بغداد ـ «القدس العربي»: أعادت وزارة العدل السماح بزيارات المواطنين الى ابنائهم السجناء في سجن العدالة في منطقة الكاظمية، شمالي العاصمة العراقية، بغداد، بعد وقوع أعمال شغب فيه، يوم الاثنين الماضي ، اعتراضا على توقف الزيارات، وتشديد الإجراءات الأمنية على النزلاء .
وقد وجه وزير العدل حيدر الزاملي « باستئناف مواجهة النزلاء على أن تتم الزيارات وفقا للسياقات القانونية وبالتنسيق مع الجهات الأمنية المكلفة بحماية السجن، مؤكدا ان نزلاء سجن العدالة قاموا بإثارة أعمال شغب ، اعتراضا على توقف الزيارات والمواجهات مع ذويهم».
وقال المتحدث باسم وزارة العدل العراقية، حيدر السعدي في بيان للوزارة ، إن «نزلاء سجن العدالة التابع لوزارة العدل، قاموا بإثارة أعمال شغب اعتراضا على توقف الزيارات والمواجهات مع ذويهم حسب أوامر الجهات الأمنية العليا على خلفية تعرض السجن في مدينة الكاظمية لعملية إرهابية بهدف اقتحامه قبل عدة أسابيع «.
وأضاف أن «وزير العدل، حيدر الزاملي وجه إدارة سجن العدالة باتخاذ الاحتراز الأمني، والاتصال بقائد عمليات بغداد والقيادات في وزارة الدفاع لاتخاذ الحيطة والحذر والتي قامت بدورها بالانتشار في المحيط الخارجي لأسوار السجن».
وأكد البيان أن «الزاملي وجه إدارة السجن ايضا بضرورة إلزام النزلاء باحترام القوانين والأنظمة داخل السجن، وان تكون مطالبهم وفق معايير القانون الدولي».
وأشار السعدي الى أن «عوائل النزلاء توجهوا لزيارة ذويهم دون تبليغ رسمي من قبل إدارة السجن، ودون التنسيق مع دائرة الإصلاح العراقية، حيث أثار النزلاء أعمال شغب داخل الزنزانات بهدف لفت الأنظار الى مطلبهم باستئناف زيارات عوائلهم لهم «.
وفي تطور لاحق بهذا الصدد ، أعلن الناطق باسم وزارة العدل في لقاء تلفزيوني أن قرار وقف الزيارات العائلية للسجناء في سجن العدالة قد تم تمديده من قبل الوزارة لمدة شهر بسبب وجود تهديدات باستهداف السجن المذكور بأعمال ارهابية ، حسب زعمه ، وذلك في تراجع عن قرار سابق باستئناف الزيارات .
وتعرض سجن الكاظمية أو سجن الاستخبارات أو «الحماية القصوى» إلى عدة هجمات ومحاولات اقتحام كان آخرها محاولة اقتحام في (18 أيلول/ سبتمبر الماضي)، بعد استهدافه بسيارة مفخخة يقودها انتحاري وسقوط عدد من قذائف الهاون على محيط السجن .
ويضم السجن قيادات في النظام السابق ومحكومين بجرائم الارهاب وبعض قيادات تنظيم القاعدة المعتقلين وعددا كبيرا من مقاتلي جيش المهدي التابع للتيار الصدري .
وكان وفد من التيار الصدري قد زار السجن قبل أيام والتقى بالمعتقلين من أتباع التيار، حيث قام وفد الهيئة السياسية لكتلة الأحرار الصدرية برئاسة الشيخ أحمد الفرطوسي بزيارة سجن العدالة في الكاظمية ووقف على اوضاع النزلاء فيه.
وذكر الفرطوسي الذي رافقه نواب من التيار الصدري منهم حاكم الزاملي ورياض غالي وعواد العوادي وحسام العقابي، بحسب بيان الهيئة ، انه «نقل تحيات السيد مقتدى الصَّـدر إلى المعتقلين «. وقال إن الهيئة تتبع إجراءات قانونية ومناسبة من ثلاث مراحل كخطة عمل لإنهاء ملف المعتقلين تمامـاً خلال الأشهر القليلة المقبلة. كما ذكر البيان أن المعتقلين يتعرضون الى سوء المعاملة وبعضهم معتقل منذ سنوات بدون تهمة محددة .
ويذكر أن للتيار الصدري سجناء معتقلين في سجن العدالة وسجون أخرى منذ سنوات بعضهم بدون تهم وبعضهم متهم بمقاتلة القوات الأمريكية اضافة الى تهم أخرى . وكان رئيس الوزراء السابق نوري المالكي يستخدم قضية هؤلاء المعتقلين كورقة مساومة وضغط ضد السيد مقتدى الصدر لتحقيق أغراض سياسية .
مصطفى العبيدي