لبنان: مشاورات بين بري وعون… وعدوان لـ«القدس العربي»: أبلغني رئيس المجلس النيابي أن الخيار اليوم لم يعد بين التمديد والانتخابات بل بين التمديد والفراغ

حجم الخط
0

بيروت ـ «القدس العربي»: شهد مقر الرئاسة الثانية في عين التينة لقاءات بارزة لرئيس مجلس النواب نبيه بري جمعته إلى كل من رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون ونائب رئيس حزب القوات اللبنانية النائب جورج عدوان الذي قال لـ«القدس العربي»: أبلغني الرئيس بري أن الخيار اليوم لم يعد بين التمديد للمجلس وإجراء الإنتخابات النيابية بل بين التمديد والفراغ، وأضاف عدوان نقلاً عن بري «قال رئيس المجلس النيابي إنه بغياب قوى مسيحية رئيسية مثل القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر فستكون لديه مشكلة ميثاقية».
وكان النائب ميشال عون زار مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، وأعلن أنه تلقى رسالة شفهية من الرئيس سعد الحريري «رسالة سلام وكلام»، قائلاً «ان العلاقة مع الحريري لم تنقطع، غير ان المحادثات تجمدت بسبب أوضاع استجدت».
وأضاف «نحن متفقون على سياسة عامة تحفظ البلد، وان شاء الله غداً ستعرفون ماذا فعلنا حتى لا تشتعل النيران». وعن زيارته إلى دار الفتوى، قال «إننا في مرحلة سياسية جديدة تتميز بالوحدة الوطنية والسياسية الهادئة، وهذا مبتغانا».
وعما إذا كان يعتقد ان الأزمة في طرابلس انتهت، قال:»أعتقد أن الأزمة في طرابلس انتهت لكنها لم تنته في الجوار، لأن هناك خلايا نائمة يمكن ان تظهر من وقت إلى وقت». وعن عمل الحكومة، قال: إنه تأمين للإستمرارية، أكثر مما هو عمل إدارة وعمل مخطط.
وكان الرئيس سعد الحريري وجّه كلمة إلى اللبنانيين جاء فيها «لم تكن التحذيرات التي أطلقتُها خلال الأشهر الماضية حول مخاطر استدعاء الحريق السوري إلى لبنان، مجرد وجهة نظر تجاه ذهاب مجموعات لبنانية للقتال في سوريا وقرار حزب الله الإشتراك في الحرب الطاحنة إلى جانب بشار الأسد، بل  كانت تعبّر عن مخاوف حقيقية من السقوط في هاوية الفتن المذهبية، خصوصاً بعدما أعلن ما يسمى بمحور الممانعة، استخدام كل الوسائل لمنع سقوط الرئيس السوري، حتى لو تطلب الأمر تدمير نصف سوريا وتهجير الملايين من الشعب السوري وإشعال المنطقة بالحروب الأهلية، وتسهيل السبل أمام التنظيمات الإرهابية لإنشاء إمارات أصبحت هدفاً لنقمة العالم وخططه العسكرية».
ولفت إلى أن «ما نشهده هذه الأيام من حوادث متنقلة في البقاع وطرابلس وعكار والمنية والضنية وسواها، هو نموذج صغير عن الحريق الكبير الذي شبّ في سوريا ونتيجة لارتدادات الحرب التي سبق لبشار الأسد ان بشّرنا بانتقالها إلى لبنان ودول اخرى، وشاركت جهات لبنانية بصب الزيت على نارها، تارة بداعي حماية القرى الحدودية من الهجمات المسلحة، وطوراً بدعوى القيام بحرب استباقية تمنع وصول قوى التطرف والإرهاب إلى لبنان».
وأشار الحريري إلى أن «مناصري النظام السوري بذلوا جهداً إعلامياً وسياسياً كبيراً، لتحميلنا حصة من مسؤولية الحريق وانتشاره في عدد من المناطق، بهدف إقامة توازن طائفي لبناني في الحرب السورية، يبرر المشاركة المسلحة لحزب الله في الحرب السورية، ويحقق له المساواة في ميزان الشر، بين الدعم الإنساني والسياسي الذي نقدمه للثورة السورية، وبين استباحة الحدود لانتقال آلاف المسلحين إلى الداخل السوري للدفاع عن نظام بشار الأسد».
