نيودلهي/سيول – رويترز: قال مسؤولون شركات تعمل في مجال الطاقة أن ما لا يقل عن ثلاث شركات تكرير هندية خفضت واردات النفط من منتجين في الشرق الأوسط، بما في ذلك السعودية، لشهر مايو/أيار بسبب معوقات بشأن التخزين، إذ تراجع الطلب المحلي على الوقود في أعقاب تفشي فيروس كورونا.
وهذا هو الشهر الثاني على التوالي الذي تخفض فيه شركات تكرير هندية وارداتها من الخام على المدى الطويل، مع نفاد المساحات لتخزين النفط الزائد، لأن الشركات تقلص النشاط في الوقت الذي تتسبب فيه إجراءات البقاء في المنازل لاحتواء تفشي الفيروس في هبوط الطلب على الوقود.
وقال أحد مسؤولي شركات التكرير أن شركته خفضت المشتريات من السعودية بحوالي 80 في المئة، بينما قال مسؤول في شركة ثانية أنها ستحصل على نفط أقل بنسبة 66 في المئة من السعودية في مايو/أيار مقارنة مع متوسط مشترياتهما الشهرية منها.
وبالنسبة للخام الذي تورده شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، قال مسؤول شركة التكرير الأولى أن شركته ستحصل على شحنة واحدة فقط في مايو/أيار بدلا من شحنتين في المتوسط شهريا، بينما يعتزم مسؤول شركة التكرير الثانية تلقي بعض الشحنات المؤجلة من أبريل/نيسان وتخصيص شحنة واحدة فقط لشهر مايو أيار.
قلصت أدنوك بالفعل إمدادات الخام لشهر مايو/أيار بعد أن قررت مجموعة «أوبك+» خفض الإنتاج.
وقال كلا المسؤولين أن شركتيهما ستحصلان على كميات أقل من الخام بنسبة 75 في المئة من «مؤسسة البترول الكويتية» في مايو/أيار مقارنة مع متوسط مشترياتهما الشهرية.
وقال المصدر في شركة التكرير الأولى «ليس هناك طلب، لذا فالمشتريات منخفضة».
وقال مصدر من شركة التكرير الثانية أن السعودية مستعدة لتلبية الطلب على أي نفط إضافي رغم أن شركته لا تريد المزيد لمايو/أيار.
وأضاف أن العراق خفض أيضا بمقدار شحنة ما يعرضه للشركة، والتي تتراوح احتياجاتها الشهرية بين ثلاث وأربع شحنات.
وقال مسؤول من شركة تكرير هندية ثالثة أن شركته ستحصل على نفط أقل من الشرق الأوسط في مايو/أيار مقارنة مع متوسطها الشهري المعتاد في ظل تضاؤل الطلب، وذلك دون الكشف عن الكمية. وأضاف»ليس هناك طلب…صهاريجنا ممتلئة وتقلص نشاط معالجة الخام بسبب قلة الطلب».
وباعت شركات تكرير تديرها الدولة شحنات زائدة للحكومة الهندية الاتحادية من أجل ملء الاحتياطيات الإستراتيجية.
وطرح العديد من شركات التكرير الهندية عطاءات فورية لتصدير الوقود. وتراجعت إلى النصف تقريبا عمليات التكرير بعد انخفاض الطلب المحلي. ونزل طلب الهند على الوقود بنحو خمسين في المئة في النصف الأول من أبريل/نيسان.
ورفضت المصادر من شركات التكرير الهندية ذكر أسمائها بسبب حساسية الأمر. وامتنعت «أرامكو السعودية» و»أدنوك» عن التعقيب، فيما لم ترد «مؤسسة البترول الكويتية» وشركة تسويق النفط العراقية «سومو» على طلب للتعليق.
وأكد مصدر من أحد منتجي الشرق الأوسط تراجع الطلب على الخام في الهند، وقال «ألغت بعض شركات التكرير الهندية شحناتها للشهرين الحالي والمقبل. وستحصل على تلك الشحنات في الجزء الأخير من العام للوفاء بالتزاماتها السنوية»، مضيفاً «بعض الخسائر سنتحملها والبعض عليهم (المشترون) المشاركة فيها».
انهارت إيرادات منتجي النفط الرئيسيين بعد تهاوي أسعار النفط، إذ انكمش الطلب بسبب إجراءات العزل العام والتراجعات الاقتصادية في ظل جائحة فيروس كورونا.
على صعيد آخر قال مصدر مُطَّلع أن شركة تكرير كورية جنوبية تتجه لتلقي كمية أقل من الخام الكويتي في مايو/أيار بسبب خفض إمداداتها.
وامتنع المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه بسبب حساسية المُسالة، عن ذكر كمية الخفض. لكنه أضاف أن شركة التكرير ستتلقى كامل كمية الخام السعودي في مايو/أيار.
والكويت من بين أكبر خمسة موردين للخام إلى كوريا الجنوبية. وفي مارس/آذار الماضي، تلقى خامس أكبر مستورد للنفط الخام في العالم 1.38 مليون طن من الخام من الكويت، أو ما يعادل 327 ألف برميل يومياً، بانخفاض 15.8 في المئة من 1.64 مليون طن وفقا لبيانات جمركية.