رئيس المعهد الأوروبي للقانون الدولي: هكذا تمكّنت من هزيمة كورونا خلال 10 أيام دون أدوية!

حسن سلمان
حجم الخط
1

تونس – “القدس العربي”:

“عانيت آلاما مبرحة لكن المسكّنات كانت كافية لعلاج المرض” هكذا يلخّص المحامي محمود رفعت، رئيس المعهد الأوروبي للقانون الدولي، تجربته مع فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

ويقول رفعت لـ”القدس العربي”: “في 21 آذار/مارس شعرت بتوعك شديد حيث كان لدي درجة حرارة مرتفعة وسعال شديد، فتوجهت للمستشفى في السويد، وخضعت لاختبار حول الإصابة بفيروس كورونا، وكانت النتيجة إيجابية للأسف. لا أعرف –حقيقة- كيف تمت العدوى. ربما عبر الهواء أو قد أكون لمست سطحاً ملوثاً. ولكن أغلب الظن أني تلقيت الفيروس من باريس، وحملته لعدة أيام ولم تظهر أعراضه إلا في السويد”.

وبعد تأكيد إصابته بفيروس كورونا، بدأت أعراض المرض تظهر على رفعت، حيث “كان هناك سعال شديد وارتفاع في درجة الحرارة وآلام شديدة جدا في الأيام الخمسة الأولى، ولكن من اليوم السادس بدأت الآلام تخف، وكانت هناك فترة شد وجذب مع الفيروس، فتارة ترتفع الحرارة وتارة تنخفض، فضلا عن الإرهاق الشديد وعدم القدرة على التركيز (حاولت قراءة كتاب مثلا فلم أستطع). لكن في اليوم العاشر شعرت بتحسن كبير فذهبت للمستشفى مرة أخرى وأخبروني أن الاختبار سلبي (الشفاء)، أي أن فترة العلاج استغرقت عشرة أيام، لكني أعتقد أني حملت الفيروس لعدة أيام قبل ظهور علاماته”.

وبخلاف أغلب المصابين بفيروس كورونا، قرر رفعت عدم استخدام الأدوية المعروفة لعلاج المرض كهيدروكسي كلوروكين وغيره، واكتفى -في المقابل- بتناول خافضات الحرارة والمسكنات التقليدية كالأسبرين والباراسيتامول والتي تُباع عادة دون وصفات طبية.

يقول رفعت: “كنت أحرص على الراحة والطعام، وبالنسبة للطعام تناولت ثلاث وجبات متزنة يوميا، بمعنى أن كل وجبة يجب أن تحتوي على خضروات وفواكه وبروتينات (نظام غذائي صحي)، مع البقاء في السرير أطول فترة ممكنة وعدم مغادرته إلا للضرورة القصوى لأن الراحة هي من متطلبات العلاج لتقوية الجهاز المناعي حتى يتمكن من مكافحة الفيروس”.

بالطبع لم يكن الوضع النفسي لرفعت جيدا في البداية، حيث أصيب بصدمة كبيرة عند معرفة إصابته بفيروس كورونا، وخاصة أنه أجرى قبل شهر، في 8 شباط/فبراير، عملية جراحية في القلب “فأنا من الفئات الحساسة جدا لهذا الفيروس، وكان من الممكن أن يودي بحياتي”.

ولكن سرعان ما استعاد تماسكه وخيّر ألا يستسلم لليأس والخوف، و”كنت أعرف أن الخوف سوف يضعف جهازي المناعي ولذلك علي أن أفعل شيئا مختلفا. من هنا بدأت أُشاهد بعض الصور لي في مواقف دولية سابقة، وأخذت أسترجع بعض ما كتبته حول بعض القضايا العربية، في محاولة لرفع معنوياتي لمقاومة المرض. وهذا ما حدث بالفعل، إذ بدأت أشعر بقدرتي على تحمل الآلام. وأنصح جميع المصابين بعدم اليأس والاستسلام للمرض، فالإصابة بفيروس كورونا ليست نهاية الكون. اعتمد على قوتك النفسية وصلابتك ومعنوياتك ولا تُفشل الجهاز المناعي بالاستسلام للانكسار النفسي”.

أمر آخر ساعد رفعت في التغلب على فيروس كورونا، يتمثل في تقبّل عائلته والمجتمع السويدي عموما لهذا الأمر، يقول رفعت: “خيروني بين البقاء في المستشفى أو الحجز الصحي التام في المنزل، فاخترت المنزل، وخاصة أن حالتي لم تكن متدهورة ولا تحتاج لجهاز تنفس صناعي. وفي المنزل أصرّت زوجتي السويدية على رعايتي ورفضت الذهاب إلى منزل أهلها، ولكننا اتبعنا نظاما مشددا في العزل كي لا تأخذ العدوى مني، ومرت الأمور بسلام”.

ويضيف: “وجدت مساندة نفسية كبيرة من العائلة، فالمجتمع السويدي راقٍ ومتفهم جداً للأمراض، ولا ينظر للمرض كـ”عار” مثلما هو عليه الأمر في بعض المجتمعات، فالسويديون يعتقدون أن إصابة شخص من العائلة بمرض هي “مشيئة الله”، وبالتالي كان هناك تحفيز نفسي وتكاتف من العائلة والاتصالات لم تنقطع. وبمجرد أن أخبرتهم زوجتي بأني شفيت جاء الجميع إلى المنزل”.

ويقدم رفعت بعض النصائح لتجنب العدوى بفيروس كورونا، تتلخص بـ”الابتعاد عن الأماكن المكتظة بالناس كالمقاهي والمطاعم والابتعاد عن التجمعات عموما، ومن يستطيع العمل في المنزل فليمارسه ويتجنب الاختلاط بالناس شهرين أو ثلاثة، حتى تخرج شركات الأدوية بعلاج للفيروس. حافظوا على النظافة وتجنبوا لمس جميع الأسطح. واعتمدوا نظاما غذائيا صحيا، فالنظام الغذائي يلعب دوراً كبيراً جداً في دخول الفيروس للجسد، كما يعزز جهاز المناعة لمواجهة الفيروس وهزيمته. كما أناشد المجتمعات العربية أن لا تتعامل مع المصاب بفيروس كورونا كمجرم، لأنه ضحية يحتاج للمساعدة وليس للجلد أو العقاب، فلا أحد يسعى إلى الإصابة بالمرض”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Al NASHASHIBI:

    العزم والتصميم وقوه الإدارة. تحقق المعجزات..بالاضافه الي الحكمه العلميه.. في التصرف…
    لا ياس مع الحياه…ولا حياة مع اليأس…
    مبروك…لهذا الشفا..

إشترك في قائمتنا البريدية