هذه قصة “الصهيوني المسلم” الذي استخدمته إسرائيل لإقامة علاقات دبلوماسية مع باكستان

حسن سلمان
حجم الخط
11

تونس- “القدس العربي”:

لا تعترف باكستان بإسرائيل كـ”دولة” وهي عادة ما تندد بجرائم الاحتلال في فلسطين، وهناك مشاعر مؤيدة لحقوق الفلسطينيين في البلاد، باستثناء مواطن باكستاني واحد يلقّب نفسه بـ”الصهيوني المسلم”، ويدعو علانية لإقامة علاقة “صداقة” مع الكيان الصهيوني، فما هي قصته؟

تشير صحيفة “الاندبندنت” البريطانية (نسخة الأوردو) في تقرير نشرته أخيرا، إلى أن السلطات الباكستانية اعتقلت قبل أيام رجلا يُدعى خليل الرحمن رحيمي، ويُسمّي نفسه “ديفيد آرييل”، كما أزالت خيمة احتجاجية أقامها وسط العاصمة إسلام أباد، ورسم عليها نجمة داود، كما استخدمها للترويج لإقامة علاقات “صداقة” بين باكستان وإسرائيل.

** من هو ديفيد آرييل؟

ولد خليل الرحمن عام 1973 لأسرة دينية معروفة في البنجاب، أكبر مقاطعة في باكستان. وتلقى تعليمه الديني في مسقط رأسه، وبدأ التدريس في المدرسة التي أنشأها والده وأصبح يعرف باسم مولانا خليل الرحمن رحيمي.

ولم تكن عائلته منذ البداية راضية عنه بسبب أعماله التي جلبت “العار” لها، وهو ما دفع والده لإبعاده إلى ماليزيا، قبل أن يقرر جميع أفراد العائلة مقاطعته كليا وحرمانه أيضا من ميراث العائلة.

وقبل سبع سنوات، قام رحيمي بحلق لحيته الطويلة كما غير اسمه إلى ديفيد آرييل، كما لقّب نفسه بـ”صهيوني مسلم”، وبدأ بسلسلة حملات يدعو فيها لإقامة علاقات ودية بين باكستان وإسرائيل.

وفي مقابلة عبر الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، ادّعى رحيمي  أن بعض الكائنات المقدسة جاءت إليه في المنام وطلبت منه أن يغير اسمه، وتمكّن في كانون الثاني/ ديسمبر الماضي، من الحصول على بطاقة هوية أخرى باسمه الجديد. لكنه عندما حاول الحصول على جواز سفر باسم جديد، طلب إزالة ما أسماه “الكلمات المزعجة” ضد إسرائيل في جواز السفر الباكستاني، وهو ما دفع السلطات لحظر جواز سفره بشكل نهائي.

وكان حينها يعمل في شركة خاصة في إسلام آباد، لكن تم فصله من العمل بعد تغيير اسمه وقيامه ببعث رسائل إلى إسرائيل. وبعد فصله من العمل ، لجأ ديفيد أرييل إلى نصب خيمة أمام نادي الصحافة الوطني.

(مقطع فيديو لإزالة السلطات معسكر رحيمي)

 

** سفير إسرائيل في باكستان

خلال احتجاجه أمام نادي الصحافة الوطني، بدأ ديفيد آرييل بإرسال فيديوهات يومية عبر حسابه على موقع فيسبوك يدعو فيها إلى إقامة “علاقات صداقة” بين باكستان وإسرائيل “حتى يتمكن المواطنون الصهاينة من الأقليات مثلي الذين يعيشون هنا من الذهاب إلى القدس”، مدّعيا وجود 10 ملايين باكستاني يرغبون بالذهاب إلى القدس، والإقامة في الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل.

ويقول في أحد الفيديوهات: “أريد أن أذهب أنا وغيري من الصهاينة الباكستانيين إلى القدس وهذا يتطلب علاقات دبلوماسية بين البلدين. الصهيونية لا علاقة لها بالدين ويمكن للشخص أن يكون صهيونيا حتى لو كان مسلما!”.

لكن ما لم يذكره آرييل هو أنه انضم خلال وجوده في ماليزيا إلى ما يُسمى “التحالف الباكستاني – الإسرائيلي” وهو منظمة أسسها البريطاني الباكستاني، نور الظاهري، عام 2016 في بريطانيا، وتهدف لإقامة علاقات دبلوماسية بين باكستان وإسرائيل. لكن سرعان ما تم حلّها لاحقا.

ويبدو أن إسرائيل حاولت استغلال خليل الرحمن رحيمي (ديفيد آرييل) لإقامة علاقات مع باكستان، بعد فشل منظمة الظاهري، حيث بات يلقّبه البعض بـ”سفير إسرائيل في باكستان”.

ورحب عدد كبير من الباكستانيين باعتقال رحيمي، حيث نشر أحد النشطاء فيديو قال إنه يوثق إحراق خيمة رحيمي من قبل بعض الباكستانيين، وعلّق بقوله: “يبدو أن إسرائيل نجحت في استغلال ديفيد آرييل، ولكن خيمته أُضرمت فيها النيران وتحولت إلى رماد الآن!”.

 ودوّن الشيخ محمد شهيد فضل تحت عنوان “مسلم أم يهودي؟”: “مولانا خليل الرحمن رحيمي، الذي ينتمي إلى عائلة دينية وكان هو نفسه مدرساً في مدرسة دينية، غير اسمه فجأة إلى ديفيد آرييل. ويعرض نفسه كمسلم صهيوني. (…) هل يمكن للشيطان أن يضلل الإنسان إلى هذا الحد؟”.

وعلى مدى عقود، شهدت العلاقات الباكستانية الإسرائيلية توترا كبيرا في مناسبات عدة، وخاصة بسبب المواقف الباكستانية الإيجابية من القضية الفلسطينية، حيث سبق أن شاركت القوات الباكستانية في مساعدة الفلسطينيين والعرب في حربهم ضد إسرائيل ، وخاصة خلال نكبة 1948 ونكسة حزيران 1967.

ويبدو أن مواقف إسلام أباد المؤيدة لفلسطين دفعت إسرائيل لمحاولة قصف المنشآت النووية الباكستانية عام 1986، بالتعاون مع الهند، لكنها فشلت بعد كشف المخابرات الباكستانية للمخطط، قبل أن تعد باكستان لرد انتقامي يتمثل بهجوم جوي ضد بعض المنشآت العسكرية الإسرائيلية، لكنها عدلت لاحقا عن هذه الخطة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    ” الصهيونية لا علاقة لها بالدين ويمكن للشخص أن يكون صهيونيا حتى لو كان مسلما!”.” إهـ
    وهذا ينطبق على طغاة العرب! كالسيسي وحفتر وبن سلمان وبن زايد وووووو ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول نايل:

    اذا أراد هذا الانسان الخير لباكستان عليه ان يدرس تأثير علاقات اسرائيل مع الدول التي لها علاقات مع اسرائيل.
    تحالف الامارات مع اسرائيل ضد الثورات ألعربيه وإجهاض التجربة الديمقراطيه المصريه اكبر مثال.
    اسرائيل قامت ولا تزال تقوم باغتيال خيره العلماء والاُدباء العرب والمسلمين.
    في الواقع ان هذا الانسان لو درس مباديء الصهيونيه وأساسها العنصري لفهم انه احد ضحاياها.

  3. يقول علوان العربي:

    يبدو أنه بعد ظاهرة العربان المتصهينين انتهينا الى ظاهرة المتأسلمين المتصهينين ولله في خلقه عجائب

  4. يقول Al NASHASHIBI:

    حريه الرأي مطلوبة. ولكن الجهل جريمه كبري ولا تعالج الباص بالعلم…وهذا الشخص بحاجة ماسه الي العلم حتي يستطيع أن يدرك. الحقيقه. بأن الصهيونية عباره عن جماعات مفيوزيه عنصريه لا تعرف للانسانيه منع معني…ولا للديانات من أهميه…هدفها السيطرة والسياده علي الأوطان عن طريق سفك دما البشر…
    وعلي هذا الإنسان أن يطلع حتي يدرك الحقيقه بالوعي…
    وهناك كثير من الصهاينه اعترفوا باخطاهم. وادركوا إجرام هذه العصابات. ومنهم. إسحاق هايم و و و و و

  5. يقول نورالدين:

    أخطأت في المكان أيها الأحمق هل حسبت انك في مصر أو الإمارات أو الدول العربية المتصهينة إنت في باكستان رجال المسلمين الأقوياء لهم الكلمة في العالم ومعروف عليهم بتبات العقيدة وقوتها رغم كل الظروف سوف يجعلونك تندم علي كل أفعالك

  6. يقول أحمد طراونة - لندن.:

    إلتقيت بالعديد من الپاكستانيون والذي يسمون أنفسهم ب”علمانيون” ، في الحقيقة هم لا يختلفون بتاتاً عن خليل الرحمن رحيمي، ديدنهم بإستمرار أن دولاً عربية “مسلمة” عدة تقيم علاقات مع الكيان المحتل علانيةً و مثلها أو أكثر تقيم الاقات سرية متينة مع هذا الكيان العدو. يقولون؛ و مالنا نحن البعيدين؛ لماذا لا نقيم علاقات فوق ممتازة مع “الكيان المارق” و بالتالي نزبط حالنا مع الولايات المتحدة والغرب عموماً. يعتقدون أن هذا الكيان العنصري مستعد أن يقيم علاقات متوازنة معهم تتسم بالتعاون والتبادل على قدم المساواة، لا يعلمون مدىخطئهم في هذا الافتراض، كيان يفهم العلاقة بزواج هو من لة السيادة واليد العليا بة…
    مودهي، جارهم الهندي و بجهد شخصي مضى قدماً في علاقة حميمية مع الكيان النتن وهو يستورد التكنولوجيا “المتقدمة” حسب زعمة و برجاسة (هدفة الاول) كشمير المسلمة و الپاكستان التي ينتمي لها أمثال هذا و رهط العلمانيون الباكستانيون…

    1. يقول AR:

      صحيح كلامك استاذ احمد. كثير من علمانيين باكستان يتكلمون بالمنطق الاعوج. واضف كذلك للاسف ان جل علمانيين مصر يتكلمون بنفس المنطق. بالمقابل، قليل جدا من يتكلم بهذا المنطق بسوريا او بلاد الشام بصوره عامه، كذلك بالمغرب العربي والاخص الجزائر، حيث العلمانيين والمتدينين يتفقون على عدوانية إسرائيل.

    2. يقول المراقب:

      لا تعمم يا أحمد واتق الله فنحن في رمضان،الموقف الرسمي والشعبي الباكستاني ضد الصهاينة وإن وجد القليل من الباكستانيين من ذوي الأفكار الشاذة ثم هل العربان من المحيط إلى الخليج أفضل حالاً؟ إحسب قبل أن تكتب؟! هل تستطيع أن تقول لي ما فائدة إتفاقيات الأردن مع الصهاينة و ماذا جنى منها الأردن غير الذل والمهانة ولماذا يدعم الأردن المدعو حفتر؟

    3. يقول أحمد طراونة - لندن.:

      مشكور عزيزي AR. عقب عام ٩١ و بعد الانتصار الامريكي الصهيوني على المد القومي العربي بسبب الخطأ الفادح الذي إرتُكِب في آب عام ٩٠ ولم يكن لهذا الخطأ ما يبررة حيث أتى بن عامر ( عاطل الذكر؛ بوش الاب) و معة ٣١ لاحوق ممن سماهم تحالفاً دولياً (أولهم البولنديين وآخرهم البوسنيين و جمهوريات الموز اللاتينية)، كياناتٍ عربية بعينها أصبحت في مهب الريح فكان لابد لها من قبول الامر الواقع والدخول لبيت الزوجية الامريكي ومن ثم بيت زوجية كيان العدوان المحتل هذا إن أرادت البقاء. لم يكن هذا هو خيار هذه الكيانات العربية إطلاقاً .
      وهذا فرق أساسي بين هذه الكيانات العربية و كيانات عربية تركض اليوم (عام ٢٠٢٠) وراء النتن ظناً منها أن في ذلك تثبيتاً لأركانها و إن هذا هو بابها الكبير نحو العالم. لا يعلمون أن شيخ الكيان العنصري المحتل النتن لن يتخلى عن عنجهيتة، يصافح بيد ويدة الاخرى خلف ظهره بها خازوق ليخوزق بها من يصافحة باليد اليمنى. تتكلم مع واحد من مواطني دولنا هذه و ينبري للدفاع عن شيخة وحاكمة بمحاضرةٍ سمعناها قبل ثمانون سنة وقد أغلق آذانة وعقلة عن أي شئي آخر….
      الرسالة لكل من يدعي العولمة والعلمانية هي أن الكيان المحتل ومن خلفة عبر الاطلسي يخسرون،لذا فمبررات التقارب والتزلف تتضائل وتنتهي.

  7. يقول د.راشد ألمانيا:

    مصر منذ أربعين عاما و هي تطبع مع هذا الكيان المسخ ماذا جلب التطبيع لمصر و الأردن لا شيء إسرائيل لا تملك شيئا سحريا لتقدمه لنا ،

  8. يقول علي النويلاتي:

    يوجد في كل شعب ضعاف النفوس والمنافقين الذين يخونون وطنهم وشعبهم ويتعاملون مع أعدائه ويخدمون مصالحه، إما من أجل المال أو الإنتقام من شيء ما أو الشهرة الرخيصة، ولكن التاريخ لا يرحم هؤلاء وينتقم منهم في الأرض قبل السماء ويدفعوا الأثمان الغالية التي لا ينفع معها ندم.

إشترك في قائمتنا البريدية