نواكشوط- “القدس العربي”:
عكس التوقعات بانتظار إعلان خلو البلاد من فيروس كورونا، فوجئ كثير من الموريتانيين بانتشار متسارع ومقلق للوباء، حيث أعلنت وزارة الصحة الموريتانية اليوم عن ارتفاع عدد الإصابات خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة إلى 17 إصابة مؤكدة، بعضها في نواكشوط والبعض الآخر داخل البلاد.
وبهذا العدد، يرتفع عدد الإصابات الإجمالية في البلاد ليصل إلى 26 حالة، 17 منها إصابات نشطة تحت العلاج مسجلة في غضون يومين، و7 حالات شفاء، وحالتا وفاة.
وكردٍ على التطورات الجديدة، قررت الحكومة أمس حزمة إجراءات لتقوية منظومة اليقظة والوقاية والمواجهة، وذلك في ضوء المستجدات المتعلقة بالجائحة.
وأعلنت وزارة التوجيه الإسلامي أمس عن تعليق صلاة الجمعة مجددا، وقررت السلطات إبقاء الأسواق مفتوحة لكن تحت الرقابة مع تشديد إجراءات حظر التجول الذي يبدأ من الساعة الحادية عشرة ليلا حتى السادسة صباحا.
ودعا الشيخ بايه رئيس البرلمان “الموريتانيين للنزول إلى ميدان العمل بعد تسجيل حالات من كوفيد 19″، مؤكدا في تغريدة له “أن الوضعية الصحية تفرض على الجميع الحد من اللقاءات ومن الاجتماعات غير الضرورية ونبذ الشائعات المشوشة على عمل الجهات الحكومية المختصة”.
وقال: “الرسائل التي تؤكد ضعف الفيروس غير واردة، ولا تصدقها الإصابات المسجلة في العالم”.
وبهذا الانتشار غير المسبوق، تدخل موريتانيا مرحلة مقلقة للغاية، مع أن الكثيرين يؤكدون أن الحالة الصحية لمعظم المصابين عادية، ويتحدثون عن فقدان الفيروس لشراسته التي بدأ بها، ويتوقعون تحوله إلى فيروس داجن غير مضر بالبشر.
وأكد الدكتور نذير حامد وزير الصحة الموريتاني الذي حجر نفسه بعد إصابة أحد معاونيه “أن 80 في المئة من المصابين في موريتانيا يشفون دون أن تظهر عليهم أي عرض، وأن 10 في المئة منهم يشعرون بأعراض نزلة برد بسيطة، فيما تظهر الأعراض المقلقة على الـ5 في المئة الباقية حيث يمكن علاجهم إذا اكتشفت إصاباتهم بصورة مبكرة”.
وأكد ولد حامد في توضيحات للتلفزيون الموريتاني اليوم “أن مراحل الوباء ثلاث، وقد عبرت موريتانيا المرحلة الأولى بسلام، ونحن نسعى للعبور إلى المرحلة الثالثة وهي مرحلة التعافي بأقل خسائر”.
وقال: “كل فرد مطالب بالحذر واتباع الإجراءات، وتقليص الحركة إلا لأمر ضروري”، مضيفا “أن جهود الحكومة لن تكون مجدية ما لم يتحاش الأفراد أسباب الإصابة، ومن الآن لن يدخل الأسواق غير شخص يضع الكمامة، وسيكون هناك مكان لغسل اليدين بالصابون قبل التسوق، ولا بد أن نعتمد نفس الحذر في المساجد، ويتعين على المُصلين حماية أنفسهم باتباع الإجراءات”.
وأضاف: “نحن اليوم نبحث عن الحالات، وهناك 15 فرقة متجولة في نواكشوط و4 فرق في كل ولاية، وسوف نربط الرقم الأخضر بالفرق مباشرة، ولتفادي إصابة الأطقم الطبية ورواد المستشفيات ننصح المتصلين بالبقاء في منازلهم حتى تصلهم فرقة الفحص والكشف المبكر، فالعلاج المبكر سيكون أفضل طبعاً من العلاج المتأخر بعد استحكام المرض”.
