أمام “تبييض الواقع” وكورونا الأردني: ماذا تنتظر إسرائيل لتعزيز حدودها الشرقية وفرض السيادة على المستوطنات؟

حجم الخط
0

دولة إسرائيل أمام مفترق طرق تاريخي، فلأول مرة منذ سنين، تعرض الولايات المتحدة، زعيمة العالم الحر، خطة سياسة يمكن لإسرائيل في إطارها بل وينبغي لها أن تبسط سيادتها على حدودها الشرقية – في الغور، وعلى الاستيطان في يهودا والسامرة.

هذه فرصة نادرة لترسيم حدود دائمة وتثبيت أمن إسرائيل للمدى البعيد. ولكن لأسفنا، فإن من يهرعون لبذل الجهد لمنع هذه الخطوة الحرجة هم رجال أمن كبار سابقون، يقولون بحسم إن “بسط السيادة من طرف واحد سيمس بالعلاقات مع الأردن وقد يدفع السلطة إلى الانهيار”. يستيقظ أبطال التخويفات أولئك في كل مرة توشك فيها دولة إسرائيل على القيام بعمل صهيوني. الجنرالات إياهم لم يحذروا من الخطر حين انطلقت على الدرب مخططات سائبة للانسحاب. وبالمقابل، هل اهتز أمننا عندما فرضنا السيادة على هضبة الجولان والقدس؟ الجواب “لا”. وكبديل، كلنا يعرف ما حصل لأمننا في الانسحابات المختلفة.

من المهم أن نقول إن الواقع الشرق أوسطي يتطلب أن يكون بسط السيادة دوماً أحادي الجانب، مثلما كان في هضبة الجولان والقدس. أما الادعاء بأن هناك حاجة إلى توافقات تتجاوز التوافقات مع الولايات المتحدة فهو تملص من أخذ المسؤولية وانقطاع عن الواقع الإقليمي الذي أثبت في مرات لا تحصى بأنه لا يوجد شريك لمسيرة سياسية.

وبالنسبة للأردن، من المهم أن نفهم بأن للمملكة مصلحة واضحة؛ بأن تفصل إسرائيل بينها وبين الفلسطينيين، وذلك لأن حكم الأقلية البدوية فيها قد ينهار أمام هياج فلسطيني. فلا شيء أكثر خطراً على الحكم الحالي في الأردن من الارتباط بيهودا والسامرة، وليس صدفة أن سُحبت من الفلسطينيين في يهودا والسامرة مواطنتهم الأردنية. وهل يمكن للأردن أن يسمح لنفسه بإلغاء اتفاق السلام؟ بالقطع، لا. الأردن متعلق بالاتفاق، أكثر مما هي إسرائيل متعلقة بالإرادة الطيبة للمملكة. ينبغي أن نتذكر –بل وأن نستغل- منظومة علاقات القوى هذه كجزء من الاعتبارات الاستراتيجية والسياسية في صالح إسرائيل.

وبالنسبة للسلطة الفلسطينية، فإن “تبييض الواقع”، وبسط القانون المدني الإسرائيلي بدلاً من القانون العسكري، لن يغير شيئاً في واقع الحياة الفلسطينية ولن يغير المصلحة الأساسية للفلسطينيين بمواصلة التعاون مع إسرائيل؛ إن لم يكن لمحبة مردخاي ففي ضوء مصالحهم الوجودية. وفي أيام كورونا الأمر صحيح بأضعاف.

وبالنسبة لفيروس كورونا، فإن الأزمة الناشئة في زمنه تعزز الحاجة الملحة لحدود شرقية قابلة للدفاع، تضمن فصلاً بين إسرائيل والشرق الأوسط العاصف. دول مثل الأردن يمكنها بسهولة أن تتدهور إلى الفوضى إذا لم يوقف تفشي الفيروس. هذا الواقع من انعدام الاستقرار يستوجب تعزيزاً دراماتيكياً للبنى التحتية الأمنية في الغور وبناء جدار حدودي يمنع تسلل الإرهاب أو عناصر خطر أخرى. يا نتنياهو وغانتس وأشكنازي، يحتمل أن تكونوا قد انتُخبتم لهذه اللحظة.

بقلم: أمير أفيفي

عميد احتياط مدير عام حركة الأمنيين

إسرائيل اليوم 6/4/2020

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية