كان مشهدا يعيد إنتاج تلك الجدلية بين «الولاء وادعاء الوطنية والخجل والهروب». أوقفني خبر «الجزيرة» المصور بدهشة وأنا أراقب الكاميرا في محكمة ألمانية، حيث رجلان سبق أن تقلدا مواقع رفيعة في المخابرات السورية وانتحلا قميص اللجوء البريء، وتعرف عليهما الضحايا ويحاكمان الآن في المانيا بتهمة «جرائم حرب». كنت مسرورا قبل سنوات وأنا أشاهد «بي بي سي» تتحدث عن جنرال إسرائيلي فر في اللحظة الأخيرة من مطار مدريد للسبب نفسه.
قتيل يصطاد القاتل
في المشهد السوري الألماني تمكن القتيل من اصطياد القاتل. ما يثير فضولنا معرفة ظروف وملابسات فرار العميدين من عسس ورجال ليل «الممانعة».
بعض التهم أن لهما علاقة بالاغتصاب والقتل الوحشي والسرقة. أي عار تلحقه هذه المحكمة بمنظومة الأمن عند ديكتاتوريات العرب وشرفهم وأخلاقهم؟! أحد المتهمين حضر للجلسة، وقد أطلق شعره على شكل «ذيل فرس»، شقيقه في رحلة «الدفاع الإجرامي عن بشار الأسد» كان خجلا للغاية ويشعر بالعار، ويصر على تغطية وجهه ورأسه. رحمك الله يا صدام حسين، على الأقل نتذكرك كيف بدوت وتحدثت في محكمة المحتل. الدولة التي تجري المحكمة صديقة للنظام السوري، والمجرمان كانا ينفيان التهم، فقط بتذلل وتوسل، ولم يعلن أي منهما دفاعا عن ما كان يقترفه. أي درس لكل رجال المخابرات العرب، فجريمة الحرب لا تسقط بالتقادم؟! أكيد أسوأ الأفعال هي تلك التي لا نستطيع الدفاع عنها في محاكمات الآخرين.
«حقنة» ترامب
«دكتور إلحقني… ده المغص جوا ببطني»! مباشرة عرضت «أم بي سي» هذه الوصلة الكوميدية بعد ساعتين من تغطية فردتها «سي أن أن» للمؤتمر الصحافي الأخير للرئيس دونالد ترامب. على طريقة «صباع الكفتة» المصرية الشهيرة تطوع تاجر العقارات الأرعن دونالد ترامب بتقمص دور الطبيب هذه المرة، واقترح على الأمريكيين «حقنهم» بكميات أكبر من المطهرات والمعقمات للسيطرة على الفيروس، ثم الاسترخاء في الشمس قليلا. وصفة «قاتلة»، بالتأكيد، وأشبه بعملية «كي الملابس العسكرية باللعاب». لكن الرئيس «يمزح»! هذا ما قاله البيت الأبيض لاحقا لوقف عاصفة طبية، ثارت – حسب زميلنا في «الجزيرة» عبد الرحيم الفقراء – الذي وجد صعوبة في التعليق إخباريا على فقرة ترامب الطبيب الجديد. يمكن لترامب الانضمام مع حقنته الكلورية هنا لزميله المصري المختص بأصابع الكفتة علنا نجد فريقا من «المساطيل» يؤسس منظمة صحية عالمية جديدة، بدلا من تلك التي تدعمها الصين، تضم كل حمقى الإفتاء الطبي.
عطسة صيني
على سيرة الاتهامات الأمريكية للصين تضحكنا مجددا «نكتة أردنية» يشتكي فيها مواطن «كــركي»، وتقول: صيني عطس في ووهان فانقطع راتبي في الكرك. العالم قرية صغيرة. نعم. قالها علماء الاتصال قبل نصف قرن، لكن العالم اليوم «قرن فلفل» واحد، فبعد أول خطاب منقول مع ساعة «روليــكس» في الموصل لخليفة المسلمين الغامض «أبو بكر البــغدادي» تمكنت واشنطن من تشكيل أسرع تحالف كوني ضد الإرهاب يحمل توقيع 32 دولة! اليوم فيروس وضيع يرهب العالم، ومذيع محطة «العربية» يتعثر، وهو يحاول التحدث عن «جهود دولية لــتنسيق المواجهة»، فكانت مادة نص الخبر تسلط الضوء على الــخلافات حتى داخل الصف الأوروبي! «الخليفة» البغدادي، الذي ولد ورحل عن الدنيا وملأها ضجيجا، بدون التمتع حتى بإطلالة ابــتسامته، أقوى من «كورونا»، فدول العالم تسابقت للتحالف ضده، قبل أداء وظيفته والرحيل، وتسبب في تحالف حقيقي أصبح الآن عاطلا عن العمل، وانقلب ربعه ضد الشعب اليمني بعدما أتحفنا التلفزيون السـوري بـأسطوانة «المؤامرة الـكونية على سـوريا». الفيروس يشق الصفوف ولا دولة تعمل مع أختها في أي إجراء أو اتفاق. وحده التلفزيون الأردني يحتفل بوزير خارجية البلاد، زميلنا سابقا أيمن الصفدي، وهو «يركب الموجة»، فيتحدث لنظيره الروسي لافروف عن إمكانية «مساعدة روسيا».