هذا، ويواكب المدونون الموريتانيون بشكل مكثف مجريات انتشار الوباء، بنشر المعلومات الخاصة عن انتشاره داخليا وفي الجوار وعلى مستوى العالم، وبانتقاد خطط الحكومة وتقويمها.
وتحت عنوان “لماذا انتشر كورونا فجأة بهذه الوتيرة؟”، كتب المدون والإعلامي محمد اندح “هناك ثلاثة تفسيرات يمكن أن نفسر بكل واحد منها، أو بها مجتمعة، أسباب الظهور المتتالي والمفاجئ لحالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا في موريتانيا بشكل سريع ومخيف؛ بحيث تضاعف العدد المعلن عنه رسمياً ثلاث مرات خلال أقل من 48 ساعة، بعدما ظننا واهمين للأسف، أن بلادنا خالية من الفيروس”.
ويضيف: “السبب الأول، هم الخارجون من الحجر الصحي، حيث أن الدفعتين الأولى والثانية من المحجور عليهم صحياً، قد أُعلن عن تسريحهم بدون إجراء أي فحوص لكشف إمكانية إصابتهم من عدمها، وبعضهم خرج بعد قضاء أسبوعين فقط في الحجر الصحي، رغم أن الدراسات أثبتت لاحقاً أن فترة احتضان الجسم للفيروس قبل ظهور الأعراض، يمكن أن تصل إلى 3 أسابيع”.
وقال: “نسبة 85% من المصابين بالفيروس يمكن ألا تظهر عليهم أية أعراض أصلاً، رغم أنه بإمكانهم نقل العدوى لغيرهم فتظهر عليه الأعراض، فهم إذن في هذه الحالة وسيلة نقل للفيروس من غير أن يتأثروا به”.
أما السبب الثاني، فهو، حسب رأي المدون، المتسللون، فقد أغلقت الحدود رسمياً، والطريق مغلقة بين الولايات، ولكن مع ذلك ظل المتسللون ينتهكون حرمة منع التنقل، فمنهم من دخل البلاد في عتمة الليل، أو في وضح النهار بالتعاون مع جهة ما، وقد يكون من بين المتسللين من حمل معه الفيروس إلى هذا الشعب المسكين فأشعل ناره في صفوفه”.
والسبب الثالث، حسب المدون، هو الانتشار القديم، حيث من “الممكن أن يكون دخول الفيروس إلى موريتانيا قد تم مع بداية انتشاره في الصين، عن طريق تجارنا الأبرار الذين يجلبون لنا البضاعة الرديئة من الصين، ويجلبون منها الفيروسات أحياناً، ومنها فيروس كورونا، فيكون الفيروس قد وصلنا أولاً، وربما قبل غيرنا، فصال وجال وعبث، وقتل من قتل، وشُفي منه من شُفي، ونحن لا نعلم عنه شيئاً كما لا نعلم شيئاً عن كثير من الأشياء التي تقتلنا”.
وأضاف المدون: “يدعم هذه الفرضية ظهور موجات حمى وسعال وزكام شديدة خلال الأشهر الماضية، وخاصة في الفترة ما قبل انتشار الفيروس رسمياً في معظم دول العالم”، مضيفا: “إذا كان هذا الاحتمال الأخير قد حدث بالفعل، فإن نظرية “مناعة القطيع” ربما تكون قد تجسدت بالفعل في بلادنا، ونحن إنما نعيش الآن مرحلة إصابة من لم يصب قبل اليوم فقط”.
مع هذا وذاك الحمد لله ليس الوضع في بلادنا مقلقا الي هذا الحد .لكن يجب توخي الحذر دائما والعمل علي منع المتسللين ومراقبة الحدود بشكل صارم .حفظ الله بلداننا وسائر بلاد المسلمين
الله يحفظنه ويحمينه