قاموا بزرع عبوات ناسفة حوله، وما أن غادرته عناصر القاعدة سيطر عليه المسلحون الحوثيون فقام عناصر القاعدة بتفجيره بمن فيه وسقط إثر ذلك 23 من المسلحين الحوثيين. وأكدت المصادر مقتل 29 آخرين من المسلحين الحوثيين أيضا في جبهتين للمواجهات المسلحة بين المسلحين الحوثيين ورجال القبائل المسلحين السنّة الرافضين للتمدد الحوثي الشيعي المسلح في مناطقهم القبلية في محافظة البيضاء في منطقتي وادي ثاه ومنطقة قيفة القبلية في محافظة البيضاء المحاذية لمنطقة عنس في محافظة ذمار.
إلى ذلك ذكر شهود عيان أن انفجارا ضخما نفذته عناصر من القاعدة بعد عصر أمس استهدف اجتماعا للمسلحين الحوثيين في منزل رئيس فرع حزب المؤتمر في مدينة رداع، الموالي للحوثيين، أسفر عن سقوط 15 قتيلا من المسلحين الحوثيين وإصابة 12 آخرين وتدمير 7 سيارات ومدرعة جيش.
وذكرت أن كافة قبائل محافظة البيضاء توحدت بالكامل لمجابهة الزحف الحوثي المسلح نحو المحافظة، واعتبرت هذا التقدم الحوثي نحو محافظة البيضاء أشبه بالزحف القبلي من محافظة ذمار المجاورة لها، بسبب أن أغلب المسلحين الحوثيين وقياداتهم من محافظة ذمار، يتقدمهم أحد وزراء الداخلية السابقين.
وكانت عناصر القاعدة المتمركزين في المناطق القبلية المحيطة بمدينة رداع بمحافظة البيضاء استغلت الزحف الحوثي نحو مدينة رداع فقامت بمجابهتها بالقوة ونفذت ضدها العديد من العمليات الهجومية والانتحارية بمبرر أنها قوات شيعية تسعى لإشعال حرب طائفية والاعتداء على سكان المناطق السنية في محافظة البيضاء وغيرها من المناطق اليمنية الأخرى.
وذكرت مصادر محلية في محافظة إب أن مسلحي القاعدة فجروا أمس منزل أحد المسئولين الحوثيين المحليين في منطقة العدين بمحافظة إب، المجاورة لمحافظة البيضاء.
وأوضحت أن مسلحين القاعدة قاموا بتفجير منزل القيادي الحوثي بعد أن توافدوا بالمئات الى منطقة العدين، التي كانوا سيطروا عليها قبل عدة أيام، وحاولوا الاشتراك في وقف الزحف الحوثي نحو المناطق السنية الجنوبية لصنعاء.
وعاشت محافظة إب أياما عصيبة من المواجهات المسلحة بين المسلحين الحوثيين ورجال القبائل الذي رفضوا التواجد الحوثي المسلح في مدينة إب، عاصمة المحافظة، والعديد من المدن الأخرى، وفي مقدمتها مدينة يريم التي شهدت مواجهات عنيفة بين المسلحين الحوثيين ورجال القبائل خلال اليومين الماضيين، سقط خلالها العشرات من القتلى من الجانبين.
في غضون ذلك يخوض الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مشاورات صعبة مع القوى السياسية وفي مقدمتها جماعة أنصار الله الحوثية، بشأن تشكيل الحكومة، بعد وصول رئيس الوزراء المكلّف بتشكيل الحكومة خالد بحّاح، من نيويورك، حيث كان يعمل فيها مندوبا دائما لليمن في الأمم المتحدة.
وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الحكومية ان «الرئيس هادي ترأس اجتماعاً أمس لهيئة مستشاريه بحضور رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة خالد محفوظ بحاح ومدير مكتب رئاسة الجمهورية الدكتور أحمد عوض بن مبارك، استعرض فيه الإجراءات المتعلقة بتشكيل الحكومة الجديدة وتوزيع الحقائب الوزارية وفقاً لما تم الاتفاق عليه من قبل الجميع».
وأكدت أنه «تم الاتفاق من حيث المبدأ على الإسراع في تشكيل حكومة الشراكة الوطنية بناء على معايير النزاهة والكفاءة لتسهم في إخراج البلد من الأوضاع الراهنة وصولاً إلى استكمال استحقاقات المرحلة الانتقالية وما تتطلبه من إجراءات لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني بناء على اتفاق السلم والشراكة الوطنية».
وأوضح القيادي والناطق الرسمي لحزب الاصلاح سعيد شمسان لـ (القدس العربي) أن مشاورات صعبة تدور حول التشكيل الحكومي المقبل، بين الرئيس هادي ومختلف القوى السياسية، وأن هناك تفاهمات مبدئية بشأن توزريع الحقائب الوزارية بين مختلف الأطراف والقوى السياسية.
وقال عقد تكتل أحزاب اللقاء المشترك الذي يضم حزب الاصلاح والاشتراكي اليمني والوحدي الناصري وغيرهم اجتماعا عصر أمس للتشاور حول التشكيل الحكومي وبالذات حول توزيع الحقائب الوزارية ونصيب كل طرف سياسي.
وأوضح أن هناك اتفاق مبدئيا على أن يتم توزيع الحقائب الوزارية على النحو التالي 9 حقائب لتكتل أحزاب اللقاء المشترك و9 لحزب المؤتمر وحلفائه و6 حقائب لجماعة الحوثي و6 للحراك الجنوبي، فيما يحتفظ الرئيس هادي بأربع حقائب سيادية هي الداخلية والدفاع والمالية والخارجية، غير أنه لم يتم اقرار هذا الاتفاق بشكل نهائي من قبل جميع الأطراف.
وذكرت مصادر أخرى أن جماعة الحوثي اشترطت حصولها على 3 حقائب وزارية سيادية هي وزارات الداخلية والدفاع والمالية، غير أن عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي قال لـ(القدس العربي) لا صحة لهذه الأنباء، وأن الجماعة لم تشترط حصولها على وزارات سيادية، لكنه أكد صعوبة المشاورات السياسية بشأن تشكيل الحكومة الجديدة، وبالذات حول الحقائب الوزارية السيادية.
إلى ذلك، دعت المملكة العربية السعودية أمس الإثنين الشعب اليمني بجميع أطيافه السياسية والمذهبية إلى تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الفئوية الضيقة .
وقال وزير الثقافة والإعلام ، الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة ، في بيانه ، عقب الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء بعد ظهر أمس برئاسة ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز إن «مجلس الوزراء عبر عن الأسف للأحداث الأمنية في الجمهورية اليمنية».
وجدد الوزير السعودي الدعوة «للأشقاء في اليمن بجميع أطيافهم السياسية والمذهبية إلى تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الفئوية الضيقة والحرص على عدم المساس بالشرعية وعدم خدمة مصالح من لا يريد خيراً لليمن الشقيق وشعبه».
وكانت السعودية رحبت في الثالث والعشرين من أيلول/سبتمبر الماضي باتفاق السلطة اليمنية مع الحوثيين، الذي تم توقيعه في 22 من الشهر الماضي.
وكانت الأنباء أعلنت أن مسلحين حوثيين سيطروا على منفذ الطوال الحدودي في محافظة حجة على الحدود الشمالية لليمن مع السعودية، وسقط عدد من القتلى والجرحى في اشتباكات بين.
وكان المدير العام لحرس الحدود السعودي اللواء عواد البلوي تعهد في تصريحات نشرت السبت بالتصدي «لكل من يفكر في العبث بأمن الوطن»، مؤكدا أن الحدود الجنوبية للمملكة سواء البرية أو البحرية آمنة.

خالد الحمادي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Firouz:

    على الشعب ان ينهض من سباته لاكثر من ستون عام كفاية ظلم بحق السنة ومن حق السنة ان تحكم وليس الشيعة وملاحقة كل طائفي الى مناطقه لتلقينه الدرس ستون عام والسنة محرمون من حكم اليمن وانما الذين حكمونا الزيدية بقيادة قاتل الشعب علي صالح وناهب ثروته وجعل اليمن في ذيل الامم فالذي يحكمك متخلف وامي لا يعرف معنى الاقتصاد والتطور وحقوق الانسان يعرف كيف يخدع ويتحايل وينهب ويسرق ويقتل ويفرق وتفكيره اتي من القرون الوسطى فبالله عليكم عندما تحمك هذه النماذج ماذا ينتج منه سواء التخلف والجهل والفقر والرشوة والمحاسوبية عليكم بهم ياشعب اليمن صبرتم صبر ايوب الموت ولا هذا الذل والتخلف لقداصبح اليمني يخجل من نفسه ان يقول بانه يمني بسبب حكم المتخلفين عقليآ لليمن ووضوعها في ذيل امم العالم رغم ان الشعب ذكي . الشعب اليمني يريد ان يحكمه المتعلم الذي يفهم بالاقتصاد والتطور والسياسة التي تجمع الشعب وليس تفرقة وتحسس الشعب لا وجود للطائفية كالغربين حتى يستطيع ان ينهض ويلحق بالامم المتطورة والتركيز على العلم والمعرفة والتكنلوجيا وليس الطائفية وزعيط بن معيط .

إشترك في قائمتنا البريدية