تخيلوا معي الأردن مستعد لمساعدة روسيا وقبلها الولايات المتحدة والشعب الفلسطيني والسعودية وكل الكون. بلد كريم ومعطاء ولديه قصة نجاح تستحق التسويق، وهو ما تفعله الرؤية المرجعية وهي تخطط وتناور وتحاور شريطة أن لا يحاول تقليدها المحظوظون من المسؤولين. على مسؤولي الحكومة إظهار، ولو قدر من «التواضع» والمبادرة لمعالجة «مشكلة نتافات الدجاج»، التي تعيق تحريك القطاع الزراعي حتى اللحظة، أو العمل على إنفاذ التعليمات التي تتمرد عليها البنوك، بعدما صدرت عن البنك المركزي. مساعدة العالم «قيمة أردنية» نبيلة، لكن على الحكومة التوقف عن الاختفاء وراء العباءة الملكية، وتقديم المساعدة للأردني المحتاج أولا وإلا تورطنا بما كان يقوله النجم «جاك باور» على «أم بي سي»، حيث عبارة «لا بد من إنقاد العالم».
الأردني اليوم عليه أن ينقذ نفسه أولا و»البقية تأتي» على طريقة وزير الصحة الدكتور سعد جابر، الذي يغني في غرفة الجراحة «أغدا ألقاك» لأم كلثوم، كما اعترف بلسانه على شاشة التلفزيون الحكومي. ثمة أغنية رددها على شاشة «القاهرة والناس» أحدهم، وهو يهاجم قطر وتركيا «رأصني يا جدع»! على النسخة المصرية من «أم بي سي» فإن رامز جلال يتكفل برقصة الجدعان، حيث بعض الأفاعي والعقارب والألعاب الكهربائية لإطالة أمد «بؤس المنوعات»!
٭ مدير مكتب «القدس العربي» في عمان
ترامب يحقن المرضي بمطهر ذكرني بأحد أصدقائي قلت له ربما الحرارة تقضي على الكورونا فرد علي بجدية وثقة بالنفس لما لا يضعون المرضى في الأفران ويرفعوا من درجة الحرارة المهم ترامب ليس وحيدا.
ترامب يحقن المرضي بمطهر ذكرني بأحد أصدقائي قلت له ربما الحرارة تقضي على الكورونا فرد علي بجدية وثقة بالنفس لما لا يضعون المرضى في الأفران ويرفعوا من درجة الحرارة المهم ترامب ليس وحيدا.
السؤال الآن، هل هناك مشكلة في الانتخابات الديمقراطية، أو بمعنى آخر، لماذا أختار الشعب في بريطانيا (بوريس جونسون) في 2020، وقبله أختار الشعب في أميركا (دونالد ترامب) في 2016،
ولماذا لا يحق إلى الأردن، تسويق أي منتج على روسيا أو أمريكا بل وحتى الصين،
هو تعليقي على ما قرأته تحت عنوان (الأردني الذي يخطط لـ«إنقاذ العالم»! ترامب و«صباع الكفتة» المصري… و«عطسة الصيني» توقف راتب «الكركي») والأهم هو لماذا؟!
لا مكان لعقلية السلبطة، أو سرقة الضرائب والرسوم والجمارك بدون خدمات أو احترام للإنسان والأسرة والشركة المُنتجة للمُنتجات الإنسانية في أجواء العولمة، وإلا ستخلق المهاجر الإقتصادي، من دولتك الآن،
ولذلك بدأت الإشكالية في إجابة سؤال أيّهم أفضل، هل الحكم للآلة العسكرية، أم للآلة المدنية في النظام البيروقراطي، في أجواء العولمة والإقتصاد الرقمي (الإليكتروني)، قبل أو أثناء أو بعد كورونا فايروس؟!
هل الحكم بأدوات فلسفة الصراع وفرّق تسد أفضل، أم الحكم بأدوات منافسة السوق في تقديم الخدمة الأحسن مع المنتج الأفضل، بسعر مناسب يتوافق مع السياق الزمني والمكاني، من أجل استقطاب المهاجر الإقتصادي في أجواء العولمة؟!
أنا اختلف تماماً مع عقلية الأردني، التي تسمح بنقد أي عمل يقوم به مجلس الوزراء، أو النواب وما دون فقط،
الإشكالية من وجهة نظري، ليست جوعان وشبعان، أو فقير وغني في أي دولة، بين المهاجر واللاجئ والبدون والمواطن،
الإشكالية، أي وظيفة في سوق العمل، داخل الدولة أو في أجواء العولمة والإقتصاد الرقمي (الإليكتروني)، هل يجب أن تعمل على خلقها، أم تتنافس مع الآخر للحصول على ما يحتاجه السوق؟!
الإشكالية في أي دولة هل تُريد إنتاج خدمة/منتج للمنافسة به في السوق المحلّي، أم للمنافسة به في سوق أجواء العولمة والإقتصاد الرقمي (الإليكتروني)، فلكل منتج/خدمة في تلك الحالة تكاليف مسموح بها.
جهل، أم عدم وعي، موظف كرسي السلطة بذلك، يؤدي إلى إفلاس الجميع ببساطة، بداية من أهل التدوين الإعلامي قبل أو أثناء أو بعد وباء كورونا.??
??????