برلين ـ «القدس العربي»: أعطت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تقييماً أولياً إيجابياً للتدابير التي اتخذتها حكومتها للحد من انتشار فيروس كورونا في البلاد. جاء ذلك وفقاً لما نقله أعضاء في الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي، أمس الخميس، عن ميركل خلال عقدها مؤتمراً عبر الفيديو مع الكتلة لمناقشة آخر تطورات الوضع في مكافحة كورونا.
وأكدت المستشارة أنها لا ترى ضرورة في الوقت الراهن لمزيد من التشديد في القيود المفروضة للحد من انتشار فيروس كورونا. وأضافت أنها ترى في أحدث أعداد للإصابات بالفيروس «مدعاة للتفاؤل الحذر»، وأن حدة الارتفاع في العدوى قد «تراجعت بشكل طفيف». وقالت ميركل إن «هناك بارقة أمل»، مشيرة إلى أن المعيار الذي التزمته الحكومة في تعاملها مع الأزمة كان عدم تحميل النظام الصحي بأكثر من طاقته، وأضافت أن الحكومة نجحت في ذلك بشكل جيد تماماً حتى الآن.
وأوضحت أن فترة تضاعف أعداد المصابين أصبحت أطول في الوقت الراهن، وكانت ميركل قد وصفت هذه المراحل (عدم تحمل النظام الصحي بأكثر من طاقته وإطالة أمد تضاعف عدد المصابين) بأنها ستكون معياراً سيؤخذ به عند التفكير في إدخال تعديلات على التدابير أو تخفيفها.
في الوقت نفسه، أوضحت ميركل خلال الجلسة، أن على المواطنين أن يعدوا أنفسهم للعيش مع الجائحة، مشيرة إلى أنه سيتعين استخدام وسائل الحماية الفردية مستقبلاً، وأضافت أن الأمر المؤكد أن هذه ستكون عملية تدريجية. وأشارت إلى المشاورات التي ستجريها مع رؤساء حكومات الولايات يومي الخامس عشر والتاسع عشر من الشهر الحالي، والتي ستدور حول كيفية المضي قدماً مع التدابير المقررة للحد من انتشار الفيروس.
ورفع الأذان بمكبرات الصوت في أحد المساجد بمدينة كولونيا الألمانية لأول مرة، وذلك للتخفيف من فوبيا جائحة كورونا في المجتمع. وفي السياق ذاته، وافقت البلدية على رفع الأذان في مدينة كولونيا في ولاية شمال الراين وستفاليا بالرغم من تراجع مدينة برلين عن السماح برفع الأذان من أحد المساجد هناك. وتم رفع الأذان الخميس لأول مرة من مسجد كولونيا الكبير التابع للاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية بعد أخذ التصريح من السلطات المحلية.
وصرح كاظم تركمان، رئيس الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية، في تصريح صحافي وصلت «القدس العربي» نسخة منه، إن السماح لأول مرة برفع الأذان عبر مكبرات الصوت له معنى كبير في الوقت الذي يدور فيه جدل حول اعتبار المسلمين في ألمانيا جزءاً من البلاد أم لا.
وأضاف تركمان، أن وباء كورونا تسبب في تغييرات ثقافية واجتماعية واقتصادية مختلفة في جميع أنحاء العالم، إضافة إلى خلق شعور التسامح والترحيب والتعايش بين مختلف فئات المجتمعات.
وأشار إلى أنه تم رفع الأذان عبر مكبرات الصوت في حوالي 70-80 مسجداً في ألمانيا، مؤكداً أن هذا الحدث الذي يمنحهم الشعور بالراحة والطمأنينة اشتاق إليه المسلمون في ألمانيا منذ سنوات طويلة. وينص الاتفاق على السماح برفع الأذان من المسجد يومياً.
إلى ذلك، عبر الأمين العام للمجلس الإعلامي الأعلى، عبد الصمد اليزيدي، عن ارتياحه لهذه الخطوة، وقال في كلامه مع «القدس العربي» إن ما يحدث يعكس رسالة المسلمين في ألمانيا وأهمية السماح لهم بممارسة معتقداتهم بكل حرية وضمن ما يسمح له القانون، مؤكداً في الوقت نفسه أن المسلمين جزء من النسيج المجتمعي في ألمانيا ولهم حقوقهم التي كفلها الدستور.
واستغرب اليزيدي حادثة منع الأذان في برلين بعد تجمهر الناس، مؤكداً أن هذا الأمر حدث بشكل عفوي من بعض الأشخاص الذين سمعوا الأذان فتوجهوا إلى المسجد، وكان من الواجب على الشرطة أن تفرقهم برفق، لا أن تحمل إدارة المسجد جريرة هذا الأمر. وأعرب الأمين العام عن أمله بأن تحذو مدن ألمانية أخرى حذو مدينة كولونيا وتسمح برفع الأذان من مساجدها.
وبلغ عدد الإصابات بكورونا في ألمانيا حتى الخميس التاسع من أبريل أكثر من 113 ألف إصابة، فيما بلغ عدد الوفيات2349 شخصاً.
وكان استطلاع للرأي أجري في ألمانيا قد كشف أن 56٪ من الألمان يعتبرون تخفيف القيود المفروضة على الحياة العامة في البلاد لتقليص انتشار فيروس كورونا، اعتباراً من العشرين من نيسان/أبريل الحالي، أمراً سابقاً لأوانه.
وأظهر الاستطلاع الذي أجراه معهد «سيفي» لصالح مجلة «بزينس انسايدر»، ونُشِرَتْ نتائجه أمس الخميس، أن 56٪ من الألمان يتبنون هذا الرأي، مقابل نحو 30٪ يرون أن تخفيف القيود اعتباراً من ذلك التاريخ سيكون أمراً مناسباً، فيما قال 9.4٪ إن تخفيف القيود اعتباراً من هذا التاريخ سيكون قد فات أوانه.
وتجدر الإشارة إلى أن القيود المفروضة على الحياة العامة في ألمانيا مستمرة حتى التاسع عشر من الشهر الحالي حتى إشعار آخر، وستجري المستشارة انجيلا ميركل مشاورات مع رؤساء الحكومات يومي الخامس عشر والتاسع عشر من الشهر الحالي حول الكيفية التي ينبغي أن تسير عليها الأمور لاحقاً.
وأوضحت النتائج أن المستطلعة آراؤهم يرون أنه ينبغي أن يتم فتح المحلات أولاً والمدارس ورياض الأطفال، ثم بعد ذلك فتح محلات الحلاقة والملاعب والمطاعم والمقاهي والكنائس والمتاحف وصالات اللياقة البدنية.
كما كشفت نتائج الاستطلاع أن أكثر من نصف الألمان يؤيدون استئناف الموسم الحالي للدوري ولو بإقامة مباريات من دون جمهور.
وأظهرت نتائج الاستطلاع الذي أجراه معهد «ديامب» لقياس الرأي لصالح إذاعة «في دي آر»، ونُشِرَتْ اليوم الخميس، أن 52٪ من الألمان أيدوا استئناف الدوري اعتباراً من أيار/مايو المقبل. في المقابل، أعرب 30٪ عن رفضهم، فيما قال 18٪ ممن شملهم الاستطلاع إن الموضوع لا يهمهم.
وتجدر الإشارة إلى أن الدوري الألماني متوقف منذ منتصف آذار/مارس الماضي بسبب جائحة كورونا، ومن المنتظر أن يتم استئنافه الشهر المقبل، وفقاً لخطط رابطة الدوري الألماني.