وتوجّه إلى القيادات اللبنانية كافة، وعبرها إلى اللبنانيين من كل الاطياف الروحية والسياسية، وإلى أهل السنة في لبنان خصوصاً، مشدداً على المنطلقات والثوابت الآتية:
1 ـ المباشرة فوراً في إطلاق مشاورات وطنية للإتفاق على رئيس جديد للجمهورية وإنهاء الفراغ في موقع الرئاسة الأولى في ما يؤدي إلى استقامة العمل في المؤسسات والمواعيد الدستورية كافة، وتحقيق تداول السلطة وفقاً للقوانين المرعية.
2 ـ العمل على إعداد  استراتيجية أمنية متكاملة يتولاها الجيش اللبناني مع القوى الأمنية الشرعية اللبنانية، تخصص للتعامل مع ارتدادات الحرب السورية على لبنان، وتكون مسؤولة حصراً عن حماية الحدود مع سوريا ومنع أي أعمال عسكرية في الاتجاهين، سواء نشأت عن مجموعات سورية في اتجاه لبنان او مجموعات لبنانية في اتجاه سوريا، على ان يشمل هذا التطبيق النازحين السوريين المقيمين على الاراضي اللبنانية ومن يناصرهم من اللبنانيين وسواهم  بدعوى الإنتماء المذهبي او الولاء لتنظيمات متطرفة، كما يشمل السوريين واللبنانيين وسواهم من مناصري النظام السوري والمتطوعين للقتال إلى جانبه، ممن بات انسحابهم ضرورة وطنية ولم تعد هناك أي جدوى من انخراطهم في الحروب المجاورة.
3 ـ السير قدماً في الخطة الحكومية للتعامل مع قضية النزوح السوري، واستنفار الجهود للتوصل إلى آلية أمنية – اجتماعية تحقق التكامل بين الأهداف الأخوية والإنسانية لسلامة النازحين والشروط اللازمة لسلامة الأمن الوطني.
4 ـ ان أهل السنة هم في أساس تكوين لبنان واستقلاله ورسالته الحضارية، ولن يعيشوا تحت أي ظرف من الظروف عقدة الإستضعاف والإقصاء، على الرغم من المحاولات الدنيئة التي استهدفت رموزهم وعملت على بناء شروخ كبيرة بين اللبنانيين عموماً والمسلمين خصوصاً. فأهل السنة في لبنان كانوا على الدوام وما زالوا يشكلون القاعدة المتينة لأهل الاعتدال والوحدة، بل هم ركن متقدم من أركان الصيغة التي يقوم عليها وطننا، وهم بهذا المعنى مؤتمنون على إرث قومي ووطني، لن يفرطوا به ولن يسلموا بالتراجع عنه، مهما اشتدت عليهم ظروف الإستقواء بالسلاح الخارجي وأسلحة الخارجين على الدولة ومؤسساتها الشرعية.
5 ـ ان كل الدعوات التي توجه للإنشقاق عن الجيش، وتحريض الشباب السني تحديداً على ترك مواقعهم والإلتحاق بتنظيمات مسلحة في لبنان او خارجه، هي دعوات مدانة ومرفوضة، ولن تلقى صدى مؤثراً  لدى بيئة وطنية تشكل القاعدة الصلبة لبنيان الجيش من أهلنا في عكار والمنية والضنية والبقاع والإقليم خصوصاً، وهي القاعدة التي تصدرت بدماء شهدائها لائحة الإنتصار على الاٍرهاب في معارك نهر البارد، وتتصدر في كل يوم لوائح الإستشهاد دفاعاً عن الدولة والسلام الوطني.
إن الدعوة إلى ثورة سنية في لبنان، هي دعوة لا تنتمي إلى تطلعات وأهداف وحقيقة السنّة في شيء، بل هي دعوة تتساوى مع المشاريع المشبوهة لإنهاء الصيغة اللبنانية واستبدالها بدويلات ناقصة تتمايز بالصفاء المذهبي والطائفي لتعيش على أنقاض الحياة الوطنية المشتركة.

سعد الياس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية